الجزائر - A la une

البليدة.. القلعة المحصنة



البليدة.. القلعة المحصنة
نظّم السيد يوسف أوراغي، باحث في تاريخ البليدة بمناسبة شهر التراث المقام حاليا، معرضا حول ”أسوار وأبواب مدينة البليدة” التي كانت محصنة بها في وقت مضى لتعريف الجمهور الزائر بها، وأكّد السيد أوراغي في حديث ل (وأج) أن مدينة البليدة كانت عبارة عن قلعة محصنة بأسوار وسبعة أبواب لجأ الحاكم العثماني للمدينة إلى إنشائها سنة 1820 لتوفير الحماية اللازمة لسكانها من أيّ خطر خارجي محتمل .وأوضح في هذا المجال أن الجهة الشمالية للمدينة كانت بها باب ”السبت”، نسبة إلى السوق الأسبوعية التي كانت تقام بموزاية، وفي الشمال الشرقي كانت باب ”الزاوية” نسبة إلى زاوية سيدي مجبر وفي الجهة الشرقية للمدينة كانت باب تسمى باب ”الدزاير”، وفي الشمال الغربي باب ”القصبة” وهي تؤدي من سيدي يعقوب إلى بوعرفة وتراب الأحمر، أما الأبواب الثلاثة الأخرى فهي باب ”القبور” نسبة إلى مقابل المنطقة بالجهة الغربية وباب ”الرحبة” بالجنوب، نسبة إلى الترحيب الذي كان يحظى به سكان الجبال الذين كانوا يحملون معهم الخضر والفواكه ورؤوس الغنم لتسويقها، أمّا الباب السابعة والأخيرة فهي باب ”خويخة” بالجنوب الشرقي ومعناها بالتركية” الباب الصغيرة”.وأفاد المتحدث بأنّ تلك الأبواب كانت تفتحها السلطة العثمانية في الصباح الباكر وتغلقها مع غروب الشمس من كل يوم، ما عدا الباب الرئيسية وهي باب ”الدزاير” فيمدّد وقت إغلاقها إلى ما بعد صلاة العشاء، ليتسنى للمتخلفين من الناس الالتحاق بالمدينة، وأوضح في هذا الإطار، أنّه غداة الاحتلال الفرنسي للمدينة قامت السلطة سنة 1865 برفع أسوار المدينة بالحجارة إلى علو أربعة أمتار لتأمين حياة سكانها وأغلبهم من الفرنسيين، واستبدال الأبواب الخشبية بأخرى حديدية.ودامت أسوار مدينة البليدة - يضيف نفس المصدر - قرنا كاملا من الزمن لتقدّم السلطات الاستعمارية الفرنسية على إزالتها ابتداء من سنة 1926 وتسيّج المدينة بحزام من الشوارع الواسعة المصطفة بأشجار الأرنج، وأشار إلى أنّ الشعار الرسمي الذي تحمله مدينة البليدة منذ وقت طويل، ويُبرز خصوصياتها، ومنها القلعة بأسوارها وأبوابها على شكل تاج تعلوه الخيرات التي تكتنزها منطقة المتيجة، وهي ملخصة في ثلاث ثروات مزركشة بالألوان الوطنية، فاللون الأحمر مرسوم عليه سبع نخلات والأبيض عبارة عن أغصان بها سبع برتقالات، واللون الأخضر مرسوم عليه سبع وردات.ويعود تاريخ تأسيس مدينة البليدة على الأرجح، كما تشير إليه العديد من المصادر، إلى الشيخ سيدي أحمد الكبير الذي قدم إليها من الأندلس منذ سنة 1519، فتمركز حينها بملتقى وادي تبركا شنت وشعبة الرمان قرب مجرى المياه العذبة التي تحوّلت فيما بعد إلى زاوية، ثم إلى مزار لعدد كبير من المؤمنين الذين جذبتهم وأثرت فيهم تعاليم وفضائل هذا الرجل الصالح، وبدأ سيدي أحمد الكبير، كما تفيد وثائق متداولة بمقر البلدية في تأسيس نواة المدينة ببناء مسجد وحمام وفرن تقليدي بوسط المدينة، وباعتباره كان بارعا في ميدان الري، أدخل أساليب لجلب واستغلال المياه المنحدرة من جبل الأطلس بطريقة محكمة لسقي الأراضي والأشجار المثمرة.وبفضل ذلك الأسلوب، أخذت المنطقة تنتعش وتدب الحياة حتى صارت عبارة عن بلدة صغيرة، فأطلق عليها اسم ”البليدة”، أما فيما بعد فسماها سيدي أحمد بن يوسف الأندلسي ولي زاوية مليانة ب ”البليدة- الوريدة” لما أعجب برؤية الخيرات تتدفّق منها حينما جاء زائرا المنطقة، وكان ذلك سنة 1530 عندما حلّ ضيفا على سيدي أحمد الكبير وقال عبارته المشهورة؛ ”إذا سماك سيدي أحمد الكبير بالبليدة فأنا أسميك” بالبليدة الوريدة”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)