البيت السعيد

خلق الله الذكر والأنثى وجعل بينهما المودة والرحمة بعلاقة الزواج، وكرّم هذه الرابطة وأعطاها من درجات الرقي ما لم تكن في الماضي، وقد أعطى المرأة بالذات المزيد من الحقوق والكرامة والاحترام، كل شخص يبحث عن الزواج يبحث فيه عن سعادة الدنيا والآخرة، وأولى الخطوات التي يحقق بها السعادة اختيار الشريك المناسب، ومعرفة معنى العلاقة الزوجية وأسرار الزواج، ولكن لا تخلو أي حياة من المشاكل التي يمكن حلها بطرق بسيطة، حتى لا تتفاقم وتصل إلى الطلاق والفراق، ومن أهمها الابتعاد عن تكبير المشاكل وتضخيمها، وفي نفس الوقت عدم إهمالها وتجاهلها، والنظر بصورةٍ موضوعية إلى المشكلة، واستخدام أسلوب الحوار في محاولة حل أي نوع من الخلافات، فالحوار بين الزوجين من أنجح الحلول التي تذيب المشاكل، فالجميع يحبون النقاش بصورة هادئة وصوت خافت ورقيق، بعيدا عن الصراخ والغضب والعصبية، ويجب اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لبدء الحوار للوصول إلى النتائج المرجوة، فيجب عدم مناقشة الأمور أمام الأولاد، حتى لا يتم فقدان السيطرة أو التسبب لهم في عقد نفسية، ويجب أن يكون لدى الزوجين سعة الصدر حتى يستطيع استيعاب الآخر، كما يجدر التذكير بأنه يجب التنازل وعدم التعنت من قبل الطرفين، لأن الله تعالى يحب الصلح بين الزوجين.الاسترخاء ومحاولة استحضار إيجابيات الشريك، فالكثير من المشاكل التي لا تحل يكون سببها أن كل شريك يركز على سلبيات الآخر، فيمتلئ القلب بالحقد والكره ولا يجد الحل أي طريق.اتباع أسلوب الصراحة والصدق والابتعاد عن الكذب في حل المشكلة، فالكذب لا يحل المشكلة وإنما يزيدها تعقيدا ولو بعد حين، فالصراحة والصدق يريحان قلبي الطرفين وينهيان المشكلة بأقل الخسائر.تذكّر الله تعالى، وأنه سيحاسب الظالم يوم القيامة ولن يستنصر له أحد، فالكثير من الأزواج خاصة من فئة الرجال يحلون المشاكل حسب السائد في المجتمع حتى لو كان خاطئا وظالما، لذلك فإن الله تعالى يوم القيامة سيعيد لكل طرف حقه وينصره. الابتعاد عن الحديث حول المشاكل الزوجية إلى الناس وإخراجها خارج البيت خاصّة للأهل، لأنها قد تزيد المشكلة سوءا، وعند تدخل أحد بطريقة خاطئة فإنه قد يزيدها، ولكن في حال لم يستطع الزوجين حلها لوحدهما، وبقيت موجودة وسببت مشاكل أخرى وجفاء وبعدا بينهما، فمن الأصح استشارة من يمتاز بالخبرة والحكمة ومخافة الله ليحاول حل المشكلة.