الجزائر - A la une

الاعتداءات الإرهابية ترجمت فشل نظام الإدماج بفرنسا


الاعتداءات الإرهابية ترجمت فشل نظام الإدماج بفرنسا
ناقش مختصون وبرلمانيون اعتداءات باريس وانعكاساتها على الجالية المسلمة بفرنسا، وأكدوا فشل سياسة الإدماج التي اعتمدتها فرنسا منذ عقود، داعين إلى الوقوف بجانب المهاجرين والتكفل بانشغالاتهم، باعتبارهم قوة مؤثرة.أجمع مشاركون في ندوة حول تداعيات الهجمات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس، قبل 10 أيام، احتضنتها يومية «الحوار»، على عدم نجاعة ما تعتقد فرنسا أنها الطريقة الأمثل لإدماج المهاجرين في المجتمع، عبر ترسيخ وتعميم الفكر الجمهوري.قال الوزير الأسبق للثقافة والإعلام، محي الدين عميمور، إن الشباب الذين تورطوا في أعمال إرهابية بهذا البلد «فرنسيون ولدوا هناك وتربوا على الثقافة الفرنسية، ويعتبرون اليوم نموذجا لفشل نظام الإدماج الذي اتبعته سلطات الدولة».أوضح عميمور، بأن منفذي هجمات الجمعة الأسود، من الشباب الذين لم يقتنعوا بمرجعية الدولة ولا المرجعية الأسرية، ولم يجدوا أمامهم سوى المرجعية الدينية.وعرج المتحدث على انعدام تأثير الأئمة على شباب الجالية المسلمة في أوروبا وفرنسا، لأنهم أصبحوا ممن يطلق عليهم «علماء السلطان»، بالنظر «إلى سياسة فرنسا في انتقاء الأئمة واشتراط تعاملهم مع الأجهزة الأمنية وتبنّيهم للإسلام الجمهوري الذي لا وجود له بالأساس كمصطلح ولا كفكر».محي الدين عميمور تساءل في السياق، عمن يحمل كل هذا الحقد لفرنسا؟ ومن المستفيد من الهجمات؟ ليجيب، معتقدا «أن العلميات هي انتقام شخصي من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يقول إن بشار الأسد جزء من الأزمة في سوريا ولن يكون جزءاً من الحل». مضيفا «أنها تستهدف أيضا تخريب قمة المناخ المنتظر شهر ديسمبر، حيث تسعى الشركات متعددة الجنسيات لمحاربة نتائجها».من جانبه رأى فاتح ربيعي، أن تفكير المجتمع الغربي بمصالحه واتّساع الهوة بينه وبين المجتمع العربي الإسلامي، أوصل إلى هذه النتيجة. واعتبر أن جوهر المشكلة يكمن في زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربي ومحاربة المحيط الجغرافي الذي يشكل خطرا عليه.أما الدكتور محمد طيبي، خبير علم الاجتماع السياسي، فدعا إلى عدم اعتبار الإسلام دينَ دعوة، وإنما دين توطين، ليحثّ السلطات الجزائرية على تبنّي إستراتيجية لتوحيد نخبها من الجالية بالمهجر، باعتبارهم قوة جد مؤثرة.وبالنسبة للنائب بالمجلس الشعبي الوطني عن الجالية الجزائرية بفرنسا والإعلامي سمير شعابنة، فإن «أبناء الجالية في حاجة ماسة إلى نصائح وتوجيهات وحتى تعليمات من قبل الممثليات الدبلوماسية ووزارة الخارجية»، مفيدا «أنهم يشكلون قوة اقتصادية ضاربة في المجتمع الفرنسي ويحتاجون إلى مزيد من الرعاية والتكفل».كما نادى ذات المتحدث، إلى تفعيل دور الأئمة وإيفاد الأكفاء منهم لتأطير الشباب وتكوينهم وفق تعاليم الإسلام الحقيقة، كاشفا عن مشاركة فعاليات المجتمع المدني الجزائري بفرنسا في مسيرات منددة بالإرهاب خلال الأيام القليلة المقبلة بباريس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)