الجزائر - A la une


الحرب على التاريخ
لأن الحرب على المسلمين والعرب صارت على كل الجبهات، فإنه حتى التاريخ والحضارة وكل ما له علاقة بالماضي لم يسلم من التشويه والازالة، ولا أقل من ذلك من تحطيم كل ما له علاقة بالتاريخ والحضارة في البلاد العربية التي عبثت فيها القاعدة من قبل وهاهي " داعش" تواصل المسيرة تحت رعاية امريكية، بعد انتشار تسجيلات تصور منتسبي هذا التنظيم وهم ينزلون بالفؤوس والمعاول لتحطيم المتاحف في العراق وفي سوريا، في محاولة لطمس تاريخ بلدين جذورهما ضاربين في عمق التاريخ البشري، صور مؤلمة جدا حين نرى تاريخا عمره آلاف السنين يتهاوى بضربة فأس بحجة تحطيم الأصنام، رغم أن الكل يعرف أنه لا يوجد مسلما واحدا يشرك بالخالق الواحد، وما هذه التماثيل سوى تاريخ معروضة في متحاف او ظلت في مكانها شاهدة على مرحلة ماضية كإرث حضاري وتاريخي وليست للعبادة، ولو كانت أصناما للعبادة، لما تركها الفاتحون المسلمون؟ فلماذا مثلا لم يحطم عمر بن العاص الأهرامات وتماثيلها، ولماذا لم يحطم من فتحوا بلاد الشام والعراق من المسلمين ذلك التاريخ الطويل وتركوا الأمر "لداعش والقاعدة" ؟ إنها فعلا ماساة أن تذهب آلاف من السنوات من الحضارة والتاريخ في مخطط صهيو امريكي، لمسح كل اثر للعرب من التاريخ في انتظار مسحهم من الجغرافيا قريبا، ان الطرف الخفي في هذه المعادلة هي الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تملك تاريخا ولا حضارة، سوى تاريخ حديث بدأته بقتل أكثر من 300 مليون من شعب الهنود الحمر، وما زالت مستمرة في الإبادة إلى اليوم في بلدان أخرى، ولم يتبق لها سوى ازاحة تاريخ الحضارات في بلاد الشام والعراق، كي تبقى هي الحضارة الأبرز، رغم ان حضارة بابل وعمورية، والفراعنة والبربر والنوبة، والبدول وأشور،وغيرها هي ملك عالمي وليست عربي، فاي خسارة سيتحملها العالم بعد تهاوى الحضارات والتاريخ ليس بالاسلحة النووية ولكن بمعاول وفؤوس امريكية، خسارة لن يبكيها البشر اليوم ولكن ستبكي عليها الأجيال القادمة دما قانيا، حين ترى تلك التسجيلات وما اندثر من تاريخ للحضارات




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)