الجزائر - Revue de Presse

الجوزية'' القسنطينية تعبر حدودها الزمانية والمكانيةمن حلوى رمضانية إلى ''مهيبة''




يتناول المخرج المغربي محمد نظيف في فيلم ''الأندلس مونامور'' أو ''الأندلس ياحبي''، ظاهرة الهجرة السرية بمأساوية أقل وبلمسات كوميدية مخففة، وجعلها جرحا إنسانيا مفتوحا على سخرية سوداء، ورغم أن الهجرة السرية ألهمت العديد من المخرجين، لكن رؤية نظيف الفنية مختلفة ومغايرة عن الأفلام التي تطرقت لهذه الظاهرة، من خلال استناده للسخرية كسلاح لنقد الواقع الذي تميزت به بلدان المغرب العربي وبعض الدول الإفريقية.
تم عرض سهرة الأربعاء المنصرم الفيلم في إطار أيام الفيلم المتوسطي بالجزائر، وتتميز قصة الفيلم بالبساطة، المتعة والإثارة، خالية من أي تعقيد أو سرد سينمائي ممل، يعالج في 93 دقيقة، ظاهرة من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا في المغرب، وكذا في باقي دول المغرب العربي، ويتعلق الأمر بالهجرة السرية المعروفة بالحر'ة بالجزائر.
أمين وسعيد شابان من الدار البيضاء، يحلمان بالهجرة إلى إسبانيا، يتنكران في ثوب، طالبين ينقبان عن الذهب في إحدى القرى المطلة على الضفة الأخرى قبل أن يكشفا لمعلم القرية المدعو مطيع، رغبتهما في الهجرة، المعلم يغتنم الفرصة للاستيلاء على أموالهما، بعد أن أركبهما قارب صيد صغير، ودلهما على طريق مجهول في عرض البحر، ينقلب القارب بهما وتلقي الأمواج بالاثنين في اتجاهين مختلفين.
أمين يعود أدراجه إلى القرية كاشفا مؤامرة المعلم أمام رئيس الجماعة وإمام القرية، وسعيد تجرفه الأمواج إلى أحد الشواطئ التي تجمع العديد من المهاجرين السريين من المغرب العربي والبلدان الإفريقية، اعتقد سعيد أن حلمه تحقق بالعبور إلى إسبانيا، لكن مع تصاعد الأحداث، يكتشف بالتدريج أنه كان ضحية وهم هو ونزلاء الشاطئ الذي كان مخزنا للحشيش، يديره الرئيس والإمام المطلوبان للعدالة.
من جانب أخر، هوس المعلم بالأندلس يرمي به إلى هذه القرية من أجل التسلل إلى إسبانيا لتحقيق فكرة مجنونة، هي استعادة أمجاد أجداده بالأندلس، وكان مستعدا لأن يقوم بأي شيء لجمع المال وتحقيق حلمه حتى تهريب الحشيش، لكن سوء الطالع يطارده دائما، ويسرق منه الحشيش وتسلب منه الأموال ويتعرض للسجن، ليظل سجين حلمه بالعودة إلى الأندلس، قبل أن يكتشف أنها على بعد خطوة منه.
وعلى هامش نهاية الفيلم، أوضح نظيف أنه حاول من خلال هذا العمل، تناول الموضوع بطريقة مختلفة عن الأعمال الدرامية، وإعطائه نفسا آخر بإقحام الكوميديا، وأضاف أن اختيار الموضوع يعود لخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وانتشارها في مختلف الشرائح، وشملت الجنسين.
ويعد فيلم ''الأندلس مونامور'' أول أفلام محمد نظيف الطويلة، وكان قد أخرج ثلاثة أفلام قصيرة هي ''الشابة والمصعد'' سنة ,2005 ''الشابة والمدرس'' سنة ,2007 و''الشابة والمدرسة'' سنة .2009

انطلاقا من الخوف على حرفة أصيلة من الاندثار، راودتهم فكرة زراعة ''عود الماء'' (ألياف نباتية)، أو المادة الأولية الأساسية لصناعة السلال، وسرعان ما تحولت الفكرة إلى حقيقة، جسدها أصحابها من خلال مؤسسة عائلية بالطاهير في جيجل، تولت إنشاء مشتلة. ''المساء'' اِلتقت بأحد أصحاب هذا المشروع الوحيد على المستوى الوطني مؤخرا، خلال الصالون الوطني للقرض المصغر المنظم برياض الفتح، فكانت الفرصة لتسليط الضوء على بعض جوانبه والصعوبات التي تواجهه.
منذ سنة ,2007 تنشط مؤسسة زيداني بولاية جيجل، ودافعها هو الحفاظ على التراث.. وعن نشأة هذه المؤسسة، يقول أحد أعضائها عنتر زيداني، أن عائلته كان لديها محل لعرض المنتجات التقليدية، ومن خلاله، تبين لهم النقص الكبير للمادة الأولية المستخدمة في صناعة السلال، مقابل الطلب الكبير المسجل عليها، لاسيما وأنّها غير متوفرة في الجزائر.
فمشكل عدم وفرة هذه المادة الأولية المستوردة وغلائها، والّذي دفع بخطر الاندثار إلى تهديد مستقبل صناعة السلال الأصيلة، حث عنتر زيداني وبعض أفراد عائلته على التفكير في مشروع فريد من نوعه في الوقت الراهن، ألا وهو زراعة ''عود الماء'' المستخدم في صناعة السلال.
وتجسيدا للمشروع، كانت الوجهة نحو الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب للحصول على قرض بقيمة 340 مليون سنتيم.. ومنه، تسنى لأصحاب المشروع استئجار قطعة أرض بمساحة 10 هكتارات، لينطلق العمل العائلي الذي جمع خمسة أفراد من نفس العائلة، مع مجموعة تتكون من ثمانية عمال. في حين يرتفع عدد العمال الذين تحتاج إليهم هذه المؤسسة العائلية صيفا لجني المحصول إلى 25 عاملا.
استطاعت مؤسسة ''زيداني'' أن تحقق منتوجية تغطي 20 بالمائة من الاحتياج العام، وهي حاليا تلقى طلبيات كبيرة من عدة ولايات.. وفي هذا الصدد، يشير عنتر زيداني بكل ثقة، إلى أن مؤسسته العائلية ساهمت في مواجهة احتكار المادة الأولية لصناعة السلال، لافتا إلى أن المشروع يمكن أن يمضي قدما نحو تحقيق منتوجية تغطي كافة احتياجات السوق، في حال إذا ما تلقت المؤسسة الدعم الكافي من طرف الدولة، لتسهيل أمر امتلاك أفرادها لقطعة أرض، تجنبهم مصاريف الكراء الباهظة.
ولا يتوقف نشاط هذه المؤسسة التي تقدم نموذجا عن الشباب الذي استثمر القروض في مشاريع ناجحة، عند حدود إنتاج مادة ''عود الماء''، بل تحافظ أيضا على حرفة صناعة السلال التقليدية، حيث عرض أصحاب المؤسسة خلال الصالون، أنواعا متعددة، منها ما يستعمل لوضع مستلزمات الطفل، جهاز العروس، الخبز وغيرها من أوجه الاستعمال المنزلي والمناسباتي.
وتكون السلال عادة من ألياف متداخلة مع بعضها في غاية الدقة، فرغم أنّها لا تتطلب الوقت الكثير، حسب محدثنا، إلاّ أنها تتطلب المهارة، لكنّ هذه الصناعة الشعبية تواجه اليوم تحديا كبيرا يفرضه نقص المادة الأولية، والنزوع إلى الاستيراد من دول الغرب، وهذا الأمر لا يخدم مسعى الحفاظ على الموروث الشعبي الّذي يساعد على إثبات الهوية، بعيدا عن خطر الاندثار في زمن الاستيراد.
وبرأي عنتر زيداني، فإنّ الإرادة كفيلة بدفع أفراد المؤسسة إلى تلبية الطلب على المستوى الوطني، وتشجيع المنتوج المحلي للبلاد، بعيدا عن التبعية للغرب.. ويتساءل محدثنا؛ لماذا هذه التبعية التي نستورد بموجبها كل شيء تقريبا، رغم أن الطبيعة في الجزائر توفر لنا كل ما نحتاجه؟
ويبقى أمل هذه المؤسسة الأولى من نوعها في الجزائر -تبعا لتصريحات الحرفي زيداني- معلقا على استجابة السلطات المعنية بالحفاظ على التراث وتشجيع المنتوج المحلي لمطلب إيلاء المزيد من الاهتمام بالمشاريع العائلية، كونها جماعية، ما يخول لها ضمان الاستمرارية، فضلا عن أمل أن يحظى المشروع بالدعم اللازم للوصول إلى المستوى المطلوب وتطوير قدرات الإنتاج، وبالتالي، حماية حرفة صناعة السلال من الزوال.

تعد الجوزية من الحلويات التقليدية التي تعرف بها الجزائر، وقسنطينة خصوصا التي تعد مدينتها بامتياز. وعرفت هذه الحلوى التي هي نوع من أنواع ''النوغة'' انتشارا في باقي ولايات الوطن، لاسيما العاصمة، حيث أصبحت بعض المحلات تختص في بيعها. ولتسليط الضوء على هذا الجزء من تراثنا، التقينا بالسيدة راضية منصوري التي ورثت عائلتها صناعة الجوزية جيلا بعد جيل.
البداية كانت مع السيد حسين الحلواجي، جد محدثتنا الذي امتهن تحضير الجوزية في حي سيدي بومعزة بقسنطينة القديمة منذ ,1938 حينها، كان عدد صانعي الحلوى في مدينة الجسور المعلقة كبيرا، لكن أغلبهم فضلوا الاختصاص في ''النوغة''.
وتروي لنا السيدة راضية كيف أن أهم عائلتين عرفتا بصنع الجوزية في قسنطينة، هما عائلتها وكذا عائلة بن تشولة التي، للأسف، لم يستمر عطاؤها في هذا المجال، بعد أن امتنعت الأجيال الجديدة عن حمل المشعل، لتندثر صنعتهم، وتترك المجال واسعا لدار سيرتا التي أصبحت تحتكر صنع الجوزية القسنطينية.
وبعد الجد والأب، فإن راضية وأخواتها الثلاث رفقة أزواجهن، أخذوا زمام الأمور ضمن هذه الدار، ليحتفظ بذلك الجيل الثالث بهذه الحرفة، ويبحث عبرها عن إخراجها من حدودها الأصلية إلى آفاق أوسع.
والجوزية، للعلم، حلوى قسنطينية، وهي عبارة عن نوغة ميزتها أنها مصنوعة بالعسل الصافي بدل السكر والجوز الذي أخذت منه تسميتها. وتقول راضية؛ إن الأتراك هم من جلبوها إلى قسنطينة في العهد العثماني.
وكانت أيام زمان تحضر استثناء في شهر رمضان المبارك، لتزين مائدة سهراته، لكنها مع الوقت، أصبحت تحضر طيلة العام، وهو ما دأبت الدار على ترسيخه من خلال صنع هذه الحلوى كل أيام السنة.
ويجب القول؛ إن الكثير من العاصميين تعرفوا على الجوزية بفضل إهدائهم إياها من طرف أصدقاء أو عائلات قسنطينية، وهو مادفع الكثير منهم -كما تؤكد راضية- إلى طلب هذه الحلوى من أي شخص يتوجه إلى قسنطينة، أكثر من ذلك، فإنها تشير إلى أن الطلب امتد إلى الإلحاح على الدار لفتح محل لها بالعاصمة، ثم تطور الأمر إلى فتح ورشة لتحضيرها ببرج الكيفان. تقول راضية: ''نحن الوحيدون الذين فتحنا ورشة لإعداد الجوزية هنا بالعاصمة، أما باقي المحلات التي تبيعها، فيحضر أصحابها الحلوى من قسنطينة. وفتح هذه الورشة في ,2010 تم بعد إلحاح الكثير من العاصميين علينا للتواجد بمدينتهم، وعدم الاكتفاء بالمحل الذي افتتحناه في ,2008 وهو مايؤكد الإعجاب المتزايد بالجوزية''.
أما بالنسبة لطريقة الإعداد، فتصر العائلة على أن تبقى تقليدية، مع اللجوء إلى استخدام مواد أولية من النوعية الجيدة، للحصول على منتج راق. تقول: ''نحن حرفيون، وأردنا أن نبقى هكذا ولانتحول إلى صناعيين، وللإشارة، فإن أمي كان لها دور بمساهمة وزارة السياحة والصناعات التقليدية سنة 1996 في إدخال الجوزية لميدان الحرف، بعدما كانت مصنفة في خانة الحلويات المخبزية.
والتغيير الوحيد الذي مس هذه الحلوى، هي طريقة تعليبها التي عرفت تحديثا يستجيب لمتطلبات المرحلة، وكذا طلب الزبائن، لاسيما وأن الجوزية، اليوم، لم تعد مجرد حلوى للاستهلاك الفردي أو العائلي، في ذات السياق، تم تغيير شكلها، فبعد أن كانت تقطع مثل النوغة وتباع بالميزان، اليوم يتم تحضيرها على شكل مكعبات صغيرة تلف في السيلوفان، وتوضع في علب بعضها بسيط وبعضها الآخر من النوع الفاخر، والموجهة للإهداء، كما توضع أحيانا في صينيات.
كما عمدت العائلة إلى استخدام أنواع أخرى من المكسرات ''النبيلة''، كالفستق والكاجو بدل الجوز، استجابة لطلب بعض الزبائن الذين لايحبون الجوز أو لديهم حساسية منه. لكن يبقى الجوز المادة الأصلية لهذه الحلوى، كما تقول راضية، مضيفة أنه مرفوض تماما استخدام الكاوكاو أو اللوز في الجوزية، لعدم توافقهما وطبيعة الحلوى.
وعن استعمالات الجوزية الحالية، توضح راضية؛ ''اليوم وعكس زمان، الجوزية لم تعد حلوى خاصة برمضان فقط، إنما الكثير من العائلات في قسنطينة وحتى في العاصمة، أصبحت تقدمها في الأعراس بدل الحلويات الأخرى، لاسيما مع الشاي، كما أنها أصبحت تقدم أحيانا كـ''مهيبة'' وطبعا، قد تتحول إلى أجمل هدية''.
وتقر أن صناعة هذا النوع من الحلوى التقليدية ليس سهلا، لأن مدة إعدادها طويلة؛ ''10 ساعات لإعداد 30 كيلوغراما من الجوزية''، كما أن طريقة تحضيرها صعبة، وتطلب صبرا وحبا كبيرا لهذه الحرفة، كما يعد اختيار المواد الأولية رهانا حقيقيا، لذا اختارت دار سيرتا أن تتعاقد مع مربي نحل في جبال قالمة، ليمونها بمادة العسل الصافي طيلة العام.
وعن مشاريع العائلة، تشير محدثتنا إلى أن أهمها هو تصدير الجوزية للخارج، مؤكدة وجود أسواق مفتوحة لاسيما في الإمارات العربية المتحدة، وكذا في بعض البلدان الأوروبية، حيث تتلقى الكثير من الرسائل الإلكترونية من بلدان مختلفة، لأشخاص تذوقوا هذه الحلوى ويرغبون في تواجدها ببلدهم.

انموت عليها وكل ماكليت نحب نزيد ناكل كثر ونحب نتعلم خدمتها وخفت ماتجينيش كيما الاصلية يعطيهم الصحة لي حافظو على هذ التراث الرايع
دلوعة ماما - ادارية - خنشلة - الجزائر

21/04/2013 - 91981

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)