الجزائر - A la une

الثلوج بمرتفعات باتنة متعة ومناظر تحبس الأنفاس




الثلوج بمرتفعات باتنة متعة ومناظر تحبس الأنفاس
على الرغم من البرودة الشديدة التي تراوحت بين صفر و درجة واحدة تحت الصفر جراء التساقط المكثف للثلوج على المناطق الجبلية المحيطة بعاصمة الأوراس خلال ال 48 ساعة الأخيرة إلا أن عشاق الطبيعة لم يفوتوا الفرصة للتمتع بمناظر طبيعية خلابة تحبس الأنفاس .ففيما اختار بعض المغامرين مرتفعات جبل الشلعلع بشرق مدينة وادي الماء على علو حوالي 1848 مترا فوق سطح البحر كانت وجهة العشرات من العائلات نحو غابة كوندورسي التي تقع بالحظيرة الوطنية لبلزمة و بها مواقع على علو يفوق 2000 متر و ذلك بجنوب غرب عاصمة الولاية ببلدية الشعبة حيث عانق لون الثلج الأبيض الناصع خضرة أشجار الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي و ذلك في جو زاده مرح الأطفال بهجة .وعرف الطريق المؤدي إلى سفح الجبل ازدحاما بين قاصد للمكان ومغادر له على طول الطريق الرابط بين الضاحية الشمالية لقرية كوندورسي والمنتزه الطبيعي على مسافة حوالي 2 كلم جراء سلسلة المركبات التي أعاقت حركتها الثلوج المتراكمة .ولم يخف السيد حميد لوعيل الذي كان يقود مركبة تحمل لوحة ترقيم ولاية بسكرة أنه قدم إلى هذا المكان الذي وصفه ب"الرائع" للتمتع بمنظر الثلوج والسماح لأفراد عائلته بقضاء أمسية وسط الطبيعة الخلابة .أما السيدة نورة حواس التي كانت منهمكة مع طفليها في تشكيل تمثال من الثلج فرأت أن مثل هذه اللحظات فرصة لا تعوض للتجوال والترفيه على النفس.- الثلوج تستقطب ملتقطي الصور و صيد الأرانب -وبعيدا عن العائلات والأطفال الذين وجدوا في الثلوج الكثيفة المتراكمة على الأرض وسيلة للتزلج تارة واللعب وسط أجواء بهيجة كانت الفرصة ذهبية لملتقطي الصور من طرف مصورين محترفين و آخرين هواة وأيضا صيادي الأرانب .فبالنسبة لعبد الحكيم النوي (مصور محترف ومولع بالطبيعة) فإن مناظر الأشجار والحيوانات لها سحر من نوع خاص تحت الثلوج وحتى الصقيع أو قطرات المطر المتجمدة على حجر أو ورقة شجر بالإمكان تحويلها بعدسة مصور متمرس إلى لوحة فنية.وما يجلب المصورين إلى مثل هذا المكان يضيف رفيقه عبدالله أمير (مصور هاوي) هو تنوع العناصر التي تتيح المجال للمصور بأن يجرب مهاراته في أخذ الصور واختيار الزوايا المناسبة لمواضيعه لأنه ليس كل من يحمل آلة تصوير -كما قال- بإمكانه أن يبدع.لكن ما لفت الانتباه في تلك الأجواء التي كانت رائعة حسب كل من كان حاضرا بالمكان الذي سيطر عليه اللونان الأبيض والأخضر الكهل مسعود بشقة الذي انزوى في مكان بعيدا نوعا ما عن الجموع المنهمكة باللعب بالثلج وأخذ صورا فوتوغرافية ليترقب ظهور بعض الأرانب .وأكد هذا المواطن ل"وأج" أن صيد الأرانب يسهل كثيرا عند تساقط الثلوج وبالإمكان الإمساك بها باليد المجردة لأن سرعتها تقل كثيرا بل وأحيانا تبقى محبوسة في حفرة من الثلج بفعل البرد.وأوضح في هذا الإطار"أنا هنا مع بعض رفاقي من الصيادين لممارسة هذه الهواية الممتعة التي لا تتطلب جهدا كبيرا لأن آثار الأرانب تبقى مرسومة على الثلوج وتسهل مهمتنا التي تحتاج فقط إلى قليل من الصبر"، لافتا إلى أن للأرنب البري طعم مميز لاسيما و إن كان من يطهيه ماهرا .ويبدو أن الثلوج المتساقطة والتي لم تشهدها ضواحي باتنة بمثل هذه الغزارة منذ حوالي 5 سنوات صنعت البهجة والمرح على قلوب مئات العائلات وأطفالهم لكن المتألق فيها دون منازع في فضاء كندورسي كان أشجار الأرز الأطلسي التي بدت تحت الثلوج لوحة فنية أبدع الخالق في تشكيلها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)