الاستعمال العشوائي للمبيدات يقلص الإنتاج و يرفع الأسعار

حرفة تربية النحل بولاية مستغانم أضحت نشاطا شاقا ومكلفا بل حسب رئيس جمعية النحالين استثمارا غير ذي جدوى وذلك جراء الخسائر الفادحة التي باتت تؤرق السواد الأعظم من منتجي العسل الطبيعي نتيجة تعرض الخلايا النحلية لحرب إبادة ما برح يشنها الفلاحون عن غير قصد بفعل الاستخدام العشوائي لشتى أنواع المبيدات الكيماوية لمكافحة الأمراض والطفيليات التي تصيب الحقول من مختلف أنواع محاصيل الخضروات والفواكه الموسمية التي تشتهر بها المنطقة ليكون ضحيتها مربو النحل الذين أعربوا عن استيائهم الشديد نظرا للمخاطر المتعاظمة الناجمة عن تلك الممارسات رغم التحذيرات والنصائح الموجهة لشريحة الفلاحين التي تحثهم على تجنب استعمال مثل تلك الأدوية الضارة للحشرات النافعة واعتماد المستخدمات الكيماوية غير الضارة بتربية النحل مثلما تحمله أغلفة وعلب تلك المبيدات فيما الكثير منها محرم استعمالها في البلدان المنتجة لها ، إن الأضرار الجسيمة التي ما برحت تتسبب في تراجع كميات الإنتاج إلى أدنى مستوياتها تركت الانطباع السيئ وسط جموع المستثمرين في ذات الشعبة الفلاحية ودفعت بالعديد منهم إلى مغادرة القطاع مرغمين تحت ضربات الخسائر القاسية الناتجة عن العامل البشري في غياب الردع والإجراءات الصارمة التي تمنع شريحة الفلاحين باستخدام مثل تلك المستحضرات الكيماوية ناهيك عن مخلفات عوامل الطبيعة على غرار موجة البرد الشديد التي ميزت فصل الشتاء المنصرم والتي كانت مصحوبة بتساقطات غزيرة من الأمطار تركت أثرها السيئ على إنتاج العسل إلى جانب الحرائق التي أتلفت قسطا معتبرا إضافة إلى قضايا السطو والسرقات التي كثيرا ما تطال خلايا النحل ، الواقع ذلك نتج عنه ارتفاع مذهل للعسل الطبيعي الخالص الذي فاقت أسعاره 2500 دينار للكلغ الواحد والذي غالبا ما يلجأ إلى استعماله الأشخاص المصابون بشتى أنواع الأمراض المزمنة لغرض العلاج ليجدوا جراء ذلك مصاعب لاقتنائه. فيما ظهر بالموازاة مع ذلك بعض المتطفلين على القطاع من منتهز الفرص ليجدوا في تجارة العسل مجالا فسيحا لترويج منتجات حسب المتتبعين مغشوشة وهي مزيج من العسل المصطنع ممزوجا ببعض المستحضرات الكيماوية للتحايل على المواطنين بأسعار أقل من الحقيقية ، المنتجون الفعليون أوجدوا ضمن ظروف وصفوها بالعصيبة وهم يطالبون من المشرفين على الجهات الفلاحية مرافقتهم ميدانيا لمجابهة كافة التحديات البشرية والمادية والطبيعية لغرض النهوض بتلك الشعبة الفلاحية الحيوية بما تكتسيه من من أهمية طبية و أبعاد اقتصادية وايكولوجية