الجزائر - A la une

الدبلوماسية الجزائرية وهج يسطع




الدبلوماسية الجزائرية وهج يسطع
لا يمكن لمتتبّع السياسة الخارجية الجزائرية، ألاَّ يقف على ذلك النشاط الكبير والنتائج الباهرة التي ماانفكّت الآلة الدبلوماسية تحصدها من خلال جهودها الحثيثة ومبادراتها الفاعلة لتهدئة الأجواء العاصفة في البلاد العربية، وإعادة الأمن والاستقرار للساحل الذي يشكّل عمقا استراتيجيا تحرص الجزائر كلّ الحرص على أن يكون هادئا ومستقرا.ولعلّ من أهم إنجازات الدبلوماسية الجزائرية خلال السنة الأولى من العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، هو اتّفاق السلم والمصالحة الموقّع بالأحرف الأولى بين حكومة باماكو والأطراف الشمالية، منتصف مارس الماضي، بعد ثمانية أشهر من المفاوضات التي حرصت الجزائر على إدارتها بكلّ إخلاص ونزاهة وقلبها معلّق على مصلحة مالي التي كانت مهدّدة بالانقسام وبدخول الإخوة في نزاع مسلّح، الرابح فيه سيكون خاسرا.وقد وقفنا على إشادة دولية بالوساطة الجزائرية التي قادها بكفاءة عالية وزير الخارجية رمطان العمامرة منذ جويلية 2014، وسمعنا ثناءً كبيرا على الحياد الذي أبداه الفريق المفاوض، حيث وقف على مسافة واحدة بين أطراف الأزمة المالية.كما ساهم نجاح الدور الجزائري، الذي وضع قطار السلام المالي على سكّته الصحيحة، في دفع المجتمع الدولي نحو تبنّي المقاربة السلمية - التي ترافع من أجلها الجزائر عبر كلّ المنابر - لحلّ الأزمات التي تنهك البلدان العربية منذ 2011.ومثلما حظيت الدبلوماسية الجزائرية بالإشادة وهي تنقذ مالي من الوقوع في براثن الحرب الأهلية والانفصال، فهي تلقى كلّ الدعم نظير جهودها في جمع فرقاء ليبيا ودفعهم نحو تجاوز خلافاتهم واختلافاتهم، وإعلاء المصلحة الوطنية للخروج بأرض شيخ الشهداء عمر المختار من المأزق السياسي والأمني الذي تتخبط فيه إلى برّ الأمان، وتعيد بناء ليبيا الجديدة التي تحتاج إلى سواعد كلّ أبنائها.حصاد الدبلوماسية الجزائرية خلال السنة الأولى من إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غزير، تترجمه أيضا الزيارات التي قادت رؤساء، وزراء ومسؤولين سامين من مختلف ربوع العالم إلى الجزائر والتقاء القيادة الجزائرية والتباحث معها بشأن القضايا السياسية والاقتصادية التي تشغل بال المعمورة.وقد كان لأفريقيا حصة الأسد من هذه الزيارات، حيث حلّ بالجزائر في ظرف شهرين عشرة قادة ومسؤولون أفارقة والعديد من المسؤولين العرب والأوروبيين، بينهم رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، ورئيس زيمبابوي والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي روبيرت موغابي وقبل ذلك وصل إلى الجزائر الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا، التي تزامنت زيارته مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكلاهما استُقبل من طرف الرئيس بوتفليقة، سبعة أيام بعد استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي، هايل ماريام ديساليني بوش، الذي حل بالجزائر منتصف شهر مارس.وتؤشر الزيارات الإفريقية والعربية والغربية المتتالية، إلى قوّة الجذب التي أصبحت الجزائر تمتلكها بفضل حنكة دبلوماسيتها التي وبالرغم من أنها ترتكز على سياسة عدم التدخل في شؤون الآخرين، إلاّ أنها لا تتوانى عن التحرك لمساعدة الأشقاء والأصدقاء على حل أزماتهم بالطرق السلمية التي تبقى أفضل الخيارات لصيانة الأمن والاستقرار وتفادي الأزمات الإنسانية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)