الجزائر

"الإرادة لن ترتقي بالكوريغرافيا في ظل انعدام الإمكانات" مبدعون يؤكدون ل"السلام":




أجمع معظم الفنانين المتخصصين في فن الكوريغرافيا على تحلي المخرج الكوريغرافي في بلدنا بروح الإبداع التي تمكّنه من العطاء وتقديم الجديد في مجال عمله، والقيام بإنجاز أعمال مماثلة لما قام به اللبناني عبد الحليم كراكلا، من خلال عرضه "أبطال القدر"، الذي وجهت له انتقادات كثيرة تعيب إدخاله اللمسة اللبنانية على العمل الذي كان يفترض أن يحمل لمسة جزائرية محضة، تنم عن احتفالية بحجم التاريخ الثوري وخمسينية الاستقلال، كما أفاد معظم من قابلتهم "السلام" أن توفير الدعم وتسخير الإمكانيات اللازمة قادر على صنع المعجزات في مجال الفن.
أعاب المخرج محمد إسلام عباس، على القائمين اعتمادهم أسماء أجنبية في الاحتفالات الوطنية الكبرى وبالأخص تظاهرة الخمسينية، كما أبدى استغرابه من الاعتماد في كل مرة على إبداعات أجنبية على حساب الإبداعات المحلية حيث قال: "إلى متى نواصل استيرادنا للطاقات الإبداعية من الخارج وننسى أن وطننا يتوفر على أدمغة ومواهب يمكن الاعتماد عليها في تظاهرات مماثلة، حيث أن عدم توفير الإمكانيات اللازمة لها يمنعها من البروز".
وأضاف المتحدث أن عيب كل دولة على رجالها، مشيرا إلى وجوب إبقاء الفنان في جو العمل الدائم حتى لا يفقد طاقاته ومعنوياته، وشبهه بالآلة التي إذا طالت مدة ركنها جانبا دون استخدامها تعطلت. وقال إسلام إن المايسترو كراكلا فنان كبير بشهادة الجميع، إلا أنه لم يبدع خلال عرضه "أبطال القدر" في الجانب المسرحي والدرامي.
من جانبها، ذكرت المصممة الكوريغرافية نوّارة إدامي، أننا نتمتع بوجود طاقات كوريغرافية محلية يمكن الاعتماد عليها في التظاهرات الكبرى المماثلة لافتتاح "الجزائر عاصمة الثقافة العربية، المهرجان الإفريقي، تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وافتتاح خمسينية الاستقلال"..
وأكدت إدامي، أن الفن الكوريغرافي في بلادنا يحتاج للاهتمام وتوفير الإمكانات اللازمة حتى يكون في المستوى العالمي الذي يخولنا للمشاركة في التظاهرات العالمية الكبرى مشيرة إلى أنه قد سبق لها وأن شاركت في تظاهرات خارج الوطن، حيث كانت الزيارة إلى بولونيا شهر ماي المنصرم، آخر مشاركة فنية لفرقتها "باليه الأمل".
وحول عرض "أبطال القدر"، قالت إدامي أنّ كراكلا، قد حاول قدر الإمكان تجسيد لوحة تاريخية جزائرية، حيث لمسنا من الاحترافية في عرضه الكثير غير أن ما يعاب عليه -حسب المتحدثة- أنه لم يحمل روحا جزائرية كاملة إلى المشاهد بل مزجها بأصوله اللبنانية التي طغى طعمها على العرض، وقالت:"الأمر بديهي لأن ذاتية الفنان تمثل جزء كبيرا من عمله، لذلك لو أن أحدا من المصممين الجزائريين قام بهذا العمل لكان أعطاه روحا وطنية محضة خصوصا أنه سيجسد لوحة تاريخية هو جزء منها.. وبالتالي تعني له الكثير من القداسة والتمجيد".
للإشارة، شاركت الكوريغرافية إدامي نوارة، بعدد من العروض في مختلف التظاهرات عبر مختلف ولايات الوطن، كما تحضّر حاليا لعرض رفقة الاوركسترا السيمفونية وهو عبارة عن لوحة تتضمن كل الطبوع الفنية الجزائرية على غرار العلاوي القسنطيني القبائلي وغيرها، بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، وبعد شهر من التحضيرات والتدريبات جسدت المخرجة لوحتها على مسرح قاعة الأطلس في باب الوادي.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)