الاصطياف… بالتصدير

الجزائريون يهجرون بلادهم إلى مختلف مناطق العالم من اجل الاصطياف..ملايين الجزائريين حجوا إلى تونس الشقيقة لقضاء العطلة هناك…وفي تونس يحتج الجزائريون على ضريبة تونسية على الأجانب تلزمهم دفعها عند المغادرة؟في الواقع ان ما يجري في موسم الاصطياف يدعو للقلق،للحيرة،ولكن أيضا للتساؤل عن أسباب عجز الحكومات المتعاقبة على ضمان أدنى شروط الاصطياف….شواطئنا وسخة، قذرة،عصابات احتلت الشواطئ وفرضت منطقها والسلطات المختصة لا تبالي،نعم لا تبالي لان اميارها وإطاراتها يقضون عطلهم في المغرب وتركيا وعديد البلدان الأوروبية والجنوب شرق أسيا … المسؤولون لا يبالون لأنهم لا يهمهم ولا يعنيهم أوضاع البلد وشؤون الرعية. لا يهمهم بعد ان سلموا الطرقات والشوارع للمنحرفين المدججين بالعصي والهراوات والخناجر في إطار ما يسمى حضيرة السيارات…الشواطئ ملك للدولة لكنها سلمتها للمنحرفين؛ فهجرتها العائلات والمواطنين الذين ضخوا ملايين الدولارات في خزينة تونس، المغرب وتركيا…..فشل السياحة في البلاد سواء الداخلية منها او الخارجية ولا تحرك لأعلى السلطات إنما ينم عن فشل في المشروع الوطني التنموي.. فشل في خلق بديل لاقتصاد الريع. القائم على استنزاف البترول والطاقة بشكل عام.فشل الحكومة في ضمان أدنى شروط الراحة والأمن في الشوارع والطرقات والشواطئ إنما يعبر في جوهره عن فشل في السياسة العامة للحكومة ومؤسسات.. أين البلديات في حماية الشواطئ من المنحرفين؟ وأين مصالح الأمن والدرك في حماية الطرقات العامة والشوارع وتحريرها من قبضة اللصوص والمجرمين والخارجين عن القانون؟، أعجزت الحكومة عن ردع هؤلاء وهي التي تفتخر بالقضاء على الإرهاب الوحشي؟ما يجري في هذا الموسم الاصطيافي خطير، لأننا أصبحنا نشك ان الحكومة تتجه لتصدير فشلها في ضمان موسم الاصطياف في تصدير المواطنين نحو وجهات أجنبية إلى درجة ان مواطنينا أصبحوا يعترضون على قانون بلد أجنبي كتونس في الوقت الذي كان يفترض ان يحتجوا على غياب الاصطياف في شواطئهم التي انعم الله عليهم وهي أحسن من شواطئ تونس بآلاف المرات….