الجزائر - A la une

الجيش وقوات الأمن يطبقان استراتيجية




الجيش وقوات الأمن يطبقان استراتيجية
مكنت قوات الجيش الوطني الشعبي، مساء أول أمس السبت، من القضاء على إرهابيين اثنين خطيرين بقسنطينة، أحدهما أمير سرية «الغرباء» التي بايعت التنظيم الإرهابي «داعش»، وكانت وراء العديد من العمليات الإجرامية بالمنطقة، آخرها اغتيال ضابط شرطة قبل نحو سنة والذي عثرت عناصر الجيش على مسدسه بحوزة هذا الإرهابي الخطير.وزارة الدفاع الوطني ذكرت في بيان لها أمس بأن نجاح هذه العملية النوعية، تم بفضل حنكة عناصر الجيش الوطني الشعبي، وتؤكد الجهود الحثيثة لقوات الجيش الوطني الشعبي في تعقب والبحث عن بقايا الفلول الإرهابية والقضاء على المجرمين عبر ربوع البلاد وتطهيرها من دنسهم، العملية كما أوردت «المساء» مكنت من استرجاع مسدس آلي من نوع «بيريطا» مع كمية من الذخيرة.الضربة الموجعة التي تلقتها العناصر الارهابية، بالقضاء على أحد أخطر عناصرها ومرافقه أول أمس، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، بالنظر إلى الإصرار الثابت والعهد الذي قطعه الجيش الوطني الشعبي على نفسه، بمطاردة بقايا الإرهاب إلى غاية تخليص البلاد من آخر عناصره الدنيئة، وسبقتها عمليات ناجحة سجلتها مختلف مفارز الجيش الوطني الشعبي على مستوى الوطن، على غرار تلك التي مكنت قبل يومين من اكتشاف وتدمير مخبأ للأسلحة يحوي مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف وقنبلتين يدويتين تقليديتي الصنع ومخزنا للذخيرة خاصا برشاش ثقيل من نوع «أف أم بيكا» بالإضافة إلى مواد غذائية وكمية كبيرة من الأدوية، بمنطقة «آيت مسلاين» بتيزي وزو، أو العملية النوعية التي مكنت قوات الجيش الوطني الشعبي قبل أسابيع من القضاء على 9 إرهابيين بمنطقة العجيبة بالبويرة. الرصيد الإيجابي الذي يبرز من يوم إلى آخر، مدى عزم الجيش الوطني الشعبي على تأدية مهامه الدستورية بكل تفان واحترافية، وحسم معركة مكافحة الإرهاب بكل ثبات، ليخلص الوطن والشعب نهائيا من هذه الآفة، تترجمه حصيلة العمليات التي نفذتها مختلف مفارزه خلال شهر فيفري الفارط في إطار مهامه المتصلة بمكافحة الإرهاب فقط، حيث تم تحييد 28 إرهابيا، منهم 19 إرهابيا تم القضاء عليهم بكل من البويرة، إليزي وجيجل، و9 إرهابيين آخرين تم إلقاء القبض عليهم بتيزي وزو. فيما تم توقيف 9 عناصر دعم وإسناد للمجموعات الإرهابية وحجز كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة وتدمير 46 مخبأ وملجأ للإرهابيين. لتؤكد هذه الحصيلة مجددا حزم الجيش الوطني الشعبي وإصراره على دحر بقايا المجرمين، «ومطاردتهم في جحورهم وقطع دابرهم نهائيا. (على حد تعبير نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي)، أحمد قايد صالح الذي جدد التزام الجيش الوطني الشعبي برفع تحدي «القضاء على الإرهاب نهائيا والرمي به في سلة مهملات التاريخ، من أجل التفرغ بعدها وبتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، لكسب رهان بناء جيش وطني قوي، متطور ورادع».ويلقى الجيش الوطني الشعبي في مصالح الأمن الأخرى شريكا فعالا وسندا قويا لضرب فلول الإرهاب وتحقيق الهدف المشترك في تخليص البلاد من المتربصين بأمنها وبسلامة مواطنيها، وذلك من خلال التنسيق المحكم، على مستوى العمل الاستعلامي والميداني، الذي أثمر بإفشال العديد من المخططات التي وضعها المجرمون الدمويون، لضرب استقرار البلاد ومحاولات إعادة إدخالها في دوامة العنف والإرهاب.يقظة الأجهزة الأمنية وتنسيقها المحكم في مجابهة الإرهاب والوقاية منه، تعد نتاج تجربة رائدة اكتسبتها مختلف المصالح الأمنية، ويسهم الشعب الجزائري بشكل فاعل في دعمها وتقديم السند اللازم لها، تماشيا مع المقاربة الوطنية الشاملة لمكافحة هذه الآفة والتي تبناها الجزائريون كافة، بتزكيتهم الواسعة لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. حيث تقوم هذه المقاربة على محاربة الإرهاب بلا هوادة، إلى غاية اجتثاثه وتطهير البلاد من دنسه، مع فتح أبواب الرحمة لكل مخطئ يرغب في وضع السلاح والالتحاق بأحضان المجتمع، والعمل على الوقاية من الوقوع في مخالب هذه الآفة التي تتغذى من الآفات التي تصيب المجتمع على غرار الفقر والفوارق الاجتماعية، والتصدي لمختلف الجرائم الأخرى التي تمول الإرهاب وتطيل في عمره، بما فيها «الفدية» التي تعتبرها الجزائر ضمن مقاربتها التي عرضتها مرارا أمام المجموعة الدولية، جريمة ينبغي منعها والتصدي لها.تجربة الجزائر وخبرتها المشهودة في مكافحة الإرهاب، تجعل منها اليوم رقما فاعلا في المعادلة الدولية لمحاربة هذه الآفة التي لا تؤمن بالحدود، باعتراف العديد من الأطراف التي لم تتأخر خلال هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم ضربات إرهابية متتالية، -آخرها تلك التي حصلت في العاصمة البريطانية لندن نهاية الأسبوع المنصرم- في الدعوة إلى ضرورة تقوية علاقات التعاون مع المصالح الجزائرية المختصة في محاربة هذه الظاهرة، مثلما فعلت رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان، التي أشادت بخبرة مصالح الاستخبارات الجزائرية ودعت إلى التعاون معها، وقبلها الإدارة الأمريكية الجديدة والعديد من المسؤولين في الدول الأوروبية الذين يجزمون على أن الجزائر تعتبر أحسن شريك في مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)