الجزائر - A la une

التوجّس من الزواج البسيط


التوجّس من الزواج البسيط
يتوقف العمل المسرحي «الغلطة» للمخرج محمد مولاي ملياني وكتب نصه سعيد فحصي عند تناقضات الحياة، من خلال موضوعين مستمدين من الواقع الجزائري، وهما ضمان الاستقرار العاطفي والعائلي، وبلوغ الراحة المادية من جهة ثانية، وقدّمه المخرج في قالب ساخر، أوّل أمس، واستطاع أن يكسب تعلّق الجمهور بالعرض والتفاعل معه.دخلت مسرحية «الغلطة» التي أنتجها مسرح «عبد القادر علولة» في وهران مضمار المنافسة الرسمية للمهرجان ال11 للمسرح المحترف بالمسرح الوطني «محي الدين بشطارزي»، ويتناول العمل قصة اجتماعية لزوجين «عمر» و«خديجة» تجعلهما رتابة العيش إلى تغيير ظروفهما، وتظن الزوجة أنّ الظروف المادية من شأنها أن تعزّز الاستقرار العاطفي الذي تنعم به مع زوجها المثقف والمرهف، رغم أنّ عمر في البداية كان رافضا لكلّ مقترحاتها، لكنه استسلم لمشيئتها، فما لبثت أن تغيّر مجرى حياتهما نحو الأسوء بسبب الإهمال وخروج المرأة للعمل.تبدأ الخلافات بين الزوجين لما تزن والدة «خديجة» (فضيلة حشماوي) في عقل ابنتها لتكون أكثر تحرّرا، وأن تحيا مثل قريناتها اللواتي يعشن حياة رغيدة، ثم تتصعد الأوضاع ليعرف هذا الزوج توترات خانقة بسبب متطلبات الحياة العصرية، الأمر الذي جعل خديجة تجيء بخادمة لتتكفل بشؤون البيت، لكن سرعان ما تحولت الخادمة إلى شريكة لزوجها عمار بعد أن لمس منها الاهتمام والعاطفة، فكانت العاقبة وخيمة.اشتغل المخرج على أزياء الممثلين بلوني الأبيض والأسود، كانت بمثابة الكليشيهات، ثم يستعمل بعض الألوان تمثلت في الأوشحة لخلق نوع من الواقعية التي اقتضتها القصة، قدمها مولاي ملياني في سينوغرافيا بصرية بديعة، صاحبتها الموسيقى الحية بالعزف على آلة الكمان التي دعمت رسم الحالات النفسية لشخصيات المسرحية، وانسجمت مع الأداء الحركي للممثلين.هذه القصة التي تبدو مخيفة بالنسبة للمرأة، تحيل إلى أسئلة كثيرة بالنسبة للرجل، فهل الحياة الزوجية تستحق كل ذلك التعقيد والتكليف، لماذا العائلة لا ترضى بالبساطة وعيشة هادئة، هذا العمل يدعو النساء والرجال معا للتفكير مرتين قبل دخول القفص الذهبي، هي دعوة لتفادي غلطة العمر.لكن الغلطة التي يقصدها المخرج يمكن أن يقرأها المتفرج بداية من رفض الزوج عمار في دعم راتبه الشهري بتقديم دروس خصوصية، أو عندما خرجت الزوجة للعمل أو لما تدخلت الأم في حياة ابنتها، هي مجموعة من الأخطاء كانت سببا في تدمير هذه الأسرة الفتية.على مستوى آخر، تظهر قصة ميلود الذي أبدع في أدائه الهزلي وفجر القاعة ضحكا بحضوره المقنع في العرض، رغم حالته البسيطة وعيبه الحركي، إلا أنه يعيش قصة حب جميلة أسفرت عن زواج وإنجاب طفل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)