
تعادلت الجزائر 0-0 أمام غينيا يوم الاثنين في المغرب، في الجولة الثامنة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة. هذا المباراة، التي أقيمت في ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء بسبب قيود لوجستية، تركت طعماً مريراً لـ"الثعالب الصحراوية". رغم سيطرة الجزائريين دون إنتاجية، إلا أن النقطة المكتسبة الثمينة تحافظ على موقعهم في صدارة مجموعتهم G، مع جولتين متبقيتين. لكن هذا الأداء المتوسط هل يعيد المنافسة إلى الحياة؟ دعونا نحلل بالتفصيل فرص الجزائر في التأهل إلى مونديال 2026 في كندا والمكسيك والولايات المتحدة.
تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش، قدمت الجزائر نفسها في الدار البيضاء بهدف ختم التأهل في الجولة الثامنة. أمام غينيا المقاتلة، سيطرت "الثعالب" على الكرة (حوالي 65% من الاستحواذ وفقاً للإحصاءات بعد المباراة) وكثرت الفرص، خاصة من خلال يوسف بليلي وإسلام سليماني. ومع ذلك، الدفاع الغيني المنظم جيداً حول سيرhou غيرايسي، حافظ على تماسكه، وحارس المرمى إبراهيم كييتا أنقذ عدة فرص حاسمة.
هذا التعادل 0-0 ليس كارثة – يرفع عداد الجزائر إلى 19 نقطة بعد 8 مباريات – لكنه يحرم الجزائريين من فوز كان سيضعهم في مأمن. اعترف بيتكوفيتش، الذي يتعرض لضغط في الأسابيع الأخيرة، في مؤتمر صحفي: "لقد افتقرنا إلى الفعالية، لكن هذه النقطة تقربنا من الهدف." أما غينيا، فقد ارتفعت إلى 11 نقطة وتبقى في السباق لمكان في الملحق.
المجموعة G، التي تضم الجزائر وغينيا وأوغندا وموزمبيق وبوتسوانا وصوماليا، هي واحدة من أكثر المجموعات تنافسية في منطقة الاتحاد الأفريقي. بعد الجولة الثامنة، إليك الترتيب المؤقت:
| الرتبة | الفريق | المباريات | الفوز | التعادل | الخسارة | الأهداف المسجلة | الأهداف المتلقاة | الفرق | النقاط |
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| 1 | الجزائر | 8 | 6 | 1 | 1 | 18 | 6 | +12 | 19 |
| 2 | أوغندا | 8 | 4 | 3 | 1 | 12 | 7 | +5 | 15 |
| 3 | موزمبيق | 8 | 4 | 3 | 1 | 10 | 13 | -3 | 15 |
| 4 | غينيا | 8 | 2 | 5 | 1 | 8 | 7 | +1 | 11 |
| 5 | بوتسوانا | 8 | 1 | 2 | 5 | 5 | 12 | -7 | 5 |
| 6 | صوماليا | 8 | 0 | 1 | 7 | 2 | 20 | -18 | 1 |
تقود الجزائر إذن بفارق 4 نقاط عن أوغندا وموزمبيق، لكن هذين الفريقين استفادا من الجولة الثامنة للاقتراب: فازت أوغندا على صوماليا 2-0، وفاز موزمبيق على بوتسوانا. فرق الأهداف الإيجابي لـ"الثعالب" (+12) هو ميزة قيمة في حال التعادل النهائي. يتأهل الصدر الأول مباشرة إلى مونديال 2026، بينما يتنافس أفضل أربعة ثوانٍ في ملحق قاري لمكان إضافي.
منذ تولي بيتكوفيتش المنصب في 2024، استعادت الجزائر صلابة دفاعية ملحوظة: فقط 6 أهداف متلقاة في 8 مباريات، مع رئيس مباري الإمبراطوري في الحراسة. الهجوم، بقيادة بليلي (4 أهداف) وأمين غويري، كان منتجاً حتى الآن (18 هدفاً مسجلاً). ومع ذلك، يبرز مباراة غينيا عيوباً متكررة: نقص في الإبداع في خط الوسط وإنهاء ضعيف. أطلقت "الثعالب" 14 تسديدة دون تسجيل، بنسبة فعالية 0%، مما يثير القلق مع اقتراب المواعيد الكبرى.
تاريخياً، تتفوق الجزائر في تصفيات الاتحاد الأفريقي – بطلة أفريقيا 2019 وربع النهائي في مونديال 2014 – لكن الخيبات الأخيرة (مثل الخسارة أمام أوغندا في مارس) تذكر بأن لا شيء مضمون. التعادل أمام غينيا ليس إنذاراً أحمر، بل تذكيراً: غينيا، رغم تصنيفها المتواضع، استغلت إرهاق الجزائريين بسبب جدول مزدحم.
مع جولتين متبقيتين (الجولة 9 والـ10 في أكتوبر 2025)، ستواجه الجزائر خصوماً ميسرين لتعزيز موقعها:
في الوقت نفسه، يواجه أوغندا وموزمبيق بعضهما في الجولة 9، مما قد يسمح لأحدهما بالانفصال. يلعب موزمبيق ضد بوتسوانا بعد ذلك. إذا فازت الجزائر في مباراتيها، تصل إلى 25 نقطة، إجمالي لا يُقهر. حتى في حال تعادل أمام صوماليا، نقطة واحدة أمام أوغندا تؤهل "الثعالب".
فرص الجزائر في مونديال 2026 عالية. مع 19 نقطة في الجيب وفرق أهداف مريح، "الثعالب" مفضلات لفوز المجموعة. محاكيات بناءً على الأشكال الحالية (عبر نماذج مثل أوبتا) تقدر احتمالية تأهلها المباشر بحوالي 88%. التعادل أمام غينيا لم يُفسد الكثير: يحافظ على الفارق ويجنب خسارة مكلفة.
ومع ذلك، تبقى مخاطر. إذا فازت أوغندا على موزمبيق في الجولة 9 وتعثرت الجزائر أمام صوماليا (غير محتمل لكن ممكن، نظراً لظروف اللعب في شرق أفريقيا)، سترتفع التوتر للمباراة الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، المنافسة على الملحق (إذا انتهت الجزائر ثانية، وهو أمر مستبعد) شديدة، مع مجموعات مثل تلك لنيجيريا أو مصر مغلقة بالفعل.
ستحصل أفريقيا على 9 أماكن مباشرة في مونديال 2026 (مقابل 5 في 2022)، فرصة تاريخية. الجزائر، بتاريخها وفريقها المكتمل (مهدي بن عطية غائب هنا لكنه متوقع في أكتوبر)، لديها الوسائل للانضمام إلى المؤهلين المبكرين مثل المغرب وتونس.
هذا الـ0-0 أمام غينيا هو خطأ صغير في حملة عامة محكمة. الجزائر أقرب من أي وقت مضى إلى كأس العالم 2026، على بعد فوزين فقط من تذكرة للحدث الكبير. يجب على بيتكوفيتش ولعيبه تصحيح عدم الفعالية الهجومية لتجنب الرعشات في أكتوبر. مشجعو الجزائر، الصابرون بعد خيبات 2022، يمكنهم الحلم: "الثعالب" على الطريق الصحيح لعودة انتصارية إلى الساحة العالمية. يبقى تحويل هذه القرب إلى واقع ملموس.
مضاف من طرف : webmaster
صاحب المقال : Rédaction