البناء الفوضوي بأحياء الحاسي و كوكا

أصبح حي بوعمامة المعروف بالحاسي موصولا بحي بن عربة بشكل غير رسمي بعد أن وصلت البناءات الفوضوية الى مشارف هذا الحي واحتلت كافة الجيوب العقارية الشاغرة ، التي كانت تفصل الحيين وبذلك تشكلت مدينة جديدة غرب ولاية وهران مشوهة بذلك المنظر العام للمدينة ، ووصل عدد البناءات التي بنيت بين 2007 و2015 حسب إحصائيات غير رسمية 15000بيت فوضوي فيما لا يزال الرقم "الرسمي" لإحصاء 2007 لا يتعدى 4000 منزل ،وساهم سماسرة ينشطون على شكل مرقيين عقاريين بشكل كبير في انشاء هذه المدينة الجديدة حيث تم الاستيلاء على الأراضي الغابية وتمت إحاطتها بسور لتصبح أسعارها بعد ذلك اغلى ثمنا كلما زحفت السكنات القصديرية أكثر فأكثر واقتربت من السكنات المرخصة بأحياء حي الحاسي و بن عربة و كأن هؤلاء السماسرة أعطو لأنفسهم حق إعداد مخططات لتوزيع هذه الاراضي و بيعها كما شاؤوا خاصة بالنظر لإقبال المواطنين ممن أرهقهم تحمل تكاليف الكراء على شراء "براكة " بإحدى الدواوير الموجودة و منها "دوار التيارتية" وبهذه الطريقة وصل دوار ابني واسكت كما يسميه سكان منطقة الروشي إذ اقتربت البناءات القصديرية من التجزئات العقارية الامر الذي أثار استياء اصحاب الفيلات الفخمة المشيدة بالحي و التي إختاروا موقعها هروبا من صخب المدينة ليجدو أمامهم مشكل أكثر إزعاجا نتيجة انتشار القصدير و الأخطر من ذلك أن هؤلاء السكان الفوضويين وجدو طريقة لربطهم بالكهرباء من خلال قرصنتها في الوقت الذي توفر فيه الجرارات المجهزة بالصهاريج المياه العذبة للسكان وهكذا توفرت ظروف العيش بينما يتولى اصحاب المنازل انجاز الطرقات والمسالك لتسهيل خروج مركباتهم ويصل سعر "العقار " في هذا الحي الى 20 مليون سنتيم للقطعة الارضية فيما يبلغ سعر المنزل الفوضوي "الجاهز" 50 مليون سنتيم ويتولى العديد من السماسرة مهمة تشبه مهام المرقين العقاريين اذ يشترون القطع ويشيدون منازل بهدف بيعها لاحقا وهكذا فرض "دوار ابني واسكت نفسه على السلطات المحلية لعقود رغم عمليات الهدم المتكررة في الوقت الذي لا تزال محافظة الغابات تغط في نوم عميق اذ شيد هذا الحي بأكمله على احراش غابية تم اقتلاعها.