الجزائر - A la une

الجولاني ودوره مع الرئيس الأمريكي المقبل؟



الجولاني ودوره مع الرئيس الأمريكي المقبل؟
عندما تروج قناة الجزيرة لجماعة إرهابية، فأعلم أن هناك مشروع خراب آخر في الأفق.وها هي تروج لمشروع الجولاني الجديد، زعيم جبهة النصرة، الذي أعلن على شاشتها فك ارتباط التنظيم بالقاعدة، وأطلق عليه اسم ”جبهة فتح الشام”.احفظوا هذه التسمية جيدا، وانتظروا ما ستقترفه من جرائم بترحيب من الجزيرة، فالرجل يغير جلده ليضع تنظيمه الإرهابي في خدمة الرجل أو المرأة التي ستدخل البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فمنذ عهد ريغن ونحن نكتشف في كل مرة تنظيما إسلاميا جديدا، يرافق عهدات الرؤساء الأمريكان ويقدم لهم خدمات جليلة وذرائع لنشر فوضاهم وسمومهم في العالم.فهل كان لتحرير حلب أمس، وقعا على التنظيم إضافة للضغوط التي يتعرض لها من قبل مموليه السعودية وقطر، علاقة بتغيير هذه التسمية، دون تغيير عقيدته الإجرامية. فرسالة الجولاني إلى القاعدة وردود مجرميها عليه بكلام مهذب يبارك جرائم التنظيم تحت تسميته الجديدة لن يخدع أحدا، فالذي يريده الجولاني هو بقاء تدفق المال السعودي- القطري، وليس الادعاء بتفادي الضربات المقبلة التي ستقوم بها أمريكا وروسيا، بعد الاتفاق بينهما لقصف مواقع داعش والنصرة.ثم هل تقبل أمريكا بهذا المجرم ورجاله في صفوف التحالف الذي تقوده وتدعي أنها تقاتل من خلاله داعش؟مجرد تدوير لنفايات ذاتها، فبعد خروج داعش والنصرة من رحم القاعدة، ها هي أمريكا التي كشفت الحرب الدائرة في سوريا مدى تورطها في الأزمة، تريد ”استرجاع” ما تبقى من متشددين، لتواصل من خلالهم تفتيت المنطقة وإطالة الأزمة في سوريا، التي لم تصمد رغم الدمار، خمس سنوات فقط، بل انتصرت على العدوان المتعدد الجنسيات، الذي يقوده الغرب وإسرائيل وأموال النفط ضدها. وها هي الصور الآتية من حلب تثبت مدى تماسك السوريين وجيشهم لحماية ما تبقى من كرامة، رغم التهجير القسري للملايين، في مخطط مفضوح لإفراغ سوريا من شعبها وقوتها العاملة ومادتها الرمادية التي ما زالت تقف في وجه أطماع الصهيونية.ثم ما علاقة تغيير التسمية وفك الارتباط بالقاعدة، هذا الذي أعلن عنه أمس، مع مطالبة المدير السابق للمخابرات الأمريكية الذي نصح بضمها للتحالف ضد داعش، إن لم يكن هذا إعطاء الضوء الأخضر للجولاني للعب دور مستقبلي مع القيادة الأمريكية المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات الرئاسية، وادعاء أمريكا بأن التنظيم بتسميته الجديدة سيظل جزءا من القاعدة، ما هو إلا للتمويه.المستقبل سيكشف أن الجولاني يكون أعلن فك الارتباط للتغطية على انقسامات داخلية، وعلى منافسة شديدة بين فصائل التنظيم عن الزعامة، إضافة إلى أطماعه مثلما أسلفت لأموال النفط التي حبستها عنه الدول الداعمة للإرهاب، تماشيا والخطة الأمريكية!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)