الجزائر - A la une

التعليم القرآني في الجزائر الجزء الثاني



التعليم القرآني في الجزائر الجزء الثاني
الشيخ: التواتي بن التواتي الأغواطيالتعليم القرآني عبر العصوريندرج تحت هذا العنوان نقطتان: جديرتان بالتوضيح والبيان وهما: أ)-التعليم القرآني في عصر النبوية: ومرّة أخرى نعود إلى تعليم القرآن عبر التاريخ فقد أشار إليه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله في حديث تعلم الاستخارة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول لهم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل (اللهم إني أستخيرك بعلمك) ...الخ والشاهد في قول جابر كما يعلمنا السورة من القرآن فدل على أن تعليم القرآن الكريم كان أمرًا واقعًا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه تلقيًّا وتلقينًا ولقد كانت همة النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول القرآن هي حفظه واستظهاره ثم يقرأه على الناس على مكث ليحفظوه ويستظهروه (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَال مُبِين ) الجمعة/2 ومن شأن الأمي أن يعول على حافظته فيما يهمه أمره ويعينه استحضاره وجمعه خصوصًا إذا أوتي من قوة الحفظ والاستظهار ما ييسر له هذا الجمع والاستحضار ثم جاء القرآن فبهرهم بقوة بيانه وأخذ عليهم مشاعرهم بسطوة سلطانه فخلعوا عليه حياتهم حين علموا أنه روح الحياة.وقد اعتنى الصحابة الكرام بكتابة القرآن التي هي وسيلة للحفظ وعدم الاختلاف فكتبوه ونقشوه بمقدار ما سمحت لهم وسائل الكتابة وأدواتها في عصرهم.وأبو موسى الأشعاري: ولقد أسس هذا الصحبي الجليل مدرسة إقراء بالبصرة فتخرج منها أكثر من ثلاثمئة مقرئ كلهم أهل فضل ومكانة نذكر منهم: أبا عالية الرياحي الذي رفعه ابن عباس على المنصة وقال: هذا الذي رفعه القرآن وأبا حيوة والحسن البصري وغيرهم كثر. فلا شك أن تعلم القرآن وتعليمه وحفظه... من أعظم الأعمال أجراً عند الله تعالى ففي الصحيحين وغيرهما عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وروى الديلمي في مسند الفردوس عن أبي أمامة مرفوعاً: حامل القرآن حامل راية الإسلام...فتعلم القرآن وتعليمه شرف الدنيا والنجاة في الآخرة ولذلك فإننا نهنئك ونشد من أزرك ونشجعك على مواصلة هذا العمل العظيم ولا ننصحك بترك تعليم الناس والتفرغ للحفظ إلا إذا كان هناك من يقوم بهذا العمل العظيم الذي هو تعليم كتاب الله تعالى حتى لا يتعطل هذا الخير العظيم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي وغيره. وقد كان الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم يعلمون الناس ما عندهم من العلم امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية... رواه البخاري وغيره.إن تعليم الصبيان القرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعده من الملكات. وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخاً وهو أصل لما بعده لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات. وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال ما ينبني عليه.والقرآن مطلوب الحفظ لفظًا ومعنى بل فهم المعنى والأخذ به لا يكونان إلا عن طريق تلاوة الألفاظ أو إسماعها ثم تدبرها وتذكرها.-ومن ذلك ما ذُكر من أن الشافعي حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين. -وأن جلال السيوطي حفظ القرآن وله دون ثمان سنين.وما جرت عليه عادات المسلمين من أخذ الصبي بكتاب الله في أول أمره حتى ولو كان يقرأ ما لا يفهم عزاه بعضهم إلى (إيثار الثواب) وخشية ما يعرض للولد من جنون الصبا من الآفات والقواطع عن العلم فيفوته القرآن.وفي قول يحيى(وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(مريم/12 أراد بالحكم فهم الكتاب فقرأ التوراة وهو صغير.وروى عن بعض السلف قال من قرأ القرآن - قبل أن يبلغ - فهو ممن أوتي الحكم صبيا.وفي حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن القوم يبعث الله عليهم العذاب حتمًا مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة يقول ابن حجر ولهذا الحديث شاهد في مسند الدارمي عن ثابت بن عجلان (إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف الله ذلك عنهم يعني الحكمة: القرآن).يتبع..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)