الجزائر تحصي حوالي 400 ألف مصاب بالصرع

يصيب مرض الصرع بين 350 و400 ألف مريض في الجزائر، 80% من المرضى أطفال. ودعت الرابطة الجزائرية ضد الصرع مؤخرا إلى تكثيف الأنشطة العلمية والتثقيف الصحي لزيادة وعي المجتمع حول هذا المرض، إضافة إلى إقامة أيام توعوية يتم خلالها تصحيح المعلومات الخاطئة حول الصرع في المجتمع، بالإضافة إلى دعم المصابين بهذا المرض.وحسب البروفيسور مصطفى سعدي بلويز رئيس الرابطة الجزائرية ضد الصرع، فإن المصابين، لاسيما الأطفال منهم، يمكنهم الشفاء من المرض إذا ما التزموا بالعلاج الموصوف وبنظام العيش الموصى به، حيث يمكن التخلص من المرض على مدار 3 إلى 4 سنوات، بعدها يتم توقيف العلاج تدريجيا. “في حين يبقى الأمر صعبا بالنسبة ل20 % المتبقية، لكنه ليس مستحيلا، إنما يتطلب وقتا أطول”، يقول المختص.وأرجع نفس المختص الإصابة بالصرع عند البالغين 25 سنة فما فوق، حيث يشكلون نسبة 20 بالمائة تقريبا إلى عوامل عديدة ترتبط بإصابات شريانية أو أورام خبيثة أو سكتة دماغية. وينصح المرضى بالحرص على تقليل مشاهدتهم للتلفزيون وألعاب الفيديو وعدم السهر إلى ساعة متأخرة، بالإضافة إلى تجنب شرب القهوة.أما عن الأسباب الحقيقية للمرض، فيشير البروفيسور بلويز إلى أن 70 بالمائة من الإصابات لدى الأطفال مجهولة السبب، موضحا أن المرض ليس وراثيا، بل نتيجة عوامل أخرى نادرا ما تكون لها علاقة بالجينات.أما بالنسبة للتشخيص، فعادة ما يكون من خلال مساءلة المريض والمقربين منه أو الشاهد لحظة وقوع الصرع، على اعتبار أن المصاب لا يتذكر ما حدث له خلال تلك اللحظات، بالإضافة إلى فحص رسم المخ الكهربائي.وحسب دراسة طبية متخصصة، فإن مرض الصرع من الأمراض التي زادت نسبة الإصابة بها في السنوات الأخيرة، نتيجة انتشار بعض العادات السيئة بين المراهقين والشباب مثل السهر المتواصل وإدمان الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر. ويعتبر الصرع من الاضطرابات العصبية المزمنة التي تصيب أفراد المجتمع من مختلف الأعمار، حيث هناك نحو 50 مليون نسمة من المصابين بالصرع في جميع أنحاء العالم، ويعيش نحو 90% من المصابين في المناطق النامية، ويستجيب الصرع للعلاج في 70% من الحالات، إلا أنه غير متاح بعد لنحو ثلاثة أرباع المصابين به الذين هم بحاجة إليه في البلدان النامية.نشير إلى أن الرابطة الجزائرية ضد الصرع نظمت مؤخرا بالعاصمة الجزائر، يوما تحسيسيا حول هذا المرض برعاية مخابر “جي آس كا”، أرادت من خلاله رفع كل المحظورات التي تحيط بالمرض الذي يخجل الكثيرون منه ويفهمونه فهما خاطئا. وتم خلال اليوم التحسيسي تقديم برنامج تثقيفي عن الصرع وتوزيع المطويات التوعوية عن المرض، أعراضه وعلاجه.يذكر أن الجزائر تعد من الدول القلائل في القارة الإفريقية التي تولي أهمية للحدث، حسب تصريحات ممثل مخبر “جي آس كا” الذي أكد استعداد مؤسسته لمد يد العون لهذا النوع من المرضى، وتمكينهم من حياة عادية في المجتمع.