الجزائر - A la une

الحكومة والحمى القلاعية وجها لوجه




الحكومة والحمى القلاعية وجها لوجه
تواصل حالات الإصابة بالحمى القلاعية وسط رؤوس الأبقار انتشارها في الولايات، في وقت عجزت الجهات المعنية عن محاصرة العدوى، ما يوحي أن الحكومة حائرة في معالجة هذا الملف، الذي يعيد إلى الأدراج مشكل العجز في تسيير الأزمات وحالات الطوارئ، رغم الملايير التي تنفق من الخزينة العمومية لحماية الصحة العمومية والمحافظة على الاقتصاد الوطني .فشلت السلطات العمومية في تقديم حلول استعجالية لمحاربة حمى الأبقار التي تهدد الثروة الحيوانية في البلاد، مواصلة زحفها في 20 ولاية، حتى الأن، في وقت عجزت وزارة الفلاحة عن توفير 900 ألف لقاح كان مقررا دخولها يوم 9 أوت الجاري، مع عدم التحكم في منع نقل الأبقار بين الولايات، بتشديد الرقابة على مختلف المسالك، ما يطرح تساؤلات حول جدية الحكومة في التعامل مع هذه الأزمة، التي تصب في صالح بارونات الاستيراد ومافيا اللحوم التي تشتري رؤوس الماشية بنصف أسعارها، ويبقى المربون الخاسر الأكبر، في انتظار تجسيد وعود بتعويضات جزئية لا تحل مأساتهم في كل الأحوال.وزاد غياب التنسيق الوزاري بين القطاعات المعنية حدة انتشار المرض وتفاقم الوضع، الذي يستدعي ضرورة عقد اجتماع حكومي مصغر على الأقل، بين المعنيين بوضع مخطط استعجالي لمحاربة الوباء، في وقت يؤكد البياطرة أن نجاعة حملات التلقيح لا تقتصر على القيام بها فقط، بل يجب أن تتعدى مثلما هو معمول به في دول أخرى، إلى إجراء تحقيقات ميدانية، قبل وبعد انتشار الفيروسات والعدوى، بالقيام بتحاليل دورية للحيوانات المصابة وغير المصابة، تبين فاعلية اللقاح المستعمل وتحصي جميع الحيوانات الملقحة، ما يسهل على السلطات العمومية مستقبلا مواجهة عدوى فيروسات مماثلة والتكفل بها في فترة زمنية قياسية.ورغم الإمكانيات المالية المتوفرة، تواصل نقابة البياطرة التنديد بالنقص الفادح في وسائل عمل البياطرة، ما صعب من مهامها في مواجهة انتشار داء الحمى القلاعية، خاصة بالنسبة لوسائل التطهير الضرورية لمنع نقل الفيروسات في أوساط الحيوانات، وتوفير اللقاحات لحماية مليوني رأس بقر مهدد بالوباء.ففي الوقت الذي تقول فيه الوزارة إنه يتم التحكم في الوضع وتقلل من حدة الخطورة، يقر الوزير أن مسؤولين في قطاعه تكتموا على المرض في بعض الحالات، ولم يمنعوا استيراد أبقار من دولة تعاني الوباء، يأتي هذا وسط سكوت تام من نواب برلمان، مثلا، يقضون عطلهم بعيدا عن مشاكل الفلاح وصحة المواطن. بلدية بئر العرش عاجزة على دفن الأبقار الميتة لاتزال بلدية بئر العرش، ولاية سطيف، تصارع خلفيات الحمى القلاعية والتي أصابت الكثير من ثروتها الحيوانية، بقوة زلزال قدره 10 درجات حيث أتت على الأخضر واليابس، ولم تستطيع البلدية بإمكانياته المادية المحدودة من دفن هذه الحيوانات المنتشرة بقراها الكثيرة، حيث يصل نفوق الأبقار في بعض الأيام ثلاثين رأسا، موازاة مع إمكانيات حظيرة محدودة، رغم توقف بعض المركبات من مهمات ضرورية أخرى وتسخيرها لهذا الغرض، ويتساءل المواطنون عن عدم الاستعانة بإمكانيات بعض البلديات المجاورة الأخرى بأمر من الوالي. فزع في بومرداس.. ويعيش مربو الأبقار بولاية بومرداس على هاجس ظهور الحمى القلاعية التي أكدت مصادر ظهورها ببعض البلديات بولاية منها بلدية تاورقة، اعفير، حمادي، دلس، خميس الخشنة، والناصرية. وأفادت مصادر محلية، أنه تم إصابة حوالي 22 رأسا من البقر وإتلاف بعضها في بعض المناطق بسبب الحمى القلاعية، حسب مربي الأبقار. تلمسان ترتعد.. واضطرت السلطات الولائية بعاصمة الزيانيين إلى غلق أسواق الماشية عبر مختلف بلديات تلمسان ومنع تجميع وتنقل رؤوس الماشية، لتفادي تنقل عدوى الحمى القلاعية التي أصابت عددا من الولايات الداخلية.وجاء القرار بناء على تعليمات وزارة الفلاحة التي أصدرت قرارات عاجلة لتفادي خطورة الحمى القلاعية التي لم تكتشف أية حالة منها بتلمسان، وقد تم اتخاذ إجراءات صارمة في ما يخص هذه القضية تصل الى حد مصادرة الماشية والمتابعة القضائية. إكتشاف أول بؤرة بغليزان وسجلت الاثنين بولاية غليزان أول بؤرة لمرضى الحمى القلاعية ببلدية زمورة تحديدا بدوار الجبابرة بعرش أولاد السويد.وعاش سكان المنطقة حالة من الهلع خوفا من انتشار هذا الوباء، خصوصا وأن عرش أولاد سويد معروف بتربية الأبقار والأغنام وأنه يتميز بالطابع الرعوي المحض. 13 حالة غير مؤكدة بجيجل وسجلت مصالح الفلاحة بولاية جيجل 13 حالة غير مؤكدة للإصابة بالحمى القلاعية وسط الأبقار في أربع بلديات جيجلية وهي قاوس، وجانة، الميلية، وجيجل، فيما ينتظر وصول 700 جرعة لقاح الأسبوع الجاري، وتم تقسيمها على البلديات الحدودية مع الولايات التي ظهر بها المرض لاسيما الواقعة مع حدود ولاية سطيف ميلة وسكيكدة. وتراجع في الأسبوعين الأخيرين الإقبال على القصابات لشراء اللحوم الحمراء خوفا من المرض، رغم التطمينات التي تنفي إمكانية تعرض الأشخاص لأمراض بعد أكل هذه اللحوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)