الجزائر - A la une

الإعلامية و المخرجة اللبنانية ديانا مقلد ل " الجمهورية "


الإعلامية و المخرجة اللبنانية ديانا مقلد ل
في الحوار الذي خصت به الصحفية اللبنانية الأستاذة ديانا مقلد " الجمهورية " مسح للمفاهيم الثقافية و الاجتماعية و علاقة ذلك بواقع المرأة العربية الراهن و ما يجب أن تكون عليه ، حيث حللت الإعلامية اللبنانية الجهد الذي تثابر به المرأة من أجل حقوقها و دعم مكانتها في المجتمع الذي لا يزال يسيطر عليه الرجلالجمهورية : جلتِ في عديد البلاد التي لا تزال حقوق المرأة فيها مثار أخذ و رد فما هو القاسم المشترك بين أولئك النساء باعتبار المجتمعات تختلف و تحتفظ بخصوصياتها ؟
 ديانا مقلد: سأتحدث عن دولنا العربية والإسلامية وهنا يمكن بسهولة لمس المفاهيم الثقافية بل وحتى القانونية المشتركة أحيانا حدة المشاكل والظروف تتفاوت من بلد لآخر لكن هناك جذر مشترك لكل المشاكل التي نعانيها في مجتمعاتنا نساء ورجالا وهي تلك الثقافة القامعة لنا على مستوى المواطنين وعلى مستوى النساء. كثيرا ما كنت أشعر أن الحكايات والمشاهد تتكرر أمامي من بلد لآخر لكن تبقى التمايزات المحلية .. في الخلاصة المشكلة عامة في دولنا. 

 الجمهورية ،المكاسب قد تبدو قليلة تلك التي تكون المرأة قد حققتها فهل الأمر راجع لانتفاضتها أم مجرد شفقة من جهات ما ؟
ديانا مقلد : تتفاوت المكاسب من بلد لآخر ولا نقلل من شأن القوى التي ترفض منح النساء المكاسب سواء لمعتقدات دينية او ببساطة لقناعات ذكورية راسخة. في الحالة اللبنانية يلعب مثل الموضوع الطائفي عنصرا سلبيا اضافيا. 
في المحصلة المكتسبات التي تحققت لم تكن طبعا بسبب الشفقة وهذه كلمة لا أحبها أبدا بل بسبب اصرار ومثابرة وجدية العديد من النساء والرجال أيضا العاملين في الحقل العام والمقتنعين بضرورة حصول النساء على موقع مساو في المجتمع. 

 الجمهورية : تلاحظين أن عديد الأنظمة في البلاد العربية أفردت حصصا للمرأة في المجالس المنتخبة و أيضا في الأجهزة الحكومية بأعداد في كثير من الأحيان تفوق تلك الموجودة حتى في الديمقراطيات الغربية فهل الأمر لا يعدوأن يكون تزين واجهة أم فعلا هي رغبة سياسية تعبر عن استفاقة تبدو متأخرة ؟ 
ديانا مقلد : بصرف النظر عن النوايا لكن أن تشارك المرأة في سوق العمل بكثافة وفي أي مجال هو أمر مهم جدا .. ولنكن واقعيين فالنساء أيضا متفاوتات الكفاءة وليس بالضرورة أن وصول نساء الى موقع محدد يعني أن هذا الموقع سيحدث تغييرا إيجابيا كاملا. الفكرة الأولى هي أن يكون حضور النساء طبيعيا وأساسيا في مختلف مجالات العمل والحضور العام وأن تتم معاملتهن على أساس الكفاءة . اليوم هناك من يطالب بالكوتا النسائية كسبيل لتثبيت حضور النساء وفي خطوة لاحقة يصبح معطى الكفاءة تلقائيا. 

الجمهورية :أي صورة ترسمينها للمرأة في بؤر التوتر ( اليمن العراق سوريا ليبيا ... )
ديانا مقلد : هذه المناطق تشهد معاناة كبيرة لكل فئات المجتمع لكن كما في أي حرب أو أزمة فإن شريحة النساء تكون من الشرائح الأكثر عرضة لسلبيات تلك الظروف. بلادنا تعيش توترات كبيرة والوقائع تظهر كم أن النساء والفتيات هن ضحايا مباشرات سواء بالقتل او بالعنف المباشر .. الصورة اليوم سلبية بالمطلق دون ان أغفل أن هناك نماذج عديدة مشجعة لكن الواقع لا يزال أصعب.هل ترين في المعتقد الديني ( كيف ما كان ) واحدا من بين المتاريس التي تقف عقبة في وجه تقدم المرأة ؟ كيف ؟
 ديانا مقلد : للناس جميعا حرية المعتقد لكن يجب أن تحكمنا قوانين مدنية تساوي بين المواطنين و المواطنات ، أثبتت كل التجارب أن القوانين الخاضعة للشرع الديني سببت اجحافا كبيرا في حقوق النساء خصوصا أن هناك تفسيرات متضاربة أحيانا ما بين مذهب وآخر وحتى ما بين مدرسة دينية وأخرى. نعم الدين هو أحد المتاريس الصعبة لكن من جعله صعبا هو الحكومات التي وظفت المؤسسات الدينية لخدمتها وبالتالي لم يكن هناك جهد حقيقي لصوغ قوانين مدنية تراعي الحقوق وفق المعايير الدولية ، بغير هذا اعتقد أننا سنبقى نعاني من قوانيننا الوضعية التي تثبت الأرقام والمقاربات كم سببت اجحافا بحق نساء كثيرات .
الجمهورية : على غرار ما يسميه البعض ب ( الأدب النسوي ) هل يوجد إعلام نسوي ؟ ما هي خصوصيته و حدود حريته ؟
ديانا مقلد : لا أميل الى هذه التسمية أي إعلام نسوي . هناك حضور عددي في كثير من وسائل الإعلام دون أن يكون هناك انعكاس لقضايا المرأة بشكل فعلي في المجتمع. هنا لا اعتبر فقط أن هناك انحيازا في الاعلام بل اعتقد أن إعلامنا المنقسم والمسيطر عليه من قبل حكومات أو من قبل رجال أعمال لا يضع قضايا النساء وقضايا الحريات عموما في صلب أجندته وبالتالي تصبح مثل هذه القضايا شأن ظرفي يوظف في المناسبات من دون معالجة فعلية. هنا لابد من الإقرار بدور الإعلام البديل أعني الإعلام الإلكتروني بكل تلاوينه في خلق مساحات تفاعل عوضت النقص الحاصل في الاعلام التقليدي.الجمهورية : مسيرتك الإعلامية طويلة و فيها ما يستوقف المتتبع من خلال عديد المواضيع التي تناولتها في التلفزيون أو الصحافة المكتوبة فهل تعتقدين أن المرأة قيمة مضافة في حقل الإعلام أم مجرد رقم أم ألانت هذا القطاع لصالحها من أجل تمرير رسالة و تحقيق مكاسب ؟
ديانا مقلد : لا طبعا المرأة ليست مجرد رقم. ومسؤولية قضاياها لا تقع على عاتقها وحدها بل على جميع فئات المجتمع لأن تحقيق المساواة والعدالة أمر يستفيد منه الجميع. وهنا لا أميل لاختصار القطاع بامرأة أو رجل .. الإعلام والصحافة مجالات مفتوحة واسعة تتطور وهناك طاقات وإمكانات متاحة للتوعية والتغيير. 

الجمهورية :أزمة كبيرة تضرب الوطن العربي هل انعكس ذلك على الأداء الاعلامي للمرأة ؟
ديانا مقلد : ما يحصل في العالم العربي يؤثر علينا جميعا وحتما النساء متضررات من الحرب والتضييق الحاصل من قبل حكومات سلطوية ومن قبل جماعات متطرفة. هذه الجبهات تؤخر عملية التطوير في المجتمع وبالتالي تؤخر من وصولنا إلى حقوقنا لكن هذا يجعل مسألة ابقاء التحركات والنقاشات بشان حقوقنا كمواطنين ومواطنات في أعلى سلم الاهتمام. من هنا لا يمكن تقييم مسالة الأداء الإعلامي للمرأة .. المشكلة هي في التراجع العام والذي حتما نتأثر به جميعنا.

الجمهورية : في "جدران اليمن " كان للمرأة جزءا من اهتمامك فهل ترينها قادرة على كسب الرهان في مجتمعات رجولية بامتياز ؟
ديانا مقلد : هذا تحد دائم تواجهه النساء في مجتمعاتنا أعني أنها تواجه عقلا ذكوريا و حروب وأزمات تضعها في وضع صعب .. لكن مع ذلك لم أشعر يوما من خلال عملي وتجوالي أن الصورة قاتمة تماما. دائما كانت هناك نماذج نسائية تفاجئني وتعيد الأمل بأنه مهما ضاق الخناق فهناك من يسعى ويحاول ولابد أن ينجح.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)