الجزائر ارتكبت مجازر ضد الحركى وفرنسا تخلت عنهم بعد الاستقلال

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في كلمته التي ألقاها، أمس، بمناسبة المراسيم التكريمية للحركى في فرنسا، إنه يعترف بمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلّي عن الحركى الجزائريين، الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي أثناء حربه ضد جيش التحرير الجزائري، معاودا بذلك تكالبه على الجزائر بعدما غيرت هذه الأخيرة سياستها تجاه الفرنسيين، وعلى وجه الخصوص ما تعلق بالصفقات العمومية التي كانت الحصة الأكبر منها من حق الفرنسية بصفة تلقائية في وقت سابق. وأضاف الرئيس الفرنسي خلال ذات الكلمة، أن فرنسا قد ساهمت بطريقة غير مباشرة في تعرض الحركى الجزائريين لمجازر بعدما قامت بالتخلي عنهم مباشرة عقب الاستقلال، وأضاف هولاند في تصريحاته المثيرة للجدل، والتي من شأنها أن تعصف مجددا بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، التي تشهد فتورا ملحوظا حاليا، ومنذ عدة أشهر، حيث حمّل هذا الأخير مجددا الجزائر مسؤولية التفجيرات التي تسببت فيها المنظمة السرية عقب قرار وقف إطلاق النار، وهي التفجيرات التي كان وراءها المعمرون الرافضون لقرار إطلاق النار. وشدد هولاند على ما أسماه ب«مسؤولية الحكومة الفرنسية في التخلّي عن الحركى»، مضيفا أن الكثير منهم ممن هاجروا إلى فرنسا غداة استقلال الجزائر، أقاموا لعشرات السنين في مخيمات و«غيتوهات»، لا تستجيب لأدنى شروط الحياة، وعانوا ويلات الفقر والحرمان، وسط عدم اعتراف الحكومات الفرنسية بهم.وفي كلام مثير للجدل، قال هولاند إن مجازر قد ارتكبت في حق الحركى الذين بقوا في الجزائر، حتى بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962، حيث تأتي هذه التصريحات التي أطلقها هولاند كحملة انتخابية مسبقة يودّ من خلالها التودد للحركى بعد فقدانه لورقة الجالية، إثر تصريحاته الغير مسؤولة في خرجاته الأخيرة.