"الحياة العربية " تكشف عن بدائل المدمنين

دخلوا عالما مظلما، غرقوا فيه ولم يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم ليخرجوا مجددا إلى النور، فكانوا كلما توغلوا في هذا الطريق أوصدت خلفهم أبواب الرجوع ، فقرروا مواصلة رحلتهم في هذه المتاهة.تحقيق: لمياء العالمإنه حال شباب مدمنين دفعتهم الرغبة في تعاطي المخدرات أن يجدوا بدائل عن الحبوب المهلوسة والغبرة لم تخطر حتى في بال الباحثين الكيميائيين، فأصبح جسمهم مخبر التجارب، يفهمون كثيرا في تفاعل الأدوية وكيف يمكن استغلالها لكي تكون بديلا عن السم الغالي، تعطي المزاج نفسه و يمكن أن تصرف في الصيدليات من خلال وصفة طبية فقط أو بدونها.بدأت رحلة البحث والتقصي في هذا الموضوع بعد الاستماع لقصة محمد البالغ من العمر 28 سنة كان يتعاطى نوعا معينا من المهلوسات وبعد أن نفذت نقوده أصبح يسرق مال ومجوهرات أمه وإخوته، وفي مرة من المرات كان في أمس الحاجة لجرعة "السم" ولم يجد أمامه سوى علبة "ترامادول" تناول 6 حبات منها فأحس بشعور مماثل وخمول كلي، ومن ثم أصبح في كل مرة يجرب نوعا جديدا من الدواء.هذه القصة أثارت فضولنا فتوجهنا لبعض الصيدليات بباش جراح فسألناهم عن هذا الدواء وتفاجآنا أنه ليس هذا الدواء الوحيد الذي يستغل كبديل للمخدرات فهناك أدوية كثيرة من التي تستخدم الآن لعلاج حالات الربو والسعال انحرفت عن الغرض الذي صنعت من أجله، وأصبحت تستخدم كمخدرات في أيدي الشباب، وهى أدوية تتواجد بشكل عادي في الصيدليات، وتتميز بانخفاض ثمنها، وهو ما جعل الإقبال عليها كثيفا وأهمها " dolyrhum" و "rhumared " و شراب "نيوكوديون" ... تركيبة مخدرة جديدة يطلقون عليها اسم "الصاروخ"مفاجآت أخرى حملها هذا الموضوع دواء "نيولاستون" الخاص بارتخاء العضلات يستخدمه المتعاطون للاستنشاق عن طريق طحنه، أما إذا أراد أن يأخذه عن طريق الحقنة فيقوم بإضافة ليمون أو الماء الطبي المعقم، وللعلم كل ما سبق ذكره هو دواء باسط للعضلات ويعطي شعور بالارتخاء، استعمال المدمنين لهذا الدواء يمكن أن يؤثر مباشرة على الذكورة والذاكرة والمجهود إضافة لتليف العروق.مخدر آخر يطلق عليه اسم "الصاروخ" ويحصل عليه المدمن بعد أن يسحب كمية من دمه ويخلطها مع حبات "lyrica" وهو دواء لعلاج آلام الروماتيزم فيعطي شعورا بالارتخاء ويُدخل متعاطيه عالم آخرا بعيدا عن الواقع.…حتى حبوب منع سقوط الحمل لم تسلم منهمحيل المدمنين تعدت المعقول ووصلوا إلى حبوب منع سقوط الحمل التي تستخدم لوقف الانقباضات بالرحم استغربنا الأمر في البداية وكيف يمكن لهذا الدواء أن يحل محل المخدرات ولكن بعدما سألنا الدكتورة "حليمة أزيل" أخصائية أمراض نساء وتوليد التي أكدت ل "الحياة العربية" أن هذه الحبوب تبّسط العضلات وتؤدي إلى الخمول والارتخاء العام، ولكنها تعجبت كيف استطاعوا أن يستغلوا هذا الدواء ويجعلون منه مخدر... مدمنو الكحول يحوّلون دواء "gaviscon" إلى خمرالبحث عن البديل لم يكن مهمة المدمنين على المخدرات فقط بل حتى المدمنين على الكحول، حيث يقومون بخلط "الجافسكون" وهو دواء لمعالجة حرق المعدة مع كحول جراحي وذلك اعتقادا منهم أنه يسكر دون أن يؤذي معدتهم، وهناك مسكر آخر يسمونه "زنبريطوا" وهو خليط الكحول و الماء وعصير الفواكه يدخل شاربه في اللاوعي.هوس المدمنين بالمخدرات وعدم توفرها في كل مرة جعلهم يبحثون عن بدائل حيرّت مخابر الأدوية والصيدليين واستطاعوا أن يصطنعوا خلطات أخطر من الغبرة و الحبوب المهلوسة وتأثيراتها وخيمة على صحة الإنسان والمجتمع معا.