الجزائر - A la une

الانتخابات التشريعية المقبلة وهاجس فوز الاسلاميين بها




الانتخابات التشريعية المقبلة وهاجس فوز الاسلاميين بها
بل سيفوزون.. سيدي الوزير
11-01-2012 كمال جوزي

يلتقي الوزير الأول أحمد أويحيى ووزيره للداخلية دحو ولد قابلية في فكرة مفادها أن وصول الإسلاميين في الصدارة، خلال الانتخابات التشريعية القادمة، ضرب من الخيال. ولا ندري ما هي المعطيات التي اعتمدها الرجلان للوصول إلى هذه النتيجة، ما يذكرنا بتصريح وزير الداخلية قبل التشريعيات المغربية الأخيرة، حيث كان يقول نفس الشيء أو تقريبا. وقد قيل أيضا إن حركة النهضة لا يمكنها الفوز بالانتخابات في تونس، لأن المجتمع التونسي منفتح على النمط الغربي بفعل تطور قطاع السياحة في هذا البلد واحتكاك التونسيين مع السياح الأجانب، ما جعلهم يتأثرون بطريقة عيش الأوروبيين، سوى أنه في كلتا الحالتين رأينا كيف اكتسحت النهضة الساحة في تونس.

والجزائر لا يمكنها الخروج عن ظاهرة الأسلمة حتى وإن اكتوى الجزائريون من تجربة التسعينات ومخلفات فوز الفيس في الانتخابات، ليس لكون الجزائري ذا عقيدة إسلاماوية، بالضرورة، ولكن فقط لأن البديل غير موجود، والمواطن اليوم بحاجة ماسة إلى تغيير كل الوجوه التي فشلت في إدارة شؤونه، وبالتالي سيجد نفسه أمام خيارين: إما إعادة الحياة لأحزاب ميتة أصلا، مثل التجمّع الوطني الديمقراطي وحزب جبهة التحرير الوطني وحركة حمس، وبين وجوه جديدة لم تلبس عباءة النظام في الماضي، ويريد ربما منحها الفرصة لإبراز قدراتها، ومن ضرب الخيال أن نتصور الجزائري يميل إلى الخيار الأول، في الوقت الذي تتخلص فيه الشعوب العربية من كل أشكال القمع المادي والمعنوي.

فما الذي سيجبر الجزائري على انتخاب جبهة التحرير الوطني أو حركة حمس، ويترك مثلا حزبي عبد الله جاب الله أو مناصرة، اللذين ما زالت سوابقهما السياسية بيضاء، كون حزبيهما أصلا لم يُعتمدا بعد، ومن هذا الذي سيقنعنا بانتخاب الأرندي، الذي جرّب فينينا كل السياسات المتناقضة منذ عشريتين، ونترك الأفافاس الذي بقي يناضل منذ الاستقلال ضد سياسة الرأي الواحد. لا سيدي الوزير.. الإسلاميون حتى وإن لم نتفق مع أطروحاتهم، سيكتسحون الصناديق، لأنكم ببساطة أغلقتم الساحة السياسية بطريقة قضت على كل الأصوات الديمقراطية التي كان يمكن أن تكون بديلا حقيقيا للتيارات الإسلامية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)