لقد كان لعلماء اللغة العربية في الجزائر، دورا جليلا في نمو وتطوّر حقل الدراسات اللغوية العربية، لاسيما في حقل نظم المتون اللغوية وشرحها،فكان كلّما ظهر نظم أو متن من المتون في مختلف العلوم، وأحسّ العلماء بقيمته وفائدته، التفّوا حوله بالشرح والتفسير والتعليق، بمناهج علمية مختلفة، راجين من وراء ذلك بسط مضامينه، وفتح مغالقه، وتسهيل عملية استيعابه وفهمه، أمام المتلقين من المتعلّمين، ومن ذلك متن "الرامزة الشافية في علمي العروض والقافية" لضياء الدّين الخزرجي ، الذي انكب عليه عدد من العلماء شرحا وتعليقا وتوشيحا، فتكفّلوا نزع اللثام عن محاسنه، وفكّ مقفلاته، واستخراج خبايا ألفاظه وعباراته، وبسط رموزه الخفية، والسير على حواشيّه البهية، كالشرح الذي وضعه إمام المغرب والمشرق أبي بكر بن مرزوق الحفيد(766ه -842ه)، على نظم الرامزة الشافية ، في مخطوطته التي وسمها ب" المفاتيح المرزوقية لحل الأقفال واستخراج خبايا الخزرجية"، وهو كتاب ضخم ونفيس في قضايا علم العروض والقافية، تناول فيها بالشرح المفصّل كل أبواب المتن و مواضيعه، بمنهجية فريدة من نوعها وأسلوب متميز، اختلف بهما عن كل من تصدى لهذا المتن بالشرح، متجاوزا به كل الكتب المشهورة، التي تناولت متن الرامزة بالشرح،كشرح الشريف السبتي على الخزرجية، والعيون الغامزة على خبايا الرامزة للدماميني، وكتاب فتح ربّ البريّة بشرح القصيدة الخزرجية لزكرياء الأنصاري.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - صباح مجاهدي
المصدر : مقاربات Volume 4, Numéro 4, Pages 333-344 2016-03-28