الجزائر - A la une

الحوار لتسوية النزاعات مبدأ ثابت


الحوار لتسوية النزاعات مبدأ ثابت
على هذا الأساس تقرّر أن تكون الذكرى محطة ليس فقط لإلقاء كلمة من رئيس الدبلوماسية يسرد من خلالها الإنجازات والمكاسب في عالم القرية الواحدة الشفاف، بل تدشين مركز اليقظة وتسيير الأزمات بالإضافة إلى معرض صور يؤرخ للدبلوماسية الجزائرية التي كانت ولازالت وفية لقيمها ومبادئها المستمدة من روح نوفمبر ومرجعية المواثيق الأساسية للثورة.ويضاف إلى هذا الإنجاز المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية الذي فرض نفسه في ظرف قصير من خلال الأنشطة المتعددة وتحليلاته المنيرة ورؤاه الاستشرافية لمختلف التعقيدات. وهو معهد رافع منذ تأسيسه من أجل إسماع صوت الجزائر وتحديد موقفها الثابت من تعقيدات الظرف وتداعيات المرحلة العصيبة. منها على سبيل المثال الموقف المنادي بالحل السلمي للأزمات الذي كسبت من خلاله الجزائر مصداقية واعتراف العالم.ظهر هذا جليا في أزمة مالي، حيث أقنعت الدبلوماسية الجزائرية أطراف النزاع بأن التسوية السلمية لا تتأتى إلا عبر الحوار الموسع الذي أفضى إلى اتفاق نهائي لازالت العواصم تشيد بدور الجزائر وجهودها فيه. وهي جهود تستمر مع الأطراف الليبية في سبيل الخروج بأرضية اتفاق حول حكومة توافق ووحدة تضع في الحسبان مصالح البلد العليا.هذا الإنجاز يدرج ضمن مسار طويل ونضال خاضته الدبلوماسية الجزائرية اعتمادا على روادها مناشدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية والوقوف إلى جانب القضايا العادلة في مختلف جهات المعمورة ومساندة حق الشعوب في تقرير المصير وعدم الخلط بين شرعية المقاومة في سبيل استعادة الحق المهضوم والوطن المغتصب والإرهاب الذي تحاول جهات إلصاقه بأطراف معينة تحقيقا لمصلحة ضيقة ضمن صراع النفوذ والسعي لتغيير خرائط الطرق.إنها سياسة المكيالين التي تنتهج من قبل قوى كبرى في تعاملها مع قضايا التحرر. لهذا حسمت الجزائر هذه المسألة مبكرا مطالبة بوضع مصطلح دقيق للإرهاب لتفادي الخلط المفضوح، مناشدة العالم التعاون ضد الجماعات الإرهابية برفض دفع الفدية والتصدي بعزم للجريمة العابرة للحدود والأوطان.ونجحت الجزائر بفضل دبلوماسيتها في إقناع الدول المترددة التي كانت تعتقد أنها في مأمن من تداعيات الإرهاب بالعدول عن هذا الموقف والانخراط في مسعاها اقتناعا منها أن هذه المجموعات الاجرامية التي تعتدي على أقدس حق للانسان: الحق في الحياة لابد أن تواجه بصرامة.وكان هذا الطرح الذي رافعت من أجله الدبلوماسية الجزائرية عبر المنابر والقمم أقوى الخيارات في الدورة الأممية ال70 بنيويورك. وهي دورة أعادت إلى الأذهان ما حذرت منه الدبلوماسية الجزائرية وما رافعت له بأن السلام العالمي ينتعش بتقاسم المهام والأدوار بعيدا عن احتكار القرار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)