الجزائر - A la une

الإقصاء و الحوافز المالية وراء هجرة الإطارات إلى قطر


الإقصاء و الحوافز المالية وراء هجرة الإطارات إلى قطر
تشهد قطر هجرة جماعية للكفاءات الجزائرية، في مختلف الاختصاصات، وتحول البلد الخليجي، مع مرور السنوات، إلى قطب متعدد الاختصاصات مفضّل يستهوي العديد من الإطارات الجزائرية.تحوّلت قطر إلى ورشة كبيرة تستقطب وتجذب آلاف العمال الأجانب، ولم تتأخر هذه الدولة عن تقديم إغراءات مالية كبيرة وامتيازات استثنائية لتحفيز الإطارات للعمل فيها. ولم يستطع الجزائريون ممن يحملون شهادات عالية إخفاء نواياهم في تحسين ظروفهم ومداخيلهم المالية، وراحوا يتدفقون على قطر، على غرار الآلاف من الأجانب الذين يتسابقون للحصول على مناصب عمل مثيرة للاهتمام.وتزامنا مع المنافسة التي يعرفها القطاع الرياضي في الجزائر بين المدربين الطموحين، ممن يساورهم الشعور بالرغبة في رفع التحديات الكبرى وإثراء رصيدهم بالألقاب، تعمل قطر على الظهور ك«دولة رائدة” في كل المستويات، حتى وإن كانت الخطوات التي قطعتها إلى غاية الوقت الراهن تمت بفضل الخبرة الأجنبية، ما حفّز قطر على السعي دائما للقفز طويلا لتحقيق إنجازات لم تسجل في أي دولة أخرى، خاصة في المستوى الرياضي، الذي تلعب فيه الخبرة الأجنبية دورا كبيرا في النهضة التي تعرفها قطر.وتبقى الخبرة الرياضية الجزائرية مطلوبة كثيرا في هذا البلد، الذي يقارب عدد سكانه نصف مليون نسمة، وتحظى بثقة وتقدير القطريين، بالنظر إلى سمعتها والنتائج التي سجلها الرياضيون في العديد من المناسبات الكبيرة، خاصة دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم. وبالمقابل، برز نزيف حاد في الجزائر جراء هجرة الكفاءات الجزائرية، ما أضعف نوعية المشاركة الجزائرية في العديد من المنافسات الدولية الرسمية، بعدما كانت الجزائر رائدة فيها.ولم تجد الدعوات التي وجهها المسؤولون إلى الكفاءات الجزائرية، خاصة في قطر، أذان صاغية للعودة إلى الجزائر للاستفادة من خبرتهم، ولم تقنع الضمانات، التي قدمت لهؤلاء برفع رواتبهم، ما يستدعي إثارة تساؤلات حول النوايا الحقيقية للسلطة حيال الترخيص لهؤلاء بالعمل في قطر. فهل قراراتها تنبع من باب احترامها لحرية خيارات الإطارات، أم أنها وسيلة لممارسة الإقصاء والتخلص من الكفاءات لتكريس الرداءة، وهل دعواتها للمدربين للعودة إلى الجزائر لا تخرج عما أصبح يعرف بالشعبوية؟اقتربت “الخبر” من بعض الفنيين الجزائريين، وسألتهم عن تجاربهم وسبب اختيارهم التنقل إلى قطر للعمل فيها وما إذا كانوا مستعدين للعودة إلى وطنهم لوضع خبرتهم تحت تصرف الرياضة الجزائرية. ليندة مكزين ( جيدو)“الجزائر أولى بالاستفادة من خبرتي”اختارت المصارعة السابقة ليندة مكزين العمل لأول مرة في مشوارها المهني في قطر، فبعدما تألقت كمصارعة في الجيدو في المنتخب الوطني، ونالت عدة ألقاب وطنية وقارية، انتقلت مكزين إلى قطر لخوض أول تجربة لها في الخارج.وقضت مكزين 17 سنة كمصارعة، قبل أن تتحوّل إلى مهنة التدريب في قطر، التي انتقلت إليها عام 2007. وتتولى البطلة السابقة مسؤولية تطوير الجيدو في قطر، بعدما كانت تشرف على المنتخب النسوي. وتعترف المصارعة السابقة أنها لم تتردد لحظة واحدة للموافقة على العرض عندما تلقته للانتقال إلى قطر، وكان المدرب المعروف محمد بوحدو هو من قدّم لها العرض، واضعا ثقته فيها. وتقول المتحدثة إنها توجد في ظروف مريحة للعمل ولا ينقصها شيء في قطر، كما قالت إنها تؤدي مهمتها من دون ضغط. وعن سؤال حول اختيارها العمل في قطر، أوضحت مكزين أنها كانت تريد اختبار أول تجربة مهنية لها في الخارج، واعترفت أنه لم يكن لديها الوقت للتفكير في واقع العمل في الجزائر. وفي تعليقها حول ما إذا كانت تملك استعدادا للعودة إلى الجزائر، قالت مكزين إنها لن تتردد في العودة في حال تلقت عرضا في هذا الخصوص. وأوضحت أنها تتمنى وضع تجربتها في خدمة المصارعين الجزائريين، مثلما كان المدربون الآخرون يفعلون معها عندما كانت مصارعة، سواء في ناديها أو في المنتخب الوطني الذي قامت بتشريف ألوانه في العديد من المناسبات الرسمية. سفيان دراوسي ( كرة اليد)“تجربتي في الخارج عمرها 18 عاما”كان سفيان دراوسي واحدا من أبرز لاعبي المنتخب الوطني لكرة اليد، وتعتبر تجربته من أثرى تجارب المدربين الجزائريين الذين فضلوا خوض تجربة في الخارج، حيث قضى 18 عاما في كل من الكويت والإمارات والبحرين، وأخيرا في قطر التي قضى فيها 6 سنوات. وعمل دراوسي كمدرب للعديد من الأندية في قطر، في العربي والسد والأهلي، قبل أن يقرر العودة إلى الجزائر، وحصل على نتائج مشرفة طوال تجربته في دول الخليج. وعن سبب مغادرته الجزائر، قال دراوسي إن القرار كان مرتبطا بالظروف التي أحاطت بانسحاب المؤسسات العمومية من تمويل الأندية، ما انعكس، في تقديره، على الظروف المالية للمدربين، وهو أحدهم، معترفا أن مغادرته الجزائر كانت بدافع تحسين ظروفه الاجتماعية وإثراء تجربته في عالم الكرة الصغيرة. أما عن سبب عودته إلى الجزائر مؤخرا، فقد أوضح المتحدث أن الظروف العائلية هي التي أجبرته على العودة. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت لديه النية لإفادة أسرة كرة اليد الجزائرية بتجربته، قال المدرب، الذي كان لاعبا متألقا في صفوف “الخضر”، إنه لا يشغل أي منصب، في الوقت الراهن، وقال إنه سيكون سعيدا بنقل تجربته إلى الآخرين. عبد القادر خديم ( كرة الهدف)“العراقيل الإدارية سبب رحيلي”انتقل عبد القادر خديم، وهو مدرب مختص في لعبة كرة الهدف التي يمارسها الرياضيون المكفوفون، إلى قطر عام 2012، غداة الألعاب الأولمبية التي جرت في لندن. وتلقى المدرب اتصالات من المسؤولين القطريين قبل ذلك الوقت، إلا أنه كان مترددا في خوض تجربة في الخارج، ومع مرور الوقت اقتنع بمغادرة الجزائر، بسبب العراقيل الإدارية التي واجهها. ويقول المتحدث إنه بصفته أستاذا تابعا لوزارة التربية لم يكن يسمح له بتدريب المنتخب الوطني لكرة الهدف بصورة مريحة، فكان في كل مرة يتم استدعاؤه للحضور إلى تربص أو المشاركة في منافسة رياضية رسمية كان يسجل غائبا عن منصبه كأستاذ تابع لقطاع التربية، برغم أنه لم يتوقف، مثلما يضيف، عن المطالبة بتحويله إلى الاتحادية لشغل منصب مدرب دائم للمنتخب الوطني، في الوقت الذي كانت توجد هناك اتفاقية بين قطاعي الرياضة والتربية في هذا الخصوص.وعن سؤال يتعلق بتجربته القصيرة في قطر، يقول خديم إنه دعي للإشراف على المنتخب القطري، ورغم أنه وجد صعوبة في إعداد فريق متكامل قادر على المنافسة بسبب قلة الرياضيين المكفوفين، إلا أنه أكد استعداده لرفع التحدي، مثلما يقول، وأيضا تكوين فريق قوي على المدى القصير استعدادا للمنافسات الرسمية، خاصة في ضوء توفر الإمكانيات في قطر، على حد وصفه. واختصر خديم، الذي ارتبط اسمه بكرة الهدف في الجزائر، سبب مغادرته الجزائر في العراقيل الإدارية، وغياب الاهتمام بالرياضيين من الناحية المالية. واستبعد المدرب أن تكون الأموال هي التي دفعته إلى تغيير الأجواء، فيما ربط عودته إلى الجزائر بزوال المشاكل الإدارية، لأنه يعتقد أن خدمة الجزائر أولى بالنسبة له. شعيب كافي ( كرة اليد)“الأجواء في الجزائر يطبعها سوء التقييم والتوترات”ارتبط اسم شعيب كافي بلعبة كرة اليد، وخاصة بالكرة الصغيرة القطرية، فقد درب كل من أندية الخور والأهلي والسد، قبل أن يتولى مسؤولية كبيرة بتدريبه المنتخب القطري أقل من 21 عاما. ووضعت الاتحادية القطرية الثقة في كافي بعدما حصل على نتائج مشرفة مع هذه الأندية، خاصة مع نادي السد الذي فاز بكأس الأمير تحت قيادته، ولم يخيب كافي مسؤوليه بما أنه لم يتأخر عن التأكيد على ثقة المسؤولين فيه بتحقيق العديد من النتائج المشرفة مع المنتخب القطري. ويدرب كافي منتخب أقل من 21 عاما للسنة الثالثة على التوالي، ويستعد للمشاركة في المونديال الذي ستحتضنه الجزائر عام 2017. وفي رده على سؤال حول دوافع مغادرته الجزائر، قال المدرب إن الجانب المالي كان له دور في قرار الرحيل من الجزائر، وأشار، في الوقت نفسه، إن الاحتكاك بالتجربة العالمية كان أيضا وراء تحديد موقفه من التنقل إلى الخارج. وقال إن عودته إلى الجزائر مرتبطة بتحسن الظروف العامة في وسط اللعبة، وأيضا بإعادة النظر في مقاييس تقييم المدربين والكفاءات بصورة عامة. وأثار المتحدث، من جانب آخر، الحديث عن المهزلة التي شهدتها المشاركة الجزائرية مؤخرا في مونديال قطر، واعتبرها دليلا على كون المسؤولين يرفضون اعتماد تقييم موضوعي للفنيين، مستبعدا العودة إلى الجزائر، على الأقل في الوقت الراهن، منتقدا الأجواء التي تشهدها الاتحادية وتبادل مسؤوليها للاتهامات بعد خيبة بطولة العالم الأخيرة، وسط توترات بادية للعيان. أحسن بوثلجة (ألعاب القوى)“تعرضت إلى الإقصاء وعودتي مرهونة بطبيعة الظروف” قال أحسن بوثلجة، وهو مدرب مختص في ألعاب القوى الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إن الإقصاء هو الذي دفعه إلى الهجرة، مذكرا أن إبعاده من قائمة الوفد المشارك في أولمبياد أطلنطا 1996 هو الذي حفّزه على حزم أمتعته للرحيل.وأوضح المتحدث، الذي درّب أيضا العدائين الأسوياء، أنه رفض عرضا كويتيا في بادئ الأمر لأنه كان يفضّل وقتها مواصلة العمل في الجزائر قبل أن يضطر إلى تغيير موقفه، إثر حادثة الأولمبياد، ووافق، هذه المرة، على عرض الكويتيين، بعدما عاودوا الاتصال به في العام نفسه، ومكث بوثلجة 5 سنوات في الكويت قبل أن يغادرها إلى قطر، حيث يشرف على المنتخب القطري لألعاب القوى إلى غاية الوقت الراهن. ولم يخف المدرب أن الإقصاء هو السبب الأول في رحيله من الجزائر، ملحا على القول إن مغادرته للجزائر كانت اضطرارية، بحسب تقديره. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان مستعدا للعودة للعمل في الجزائر، قال المتحدث إنه سيعود إلى الجزائر حينما يتأكد من أنه سيعاد الاعتبار للمدربين، مشيرا إلى أنه سيوافق على أي راتب، رغم علمه أنه سيكون أقل بكثير ما يتلقاه في قطر، في حال توفر الأجواء المعنوية التي تجعل المدرب مرتاحا في عمله.وذكر المدرب، الذي حصل على عدة ألقاب مع منتخب قطر في بطولة العالم والألعاب العالمية 1996، أنه عرض يوما خدماته مجانا على الاتحادية الجزائرية ولم يتلق ردا، ما جعله يستنتج أن الأمور لم تتغير في الوسط الرياضي في الجزائر. وقال إنه يضطر إلى ذرف الدموع في المواعيد العالمية الرسمية، في كل مرة، يشاهد الراية الجزائرية وهي ترفرف في السماء، جراء تأثره بالمشهد الذي يجعله يشعر بالإحراج، حسبه، في الوقت الذي كان يفترض أن يدافع هو عن الراية الوطنية وليس عن راية أخرى، على حد وصفه، معبّرا، في الوقت نفسه، عن تقديره للراية القطرية لأن القطريين يعتبرون أهل تقدير واحترام، كما أن قطر تعترف بالكفاءة، حسبه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)