الجزائر - A la une


الحذر مطلوب
أصبحت قضية اختطاف الأطفال تشغل الرأي العام والسلطات معا، إلى درجة أن الحكومة خصصت اجتماعا وزاريا مشتركا لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع، كما أن الرأي العام بات أكثر تجندا لمواجتها والمساهمة في عدم تكرار ما وقع للطفلين إبراهيم وهارون بقسنطينة.
ومهما كانت الإجراءات التي ستتخذها الحكومة، فإن نجاح تطبيقها في الميدان يتطلب تضافر جهود الجميع، سلطات أمنية وقضائية ومواطنين، كل في إطار موقعه وصلاحياته، لأن اليقظة تبقى مطلوبة في كل الحالات، كما أن التبليغ عن الحالات المشبوهة يصبح أكثر من ضرورة.
وإذا كنا نحيي الوقفة التضامنية لسكان قسنطينة أمس مع أهالي الطفلين ابراهيم وهارون، وحرصهم على القصاص من قاتليهما بالتطبيق الصارم والمشدد للقانون، فإن الانحراف الذي شهدته هذه المسيرة غير مقبول أصلا. ذلك أن الهدف الأسمى من مسيرة أمس لم يكن الاعتداء على الأملاك العمومية، وتخريبها، بقدر ما كان التعبير بأسلوب حضاري عن تضامن ومواساة مع العائليتن المفجوعتين.
ثم أن التخريب بحجة المطالبة بتسليم القاتلين المشتبه فيهما، مرفوض أصلا، لأن هناك عدالة وقوانين ومؤسسات تسهر على تطبيقها ولسنا في مجتمع يحكمه قانون الغاب. وهو ما يثير المخاوف من أن تتحول مثل هذه المسيرات ذات الأهداف النبيلة إلى مسيرات تخريب تمس بالأمن العام وتلحق الضرر بالممتلكات العمومية.
والمطلوب في المسيرات السلمية أن يتحكم منظموها في تأطيرها -وهو ليس بالأمر الهين- حتى لا تتحول أية خطوة ذات نوايا حسنة تتعلق بمطالب منطقية ومشروعة إلى معول هدم ولو عن غير قصد، ولذلك فالحذر مطلوب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)