الجزائر - A la une

الدراما الكرواتية تسحب البساط من نظيرتها التركية والمشاهد يبقى الحلقة المفقودة



الدراما الكرواتية تسحب البساط من نظيرتها التركية والمشاهد يبقى الحلقة المفقودة
لم ترو القنوات التلفزيونية الخاصة عطش المشاهد الجزائري بالقدر الذي كان منتظرا منها، فبعد كسر حاجز النمطية بانفرادية التلفزيون الوطني على الساحة الإعلامية، وجد المشاهد نفسه في حلقة مفرغة من البرامج، فبدل أن يكون التنافس شرسا لتقديم أجود نوعية من الإنتاج المحلي، تنتهج القنوات الخاصة فن التفاوض لعرض المسلسلات الأجنبية لحصد أكبر نسبة مشاهدة.جاء على لسان ناصر مهل وزير سابق للاتصال أن ”المنافسة المقبلة عند فتح المجال السمعي البصري سوف تكون عنيفة ما يحتم أن نحضر أنفسنا ونوجه كل طاقاتنا وكل عبقرية الجزائريين لرفع التحديات المقبلة للمؤسسات الإعلامية العمومية”، ليبقى هذا الكلام أشبه بشعار لم يجد من يحمله، وسط عدد كبير من القنوات لكنها كغثاء السيل. باعتبار أن القنوات الأجنبية تحصد أكبر نسبة مشاهدة من قبل المواطن الجزائري أكثر منه على المحلية، ناهيك عن طبيعة برامجها التي تشمل الرياضة والموسيقى بنسبة عالية، وكذا حصص تستقبل ضيوفا يتراشقون الشتائم فيما بينهم، بدل الخروج بمنظور علمي يعالج واقعنا. فبعد موضة المسلسلات المكسيكية التي لم تلق ترحيبا في بدايتها، أصبحت قصص العشق والغرام المادة الدسمة التي طالت الدراما الكورية والتركية، ويتواصل صرف الميزانية على الإنتاج المستورد لولوج الدراما الكرواتية، التي ستكون كرواتيا بفضلها بلدا سياحيا لدى الجزائريين مستقبلا مثلما فعلته سابقتها التركية، فاختيار أماكن التصوير وتجسيد آخر التقنيات جعلت هذا النوع من الإنتاج يغير صورة بلده ويروج له من حيث لا نحتسب. فبدل أن يأخذ منتجونا الفكرة ويصوروا الجزائر بجمالها وهدوئها، شعر المشاهد بالفزع من برامج الكاميرا الخفية والسيت كوم التي تركز على جعل اللهجة الجزائرية سوقية وتصرفات مواطنيها عنيفة، في حين أن الدراما المكسيكية والإسبانية كانت تصور ثقافة الغجر جميلة رغم العنصرية التي تعيشها هذه الأقلية، حتى باتت التنورات الطويلة والعريضة موضة كونها اللباس التقليدي للغجريات. الأمر سيان بالنسبة للدراما التركية التي تعتبر العامل الأساسي لاستقطاب السياح الجزائريين إليها، لعرضها أجمل المناظر الطبيعية، ناهيك عن لباقة الانسان التركي ووعيه بالحياة مثلما تصوره المسلسلات. توجت أغلب القنوات العربية منها الجزائرية الدراما الكرواتية كنوع من برامج الترفيه، لتكسر به اجتياح الدراما التركية من جهة، وانخفاض تكلفتها الشرائية من جهة أخرى، لكن تبقى الدبلجة باللهجة السورية حتى ظن الكثير من المشاهدين أنها إنتاج تركي، في حين أنها دراما كرواتية، والملفت أن التركيز منصب على إبراز الجمال الطبيعي مثلما هو قائم على إبراز جمال الممثلات والممثلين، مع تصوير حياة اجتماعية عصرية تصنع في أذهاننا واقعا اتجاه البلد حتى إن كانت حقيقته غير ذلك. فهل سيسدل الستار على عاصمة العثمانيين لينتقل العرض إلى جميلة البحر الأدرياتيكي؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)