الجزائر - A la une

الخطف بالخطف والبادي أظلمزاوية حرة



الخطف بالخطف والبادي أظلمزاوية حرة
منذ أكثر من سنة ونصف تم خطف تسعة من اللبنانيين وحسب كل الروايات فالعملية وقعت داخل الأراضي التركية وهم في طريق عودتهم من زيارة تقليدية لأحد أضرحة الأولياء الصالحين من أهل بيت النبوة في إيران، ومن ثم تم تسليمهم لجماعة من يعرف بالجيش السوري الحر والمحاولات جارية لإطلاقهم وعلى كل المستويات من جانب الحكومة اللبنانية ولكن دون جدوى وحسب المفاوض اللبناني فإن كل المحاولات قد باءت بالفشل أمام تعنت الجهة الخاطفة التي رفعت سقف مطالبها حتى بدت وكمن يطلب رأس النظام السوري مقابل ذلك، علما أن المختطفين وهم من بسطاء الناس الذين لا لون حزبي لهم، وحاول الخاطفون المفترضون ربط هؤلاء بحزب الله دون أي سند وكان وزير الداخلية اللبنانية ومعه مدير الأمن العام اللبناني قد تمكنا من إدخال قطر وتركيا على خط التفاوض وتدخل مدير الأمن العام اللبناني لدى السوريين طالبا إطلاق سراح ما يزيد عن مئة مسجون سوري على خلفية الحرب الدائرة ووافق النظام على ذلك وأعلن الخاطفون أنهم سيطلقون سراح اثنين فقط من المخطوفين قبل العيد ولكنهم لم يفعلوا وأخذوا من جديد يرفعون من سقف المطالب مما دفع بمدير الأمن العام اللبناني ومعه وزير الداخلية لسحب يدهم من الموضوع بعد أن وجد الرجلان أنفسهما أمام طريق مسدود ومن ثم توقفت المفاوضات، حتى جرى ما جرى من اختطاف اثنين من الأتراك لأن المفاوض اللبناني تمكن من حصر القضية بتركيا، وهذا ما حذا بجماعة مازالت مجهولة للتصرف بطريقة مماثلة، إلى هنا تبدأ القضية مرحلة جديدة فالشارع التركي تحرك بين معارض لحكومته بعد أن حملها المسؤولية وبين مؤيد لها مدافع عنها، وأخذت القضية بعدا عالميا وإقليميا وبدأت التجاذبات السياسية، وهذا يعود بنا إلى المربع الأول، فهل ينجح الخطف المضاد المبني على خلفيات مماثلة من طي الملف، أم نبدأ مرحلة جديدة من الخطف والخطف المضاد بحيث لا تنتهي اللعبة إلا بما يراد لها من قبل المخابرات الأمريكية تلك التي تمكنت من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب وبالتالي بات من السهل عليها اتهامه وإثقال ملفاته الجاهزة لديها ؟ المراقبون يعلمون أن حزب الله لو أراد ذلك لفعله منذ فترة طويلة ولكنه لم يفعل وهو القادر، والمتتبع لرمال الساحة اللبنانية المتحركة يدرك للتو أن عملية الخطف باتت عملية متبادلة بين أطراف قد تكون سياسية وقد تكون مخابراتية وقد تكون عشائرية قبلية وقد تكون من قبيل الابتزاز ومن يعلم ؟ فهل من مخرج من ذلك النفق المظلم الذي أخذ يتسع يوما بعد يوم ؟ الأيام وربما القليلة المقبلة قد تكشف لنا عن مستجدات جديدة وليس من الضروري أن نحدد طابعها أو لونها أو اتجاهها لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بإيجابيتها أو سلبيتها فلننتظر وقد لا يطول بنا الانتظار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)