الجزائر - A la une

الانفجار العربي كما يراه الغرب




الشرق القطرية"من دون إصلاح، فإن الانفجار المقبل ليس سوى مسألة وقت". بهذه العبارة ختمت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية تحليلها لما أسمته بالانتفاضات العربية، وأشارت إليه على الغلاف بعنوان "الحرب من الداخل". ذهنية "السيد الأبيض" حاضرة على التحليل طبعا، ومنها أنه وبرغم رصده لعوامل "الثورة" بحذافيرها، فإنه يحرص في النهاية على الدعوة إلى "الإصلاح". وهو ما لا يتبناه من زاوية أن الشعوب المنتفضة تستحق حياة أفضل، بل من منطلق حماية الأنظمة، من انفجار بات وشيكا، وهي أنظمة تؤكد المجلة ولاءها للغرب طوال ما تصفه بأنه "قرن من خيانة الإمبريالية ومن "الاستياء العربي". أي منذ سايكس-بيكو!وبرغم اضطرار التحليل إلى الإقرار بما ارتكبه "الغرب" في حق "العرب" فإنه لا يترفع عن السقوط في التبرير، فهو يقر بأن الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 أطلق شيطان الطائفية، لكنه يحذر من أن انسحاب أمريكا من المنطقة يمكن أن يزعزع استقرارها، كأن "الاحتلال" هو الأصل، وكأن هناك ما يزعزع الاستقرار أسوأ من "شيطان الطائفية"!وتندفع المجلة إلى تبرير أسوأ، وهي تذكر أن دولا عدة ازدهرت برغم ما تعرضت له من نكبات! في مغالطة ردها البسيط: وهل رأينا ما كانت ستصل إليه هذه الدول لو لم تنكب؟ ، مغالطة على طريقة جيران "جحا" إذ جاءوا يواسونه فيما ألم به من حريق قائلين: "إن الحريق سريع الخلف"، فرد عليهم: "لو كان هذا صحيحا فاستحرقوا جميعا"! ونقول: لو كانت النكبة من مفاتيح الازدهار فاستنكبوا (اطلبوا النكبة) جميعا!ومن النقاط الرصينة في تحليل مجلة "ذي إيكونوميست" رفضها اللجوء إلى إعادة ترسيم حدود الدول العربية على أسس دينية وعرقية، لأنه لا توجد حدود واضحة لمثل هذا التقسيم. واعتبار الدعوة لتقسيم كهذا مجرد "سايكس-بيكو" جديدة تخلق المزيد من المظالم وتريق المزيد من الدماء. كما تحذر المجلة من "الاستقرار" المبني على "الاستبداد" مشيرة إلى أن "حكم السيسي في مصر أثبت أنه جائر، بقدر ما هو متعسف وغير كفء… وعنف الأسد هو السبب الرئيسي للاضطرابات في سوريا".وكذلك ترفض المجلة "اعتبار الإسلام أصل الأزمة، كما يسعى إلى ذلك دونالد ترامب وبعض المحافظين الأمريكيين، الذي يشبه اعتبار المسيحية سبب الحروب في أوروبا، وعلى العالم، بدلا من ذلك، أن يعترف بتنوع الفكر في إطار الإسلام، الذي لن يكون من المأمول التوصل إلى حلول دائمة لقضايا المنطقة من دونه".من دون الإسلام لا يمكن أن نصل إلى حلول. هذا ما تؤكده "ذي إيكونوميست" إذا، وبرغم أي مداورات أو تبريرات أو دعوة لمسكنات إصلاحية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)