الجزائر - A la une

الحلقوم في غزة..بين عبق الماضي و ظلم الحصار


الحلقوم في غزة..بين عبق الماضي و ظلم الحصار
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-08-22 19:48:00Z | | ÿaŽ…ÿ¬‘‡ÿ°•Šÿ‰ëFtفي مصنع صغير بحجمه كبير بمذاقه، بمدينة غزة، يقف أكرم الداية، بجوار آلة قديمة، وُضعت فوق موقد مشتعل، يسكب فيها مكونات حلوى "الحلقوم"، والتي تعرف في فلسطين ب"الراحة"، التي ورثها عن أبيه الذي ورثها بدوره عن جده، منذ عشرات السنين، وذكر الحاج الداية، الذي يبلغ من العمر50 عاما، "أبي كان يعمل في صناعة الحلقوم لِما كان لها من شهرة ومذاق طيب، خاصة أنها رخصية الثمن، يستطيع الكل شراءها".وعن طريقة تحضيره لعجينة الحلقوم، يقوم الداية بوضع الماء والسكر على النار لدقائق حتى درجة الغليان، ومن ثم يضيف "النشا" المذاب مسبقاً في الماء مع حامض الليمون والفانيليا والغلوكوز والملون، ويتركها تغلي لمدة نصف ساعة حتى يصبح الخليط لزجاً.ومن ثم يسكب الخليط في صينية كبيرة الحجم، ويتركه حتى يبرد ويصبح صلباً وقابلاً للتقطيع بأشكال مختلفة يتم تزيينها بمكسرات اللوز والبندق والفستق والجوز والكاجو ، ورشها بالنشا.ويصل سعر الكيلو الواحد من حلوى الحلقوم إلى 7 شواقل (ما يعادل 2 دولار أمريكي)، وتتوزع أنواعها ما بين السادة، والحلوة، والفواكه، والمحشية بالمكسرات وجوز الهند، بحسب الحاج أكرم. وتجد في بيوت الغزيين هذه الحلوى التي ترافق القهوة والشاي في حياتهم اليومية ومناسباتهم الاجتماعية، كما أنهم يتناولونها مع قطع البسكويت.تدور الآلة، وبجوارها الحاج أكرم ماضياً في حديثه "سوق هذه المهنة كان مزدهراً في القدم، أما الآن فقد تراجع بشكل كبير، بسبب الحصار الإسرائيلي، ومنع التصدير من قطاع غزة إلى مدن الضفة الغربية، وإغلاق المعابر التي أثرت على دخول المواد الخام"، ويتابع "أحيانا نعمل أياماً قليلة خلال الشهر، بسبب اشتداد أزمة الكهرباء"، ويستطرد قائلاً "كان يعمل لدي قبل 10 أعوام أكثر من 15 عاملاً، ولكن الحصار وعدم التصدير، جعلني أعمل لوحدي"، وتعتبر مهنة الحاج أكرم مصدراً لتوفير قوت عائلته المكونة من 8 أفراد.وتمد سلطة الطاقة الفلسطينية منازل سكان القطاع بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على وصل التيار لمدة 8 ساعات، ثم قطعه لمدة 8 ساعات متواصلة، وفي حال نفاد الوقود تزداد ساعات القطع.ورغم هذه الأوضاع، وازدياد نسبة البطالة في قطاع غزة، إلا أن الحاج أكرم لم يفكر في ترك المهنة، للحفاظ على ما وصفه بإرث الأجداد، واستمرار اسم عائلته التي تشتهر بصناعة حلوى الحلقوم.الأيام الجزائرية/ الأناضولShare 0Tweet 0Share 0Share 0


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)