الجزائر - A la une

الخيالة والبارود يصنعان الحدث والمرأة حاضرة بزيها التقليدي




الخيالة والبارود يصنعان الحدث والمرأة حاضرة بزيها التقليدي
البارود، الخيالية، الحايك والبرنوس، هكذا فضل العاصميون الاحتفال بالذكرى ال61 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة، في جو بهيج غلبت عليه الطبوع الثقافية لمختلف ولايات الوطن حيث شاركت مصالح ولاية الجزائر في الاستعراض الفلكلوري الذي طاف خلاله المشاركون عبر شوارع حسيبة بن بوعلي، عميروش، وزيغود يوسف لاستذكار بطولاتهم النضالية. ألوان العلم الوطني هي الأخرى كانت حاضرة بقوة من خلال البدلات والبالونات التي تم إطلاقها في السماء احتفالا بالفاتح نوفمبر، الذي يعتبر من بين أهم المحطات التاريخية للجزائر.وقصد استذكار بطولات رجال ونساء تركوا بصماتهم في تاريخ الجزائر، رفع أفراد الكشافة الإسلامية الذين كانوا في مقدمة الاستعراض، صورا لشهداء الثورة التحريرية الكبرى، في حين لبست "حرائر الجزائر" اللباس التقليدي للمرأة العاصمية المتمثل في "الحايك" وحملن معهن "قفة الدوم" التي كانت تستعمل في نقل الأسلحة والقنابل، وهي "القفة" التي أثارت قلق جنرالات فرنسا بعد فشلهم في دحر الثوار والفدائيين. من جهتها، عرضت فرق فلكلورية من عدة ولايات طبوعها الثقافية التي جمعت بين الآلات الموسيقية القديمة مثل الناي والطبل والبندير، والزي التقليدي الذي يبرز عمق التاريخ الجزائري المتنوع.. وأدت الفرق وصلات موسيقية تجاوب معها العاصميون الذين اصطفوا منذ منتصف النهار على طول الشارع الذي يربط ساحة أول ماي بحديقة صوفيا ومقر ولاية الجزائر للاستمتاع بما يعرض.ونظرا لتزامن الاحتفالات بالمهرجان الوطني للفرق النحاسية، المنظم إلى غاية 2 نوفمبر الجاري، استعرضت الفرق التابعة لعدة ولايات إبداعات شبابها الذين تميزوا بزيهم الرسمي وطاقاتهم الكبيرة في دق الطبول والتحكم في آلات النفخ لعزف الأناشيد الوطنية والأغاني التقليدية.وما أعطى الاستعراض طابعا خاصا، استقطب إليه المشاهد وحتى أعضاء المنصة الشرفية، هي فرق الخيالة التي قدمت من كل ولايات الوطن لإبراز الموروث الثقافي لكل منطقة، مع استرجاع فترات الثورات الشعبية التي ميزت المناطق الداخلية مباشرة بعد دخول المستعمر سنة 1830.كما أن الخيل لا يمكن أن يكون بدون بارود، وهي النقطة التي ركزت عليها كل الفرق التي أبت إلا أن تطلق كل واحدة منها عدة عيارات من البارود الذي دوى صوته في سماء العاصمة مثلما دوت أول طلقة نارية ليلة الفاتح نوفمبر، وهي الصورة التي أعطت العنان للنساء اللاتي أطلقن هن كذلك العنان لحناجرهن لإطلاق الزغاريد ترحيبا بالخيالة الذين شاركوا العاصميين الاحتفالات. الِجمال هي الأخرى كان لها نصيب من الاستعراض، وذلك للتأكيد بأن الجزائر واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، رافقتهم الفرق الفلكلورية "لرجال التوارق" الذين أحضروا سيوفهم ودروعهم للرقص في شوارع العاصمة بطريقتهم التقليدية بحضور المرأة التارقية التي أبدعت هي الأخرى في الغناء والدق على الطبل.الفن القبائلي والشاوي، البوسعادي كان حاضرا عبر فرق الرقص التي جالت وطافت عبر الشوارع وأمتعت الجمهور بالأغاني والرقص التقليدي، في حين حضرت عربة "الكاليش" التي تجرها الخيول وعلى متنها سائقها باللباس التقليدي، وهي الصورة التي شدت أنظار المتفرجين وجعلتهم يلجأون إلى هواتفهم النقالة وآلات التصوير لالتقاط صور لأقدم وسيلة للنقل تسير على طريق معبد مخصص لآخر ما جادت به علامات السيارات.من جهتها، قامت مديرية الشباب والرياضة، الهيئة المنظمة للاستعراض الذي حضره عدد من المسؤولين المحليين وعلى رأسهم والي ولاية الجزائر السيد عبد القادر زوخ، باستعراض كل الفرق الرياضية التابعة لولاية الجزائر في عدة تخصصات على غرار التجديف، المبارزة بالسيف، كرة السلة، كرة القدم والكرة الطائرة، بالإضافة إلى استعراض فرق الرابطة الوطنية للمعاقين الذين أحرزوا عدة انتصارات في تظاهرات رياضية محلية ودولية، في حين عرضت باقي المديريات إنجازاتها منذ الاستقلال. وقد رافق أعوان الحماية المدنية التابعة لمختلف المصالح وأعوان الجمارك والأمن الوطني المشاركين في الاستعراض، في حين قدمت فرقة فنية مكونة من ألف طفل مجموعة من الأناشيد الوطنية التي رافقت كل العروض، بالإضافة إلى الفرقة الغنائية لوحدات الحماية المدنية التي قدمت تكريما خاصا لمؤلف النشيد الوطني المرحوم مفدي زكرياء.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)