الداخلية تجعل من الدوائر مقرات شبه خالية

تعج مقرات الدوائر بوهران بأعوان الأمن منذ أيام، خاصة مقر دائرة وهران الذي تحول إلى شبه مقهى بداخلها من قبل العشرات من الأعوان الذين يجلسون بساحة مقر الدائرة يتبادلون فيما بينهم النكت وأطراف الحديث ويتلقون مرتباتهم بدون أي عمل. ذلك ما وقفت عليه ”الفجر”، خلال زيارتها لمقر دائرة وهران، والتي أفرغت من المواطنين الذين كانوا يوميا يترددون عليها بالآلاف وليس المئات، منهم من كانوا يقصدوها لاستخراج جواز السفر في شكل طوابير وآخرون من أجل استخراج بطاقة التعريف الوطنية ورخص السياقة والبطاقة الرمادية وغيرها من الوثائق الأخرى. وبناء على تعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية وقصد تخفيف الضغط على مقرات الدوائر فقد تم إخراج جميع تلك الوثائق وتم تحويلها إلى البلديات، وفي ظل ذلك لم يتم تحويل مع ذلك العشرات من العمال الذين احتفظوا بأماكنهم. وما زاد الطين بلة الأعداد الكبيرة لأعوان الأمن الذين لم تعد لهم ضرورة في البقاء بمقرات البلديات، دون أي عمل يذكر، والذين يجلسون أمام الشبابيك ومداخل أبواب مقر الدائرة دون أي فائدة في الوقت الذي أصبحت فيه تلك الشبابيك شبه خالية من المواطنين، بسبب إخراج تلك الوثائق التي يكثر عليها الطلب من قبل المواطنين إلى البلديات. وأمام تلك الفوضى والتسيب في التحكم في الموارد البشرية، يتساءل المواطنون ما الجدوى من الإبقاء على العشرات من أعوان الأمن داخل مقرات الدوائر دون عمل في حين يتلقون مرتباتهم باكرا بعدما أصبح عددهم أكثر من عدد المواطنين الدين يتوافدون على مقرات الدوائر، فيما كان من الضروري تحويلهم إلى البلديات لممارسة مهام أخرى من قصد تحسين استقبال المواطنين والمرفق العام وتقديم خدمة مقابل المرتبات التي يتلقونها.