التطرف ومصورو الحروب.. مواضيع الأفلام القصيرة بمهرجان وهران

شكل التطرف ومصورو الحروب موضوعا للمخرجين الموريطاني سيدي محمد شقير والفلسطيني محمد مشهرواي، وذلك في فيلميهما القصيرين "المتطرف" و"مصور حر"، الذي غاب مخرجه رفقة أنيس جعاد صاحب "الممر" والتونسية نجمة الزغيدي مخرجة "نار" عن عروض أفلامهم أمس الأولّ بقاعة "سينماتيك" بوهران في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي.سجلت عروض السبت، غياب ملفت لثلاثة مخرجي أفلام قصيرة، بحيث ناب عنهم ممثلون، ويتعلق الأمر بالمخرج الجزائري أنيس جعاد صاحب فيلم "الممر" وناب عنه بطل العمل رشدي بن علال، والمخرجة التونسية نجمة الزغيدي والمخرج التونسي محمد مشهواري، بينما حضر كل من المخرج الموريطاني محمد شقير واللبنانية ابنة الفنانة السورية صباح الجزائري رشا تقي، والتي أدت دور البطولة في "رشي المي فراق" المستوحى من قصة حقيقية لسمر، وهي أم صماء تحلّ بها مأساة كبيرة عندما يتعرض ابنها إلى الاغتصاب ثم القتل بعد اختطافه من قبل كهل.تناول محمد شقير التطرف في موريطانيا وكيفية بروزه وتطوره في فئات الشباب عبر قصة المراهق سليمان الذي يبعده والده عن المدينة ويرسله إلى المدرسة الدينية التقليدية أو"المحظرة"، كما تسمى في موريتانيا، فيتعرض للاغتصاب مما يجعله ينضم تحت تأثير الصدمة النفسية إلى جماعة إرهابية، وبالتالي رسالة شقير واضحة تكمن في أنّ تدريس الدين الإسلامي في "المحاظر" حاد عن أسسه ودوره، بعدما تحوّلت المحاظر إلى مصادر للتطرف الديني الدخيل على المجتمع الموريطاني، أما فيلم "مصور حر" لمخرجه محمد حمدان المشهواري من فلسطين فيطرح قضايا الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون بشكل حر دون ارتباط بمؤسسة إعلامية محددة، وما يتعرضون إليه من مخاطر مختلفة عند تأدية عملهم دون حماية جسدية أو قانونية، ويتخذ الفيلم من قصة المصور الصحفي أشرف أبو عمرة نموذجا لهذا الصنف من الصحفيين، حيث ينقل لنا يومه المهني الصعب والمليء بالمخاطر . من جهته، أنيس جعاد في 25 دقيقة قدم قصة حارس مسن بمحطة صغيرة للسكك الحديدية، ويشرف على سلامة الطريق للقطار القادم رجل يقتل الفراغ بالسجائر المشتعلة، وبألحان موسيقى الشعبي المنبعثة من جهاز الراديو الذي يؤنس وحشته، لكن المفاجأة حينما يتلقى العامل المسن رسالة تضم قرار تسريحه من عمله، المحنة التي يمر بها تقربه من متشرد جعل من محطة القطار مقرا له.