الجزائر - A la une

«الحراك العربي» انتفاضة وليس ثورة الجامعي عبد القادر محمودي يشدد على خصوصية الجزائر:




اعتبر الدكتور عبد القادر محمودي أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن الحراك الذي شهدته بعض الدول العربية انتفاضة شعبية وليس ثورة، نظرا لعدم توفر الشروط التي تؤدي إلى هذه الأخيرة، مبرزا بأن انتفاض الشباب في هذه الدول كان تعبيرا عن وضعية اجتماعية مزرية، مستبعدا فرضية أن تشهد الجزائر نفس «السيناريوهات» التي عاشتها دول الحراك.
أرجع عبد القادر محمودي خلال تنشيطه، أمس، للفوروم الجيو استراتيجي ليومية «المجاهد» أن الدول العربية بأنظمتها المختلفة التي شهدت حراكا شعبيا «انتفاضة» ونتاج عدم احترام العقد الاجتماعي ما بين الحاكم والشعب، وهو الاستنتاج الذي توصل اليه من خلال دراسته وتحليله للانتفاضات الشعبية والتي تناولها في كتابه تحت عنوان «الثورات (؟) العربية.. «الإدراك والاستجابة».
وربط الأستاذ محمودي مصدر النزاعات الداخلية التي تعرفها بعض الدول العربية، بثلاثة متغيّرات رئيسية، أولها الإختلالات الوظيفية التي ميّزت ولازالت تميّز النظام الإقليمي العربي منذ نشأته، والتي مست بمشروعيته، والثاني يشكل الخصوصيات المحلية في أبعادها الثلاثة: السياسي، الاقتصادي والاجتماعي الثقافي، أما الثالث، فيتعلق بطبيعة النظام الدولي، وتعامله مع النزاعات التي اندلعت منذ جانفي 2011.
وأرجع الحراك الذي يحدث في الوطن العربي من أجل التغيير إلى نزاعات داخلية، تتطور إلى ثورات مضادة تهدف إلى التحطيم، حيث عمل على تحديد النزاع الداخلي في إطار ما يسمى بالعولمة إلى النزاع الصفري، موضحا الأمر أنه إذا اندلعت الثورة في أي بلد عربي لا تكون لا في صالح الحاكم أو المحكوم، بل في صالح جهات أخرى.
وبدا محمودي متشائما في تحليله لأسباب الحراك العربي، الذي وصفه بالخريف الممطر الذي يؤدي إلى شتاء قاسي، لأن الدول العربية تتقاطع في نفس المشاكل الداخلية، فشعوبها لم تستفد كما قال من الثروات التي يختزنها باطن الأرض، ما خلق نوعا من الإحساس بغياب عدالة اجتماعية، والذي يعد سببا رئيسيا في هذه الانتفاضات الشبانبة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لم تفلح في إيجاد نوع من التوازن بين الشرعية الداخلية والشرعية الخارجية.
وبالنسبة للجزائر، فإن الوضع مختلف تماما حسب محمودي، وبرأيه فان بلادنا أصبحت محصنة لأن «المرآة التي ينظر فيها الشاب يرى في خلفيتها صورة قاتمة لشبح شاب عربي من دول الحراك مات في الانتفاضة»، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة عاشتها في التسعينات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)