الجزائر - 07- Occupation Française


سركوزي قال لعبد الجليل الليبي: انتظر الجزائر بعد سنة.. وإيران بعد ثلاث سنوات.. وواضح أن المواعيد التي أعطاها لنا سركوزي كتهديد لا تتعلق بالملف الاقتصادي السياسي العسكري الذي أعده سركوزي لنا.. بل يتعلق أساسا بملف "فال دوغراس"!

ونسي سركوزي أو تناسى أن الجزائريين وطنيتهم ترتفع إلى القمة عند المحن الكبرى وقد جرب قبله ميتران في العشرية الحمراء حين حاول حشر أنفه في المسألة الجزائرية فطالته شظايا الانفجار الجزائري في ميترو باريس وفي طائرة الإيرباص دون أن ينال من وحدة الشعب الجزائري قيد أنملة!

صحيح أن ما يخطط لدول شمال إفريقيا هو تحويلها إلى إمارات سهلة الانقياد كما هو الحال في إمارات الخليج.. فليبيا عبد الجليل السركوزي مؤهلة الآن لأن تكون ثلاث إمارات.. واحدة للفرنسيين وأخرى للإيطاليين وثالثة للبريطانيين.. ثلاث إمارات بترولية ولا شيء غيرها يجمعها اتحاد فيدرالي ترعاه أمريكا وترأسه كما هو الحال في إمارات الاتحاد العراقي الذي تشكل في عراق المالكي والطلباني!

ينبغي إذن أن نكون في الجزائر يقظين ونأخذ تهديدات سركوزي على محمل الجد ونشرع بالفعل ومن الآن في ترتيب أمور البلد من الناحية السلطوية السياسية حتى لانقع في منزلقات خطيرة يمكن أن تساهم في حدوث ما يمكن أن يعتبره سركوزي ممرا إجباريا للجزائر!

السلم الاجتماعي الذي ندفع ثمنه الآن من عائدات البترول لا يمكن أن يكون وحده الضامن للسلم السياسي الذي تحتاجه البلاد خلال السنة هذه التي يقدمها سركوزي كسنة مفصلية للجزائر!

لقد دلت الوقائع التي حصلت في بلدان "الربيع العربي" أن حكم البلدان بواسطة المافيات السياسية الأمنية المالية المرتبطة بالخارج مصلحيا والمقطوعة عن الشعب ليست الضمانة للاستقرار! وأن الخارج هذا يمكن أن يضحي بحلفائه في أي لحظة إذا تراءت له مصالح جديدة مع عملاء جدد أكثر انقيادا! لهذا لابد أن نأخذ تهديد سركوزي على محمل الجد وأن نعيد بناء الجبهة الداخلية بما يسمح بتحويل قضية أمن البلد إلى قضية شعب بأكلمه! وليس قضية نظام وأجهزة موالية له فقط!

علينا أن نصلح نظام حكم بلدنا بأيدينا قبل أن ينفذ سركوزي تهديده وإنه لعار علينا أن نحتفل بالذكرى الـ50 للاستقلال الوطني ونحن نعاني سياسيا من نفس المشاكل التي واجهت البلد عند الاستقلال عام 1962.. مشاكل أمنية ومشاكل تأسيسية.. ومشاكل قانونية.. إضافة إلى المشاكل الاقتصادية.

الصراع اليوم حول الدستور والأمن والسلطة والسكن والأرض هو نفسه الصراع الذي كان سنة 1962 حول الأملاك الشاغرة وأزمة الولايات الأمنية والدستور والبرلمان التأسيسي! إنها مشاكل عمرها 50 سنة ولم تحل.. وحلها هو الجواب على سركوزي



.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)