الجزائر - A la une

الجزائر لديها القدرة والتّجربة النّاضجة لحل الأزمات الإقليمية


الجزائر لديها القدرة والتّجربة النّاضجة لحل الأزمات الإقليمية
تصريحات مزعومة تتحوّل إلى اصطدام دبلوماسي والخاسر الخليجالقوى الكبرى المستفيد الأول والأخير على رأسهما أمريكا وإسرائيل أوضح الدكتور حكيم غريب بأن الأزمة الدبلوماسية التي تواجهها منطقة الخليج بعدما قطعت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية والاقتصادية مع قطر، تُبرز نقطة ضعف رئيسية بين الدول العربية في الشرق الأوسط، مؤكّدا أنّ «فكرة اتحاد الخليج فيما يعرف بمجلس التعاون الخليجي ليست صحيحة، وأن الخليج ليس متحداً كما هو الشأن نفسه بالنسبة العالم الإسلامي الذي يراه ليس متحدا»، كما شرح الخبير الأمني غريب في حديثه ل «الشعب» أنّه من أسباب هذه الأزمة تداعيات قوى وجهات خارجية تدفعان لحصول اصطدام بين دول المنطقة العربية، مؤكدا أن الضرر سيلحق بهم جميعا ولن يكون هناك رابح على حساب آخر، وستلحق الأزمة بالمنطقة مزيدا من الأزمات.قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور غريب حكيم إنّه بغض النظر عمّا إذا كانت التصريحات التي نُسبت إلى الأمير القطري تميم بن حمد، والتي شملت انتقادات لدول خليجية ومصر وإشارة إلى إيران كقوة إقليمية مصنوعة أو ملفقة، فقد أثارت التصريحات ضجّة فورية في وسائل الإعلام الإقليمية، وكثير منها مقرها في السعودية والإمارات وقد منع كلا البلدين قناة «الجزيرة» وغيرها من وسائل الإعلام القطرية في أعقاب الادعاءات، مشيرا في الصدد ذاته إلى هناك مقالات يومية نشرت هذا المشهد، ومنذ ذلك الحين أخذت خطاب الأمير «المزعوم» على أنه حقيقة، وشرعوا على هذا الأساس في اتهام قطر بأنها الحلقة الضعيفة في تهديد الاستقرار والسلم والأمن العربي في المنطقة وفي العالم العربي من إيران والإرهاب، وطالبوا قطر باختيار إما جانب دول مجلس التعاون الخليجي أو إيران.الحرب الدبلوماسية والإعلامية تعيد المنطقة إلى مرحلة ما قبل الدولة أكّد الخبير الأمني غريب أنّ «هذه الحرب الدبلوماسية والإعلامية وضعت المنطقة في مرحلة ما قبل الدولة رغم انتماء هذه الدول للمجتمع السياسي منذ أكثر من 50 عاما أو ما يقارب من القرن»، مشيرا في حديثه بأن المستفيد الأول والأخير هي القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والعودة إلى الساحة الدولية بقوة من بوابة قطر، وإشعال المنطقة في صراعات عربية - عربية وعربية - إسلامية. ويقصد متحدثنا هنا إيران وتركيا، ويبقى المستفيد الأكبر دولة إسرائيل إلى جانب استفادة الدول الغربية من الثروات النفطية هذه الدول وضرب اللحمة الخليجية، وتقسيم ما تبقى من دول عربية وإسلامية بعد نجاح مشروع الربيع العربي في انهيار المنظومة الوحدوية العربية.ليضيف أنّ زيادة التوتر في العلاقات بين الحكومات العربية الجارة في ظل ظروف لا تزال فيها المنطقة العربية على وجه الخصوص والعالم تعاني من آثار ظاهرة الإرهاب والتطرف، واستمرار احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني لن يصب في مصلحة أي حكومة عربية أو شعوب في المنطقة بل يهدد مصالح الجميع.حرب بالوكالة تقودها بعض دول المنطقة لوضع قطر تحت الوصايةاعتبر الخبير الاستراتيجي غريب أنّ هناك حرب بالوكالة تقودها بعض دول المنطقة، تريد وضع قطر تحت الوصاية وابتلاعها في سياق صناعة تكتل من مجموعة دول تأتمر بأوامر الولايات المتحدة الأمريكية وتفتح جبهة مواجهة مع إيران وتركيا تحت ذريعة توظيف الأسلوب الأمثل لتفتيت المنطقة العربية المتمثل حسبه في مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي نجد فيه الكيان الصهيوني أكبر دولة في فن صناعة الإرهاب واستخدامه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ولا أحد يستطيع تحريك ساكنا.فرض العقوبات على قطر من عدة دول نتيجة للضّغط الأمريكي أشار الخبير الأمني حكيم غريب أنّ الأحداث الخطيرة التي تمر بها دول الخليج تذكّرنا بالذريعة التي استخدمها النظام العراقي السابق في هجومه على الكويت وحسبه آنذاك الذريعة «كانت تتمثل بتوحيد العرب، ومن ثم جاء «داعش الارهابي» بفكرة توحيد العراق وسوريا، واليوم حلّ ترامب ويريد ابتلاع قطر وما جاورها بالوكالة، معتبرا في السياق ذاته أنّ قرار فرض العقوبات على قطر من عدة دول هي قرارات لم تأخذ من نفس الدول، وإنما هي نتيجة لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية مؤخرا، أي أنها قرارات اتخذت نتيجة الضغط الأمريكي، ليؤكّد أنّ أولى نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة هوظهور التصدع في العلاقات بين دول المنطقة، مبديا تكهّنه بأن هناك بقية من الأحداث تأتي في الأيام القادمة.حل الخلافات بالحوار والواساطة الدبلوماسية لا بصبّ البنزين لإرضاء أطراف أخرىوبتزايد درجة الاحتقان والتوتر بين دول المنطقة، يقول غريب بأن «مشاكل هذه الاخيرة ينبغي تسويتها من قبل دول المنطقة نفسها»، أما الدول العربية كموريتانيا وغيرها ممّن ركب موجة المقاطعة الدبلوماسية قال إنّها تخدم أجندة الدول الغربية في إدخال المنطقة في المزيد من الفوضى واللاّأمن، مشيرا إلى أنه كان بالأحرى لهذه الدول تبني منطق حل الخلافات عن طريق الحوار ولغة الواسطة الدبلوماسية بين الاخوة لا بصب مزيدا من البنزين من أجل إرضاء أطراف أخرى.وحول نتائج الحملة الإعلامية والدبلوماسية ومداها على قطر، قال غريب إنّها مرتبطة بنهاية الطريق وبموقف الولايات المتحدة الأمريكية، مفنّدا صعوبة تصور قيام دول الخليج الثلاث إضافة إلى مصر.إدارة ترامب على مسافة واحدة مع دول المقاطعةأما فيما يتعلق بقطع العلاقات مع قطر وعزلها من دون تشاور أو تنسيق مع الولايات المتحدة، ذكر غريب أنّ إدارة الرئيس ترامب تبدو حتى الآن على مسافة واحدة في هذه الأزمة. وقد صرّح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بأن بلاده تشجّع الأطراف جميعًا على الجلوس معًا ومعالجة هذه الخلافات، وعرض الوساطة لمساعدة الدول الخليجية على رأب الصدع، مشدّدًا على أنّ مجلس التعاون الخليجي عليه أن يحافظ على وحدته.الجزائر تسعى لفتح القنوات الدبلوماسية بين دول الأزمةأما فيما يتعلق بدور الجزائر وسعيها إلى حل الأزمة بطرق سلمية وتبني حوار أخوي بنّاء يعيد المنطقة إلى سالف عهدها بعيدا عن كل مظاهر التشنج الدبلوماسي، أكّد غريب أن «الجزائر لديها القدرة والتجربة الناضجة على لعب دور ريادي في المنطقة لحل الأزمات الإقليمية، وسيكون عليها دور فتح القنوات الدبلوماسية بين هذه الدول، ولديها دور مع هذه الدول كدولة وحيدة ستعمل على استغلال علاقاتها لحل الأزمة».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)