"الثّقافة تعيش في نفق مظلم"

"الثقافة تعيش في نفق مظلم، الفنانون مهمّشون.."، هذا ما صرّح به الفنان السينمائي والمسرحي عبد الحميد رابية ل "الشعب"، معيبا على إهمال تدوين ذاكرة الجيل القديم من السينمائيين والمسرحيين وتهميش المرجعيات، والتي من شأنها أن تكون مرجعا للجيل الجديد.آثر الفنان عبد الحميد رابية استذكار الفنانين الذين رحلوا مؤخرا عن الساحة الفنية، أمثال قاسي تيزي وزو، فتيحة بربار، سيد علي كويرات، عمار العسكري وعمر بن بختي، مشيرا إلى أن أغلبهم عانوا في ظل الوضع الذي يعيشه الفنان الجزائري، حيث غادروا الساحة الثقافية مهمّشين.وبالمقابل أثنى رابية على الجيل الجديد المبحر في هذا الوسط، مبرزا بأن هناك قدرات لكنها غير مؤطّرة من قبل الفنانين الكبار ذوي الخبرة، فضلا عن غياب الاحتكاك بين الجيل القديم والجديد ومن يعتبرون مدرسة للثقافة الجزائرية.رابية قال بأنّهم يعيشون في فوضى وارتجالية، وهو ما ساعد على الركود والجمود، مشيرا إلى أنّ الفن في الجزائر يعاني نتيجة غياب سياسة ثقافية واضحة، وهو ما أدى بالثقافة إلى التقهقر حسب المتحدث داعيا لإحداث ثورة ثقافية، على اعتبار أن الثقافة هي أساس بناء المجتمع.وأضاف رابية بأنّهم كفانين حاولوا إيصال صوتهم إلى السلطات الوصية، واجتهدوا في إطار نقابات، غير أنّهم وجدوا أنفسهم ضمن نقابة جماهيرية لا تخدمهم، ولا تدافع عن حقوقهم واهتماماتهم.كما أكّد رابية بأن الفنان الجزائري مشتّت، كما أصبحت المؤسسات الثقافية تُسيّر من طرف أشخاص دخلاء وغرباء، وطالب بضرورة ردّ المسرح للمسرحيين والسينما للسينمائيين، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، غير أنّه وفي سياق حديثه أبان عن تفاؤله بمستقبل أفضل للفن الجزائري، بتواجد كاتب ومثقّف على رأس وزارة الثقافة.