الجزائر - Revue de Presse

الأيام الثقافية الفلسطينية بتلمسانالأطفال بين وجع الاغتراب وحنين العودة




توجهت الأنظار أمس إلى كيدال أهم مدن شمال شرق مالي اثر إعلان ما يعرف بجماعة ''أنصار الدين'' الاسلاموية المتمردة أنها على وشك السيطرة على هذه المدينة ضمن أول تحد يواجهه الانقلابيون العسكريون في رابع يوم من الإطاحة بنظام الرئيس امادو توماني توري.
فقد أعلنت هذه الحركة المتمردة أنها ستعمل على تطبيق الشريعة بقوة السلاح وهي التي كانت أعلنت سيطرتها على مناطق عدة بالشمال الشرقي لمالي بالتزامن مع إعلان متمردي قبائل الطوارق مواصلة زحفهم باتجاه العاصمة باماكو.
ولكن الجيش المالي أكد أمس انه تمكن من التصدي لهجوم شنته جماعة اسلاموية مسلحة على هذه المدينة الهامة.
وفي حال تأكد سقوط مدينة كيدال فإن ذلك سيشكل ضربة قوية للانقلابيين العسكريين بقيادة النقيب امادو سنوغو والذين كانوا برروا انقلابهم على نظام الرئيس امادو توري بحجة عجزه على مواجهة تمرد الطوارق في شمال البلاد الذي اندلع منذ شهر جانفي الماضي.
وفي محاولة منهم لإحكام سيطرتهم على دواليب السلطة دعا قائد الانقلابيين المتمردين الطوارق والذين وصفهم بـ''الأشقاء'' إلى الدخول في مفاوضات من اجل الشروع في مسار للسلام. وقال ''أريد ان يجلسوا جميعا حول نفس الطاولة وذلك في اقرب وقت ممكن...''
وبدت دعوة النقيب سنوغو بمثابة رسائل ود باتجاه متمردي الطوارق الذي كان عجز الجيش المالي من دحرهم واحتواء تمردهم منذ شهر جانفي الماضي بشمال مالي الذي يعتبر أيضا معقلا لجماعات مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة إضافة إلى كونه مسرحا لعمليات تهريب مختلفة.
وإذا كان الوضع الميداني في مالي يبعث على القلق فإن ''اللجنة الوطنية للتصحيح والديمقراطية وإعادة الدولة'' التي شكلها العسكريون وجدت نفسها في مأزق حرج في ظل رفضها من قبل 12 حزبا سياسيا رئيسيا في مالي من جهة وتصاعد الضغوط الدولية المطالبة بإعادة النظام الدستوري من جهة ثانية. وفي هذا السياق حذر وفد مشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الانقلابيين من ان مخططهم لن يستمر وبأن العودة إلى النظام الدستوري يجب ان يتم دون أي شروط.

يسعى منفذو الانقلاب العسكري في مالي المعزولين خارجيا وداخليا إلى وضع حد لحالة الشك الرهيب التي خيمت على الوضع في البلاد وسط بقاء مصير الرئيس امادو توماني توري مجهولا وإعلان متمردي قبائل الطوارق زحفهم باتجاه العاصمة باماكو.
وبعد ثلاثة ايام من الانقلاب ازدادت عزلة الانقلابيين وسط استمرار ردود الفعل الدولية المنددة باستيلائهم على السلطة بالقوة من جهة وإعلان العديد من الجهات والأحزاب السياسية في مالي رفضها للانقلاب الذي جاء قبل خمسة أسابيع من تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 افريل القادم.
وخيم هدوء حذر أمس على بعض مناطق العاصمة التي بقيت الحركة ضعيفة فيها في ظل استمرار المحلات التجارية والإدارات العمومية والبنوك ومحطات الوقود في غلق أبوابها مما تسبب في مشكل السيولة ونقص فادح في الوقود.
ولوحظت بعض السيارات العسكرية فقط تجوب شوارع المدينة المفروض فيها حظر للتجوال والذي لم يمنع من تنامي أعمال النهب والسلب مما دفع بقادة الانقلاب إلى بث رسائل قصيرة بين الفينة والأخرى عبر التلفزيون الرسمي الذي اقتحموه منذ اليوم الأول للانقلاب تدعو المواطنين إلى ممارسة حياتهم العادية وتطمئنهم بأن كل شيء على ما يرام.
وقال متحدث باسم ''اللجنة الوطنية من اجل التصحيح والديمقراطية وإعادة الدولة'' التي شكلها الانقلابيون انه تم ''اتخاذ إجراءات أمنية من اجل وضع حد لأعمال السلب الجارية في البلاد'' وأعرب عن ''الأسف الشديد لقائد الانقلابيين للمضايقات التي يمارسها هؤلاء وآخرون''.
وكانت إشاعات مختلفة حول خطورة الوضع في باماكو ومصير الرئيس المطاح به امادو توري قد عززت المخاوف والشكوك ليس فقط لدى أبناء الشعب المالي بل حتى لدى أعضاء المجموعة الدولية الذين واصلوا ضغوطهم الدبلوماسية والاقتصادية لحمل الانقلابيين على إعادة النظام الدستوري في البلاد.
وهو ما دفع بالنقيب امادو سنوغو قائد الانقلاب إلى التأكيد على ان الرئيس توري وكل المسؤولين في نظامه في صحة جيدة ويتواجدون بأماكن آمنة.
ولكن النقيب سنوغو وفي محاولة للتخفيف من حدة الضغط الدولي المفروض عليه تعهد بالإفراج عن وزراء الخارجية الأفارقة الثلاثة المحاصرين في العاصمة باماكو منذ الخميس اثر حدوث الانقلاب.
وقال جون بيغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي انه أجرى اتصالا مع النقيب سنوغو الذي أكد له انه سيتم الإفراج عن وزراء خارجية كل من كينيا وزيمبابوي إضافة إلى كاتب الدولة التونسي المكلف بالشؤون الإفريقية.
وأرسلت كينيا أمس طائرة إلى كوت ديفوار المجاورة من اجل نقل وزير خارجيتها ونظيره الزيمبابوي بينما يتم نقل المسؤول التونسي عبر طائرة تونسية.
ووسط حالة الغموض التي تكتنف المشهد السياسي في مالي ومصير الرئيس الذي يبقى مجهولا قرر الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ''ايكواس'' إيفاد وفد مشترك في الأيام المقبلة إلى باماكو لمناشدة العسكريين الذين استولوا على الحكم لإعادة السلطة إلى الرئيس المخلوع. وأكد جون بينغ ان ترتيبات الزيارة المرتقبة إلى مالي تجري ''على قدم وساق'' لمطالبة العسكريين بضرورة احترام النظام الدستوري وكان الاتحاد الإفريقي قرر أول أمس تجميد عضوية مالي إلى حين عودة النظام الدستوري إلى البلاد.
وإذا كان المشهد السياسي في هذا البلد يكتنفه الغموض فإن إعلان ''الحركة الوطنية لتحرير الازواد'' التي تضم متمردين من قبائل طوارق استيلائها على منطقة ''أنفيس'' الواقعة شمال شرق البلاد يبعث على مزيد من القلق خاصة وان مواصلة هذه الحركة زحفها باتجاه العاصمة باموكو سيزيد من توتير الوضع أكثر مما هو عليه.
 
يستعدّ مسرح باتنة الجهوي للاحتفال باليوم العالمي للمسرح، المصادف للسابع والعشرين مارس من كل سنة، حيث تعكف إدارة المسرح على وضع الرتوشات الأخيرة لإنجاح التظاهرة، من خلال برنامج ثري يليق بالمناسبة، إذ يرتقب تنظيم ندوة للحديث عن ''واقع المسرح، التجربة والآفاق'' تحت إشراف الدكتور نور الدين عمرون، كما يشمل النشاط معرضا للإنتاج المسرحي خلال سنة .2011
وتمّ اختيار مسرحية ''الملك يتماوت'' للعرض، وتدور أحداثها حول جبروت ملك يبذل كلّ ما بوسعه ليظلّ خالدا ومتشبثا بكرسي العرش، على غرار الاستعانة بخدمات الكهنة وإمكانيات العلماء والأطباء، إضافة إلى بقائه رفقة زوجته الثانية الشابة لتمنحه بشكل دائم الرغبة في البقاء حيا، لتنتهي المسرحية بحتمية موته.
تجسّد القصة في قالب تراجيدي كوميدي هادف تحت مظلة المسرح العبثي، وهو عمل اقتبسه محمد شرشال عن نصه لأوجين يونيسكو وأخرجه علي جبارة ويشارك في تجسيد شخوصه ثلة من الممثلين والممثلات، على غرار سمير أوجيت، سامية بن ذياب، حورية بهلول، رمزي قجة، نادية لكحل ورياض لونانسة.

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية كتابا بعنوان ''الجزائر وتلمسان في كتابات المؤرخ الفلسطيني نقولا زيادة''، أعدّه الكاتب والباحث الفلسطيني جهاد أحمد صالح، ويقع الكتاب في مئة وستين صفحة من القطع الكبير، صمّم غلافه الفنان حسني رضوان.
جاءت هذه المبادرة الفلسطينية تقديرا من الشعب الفلسطيني لشقيقه الجزائري، وتقديرا لجهود وزارة الثقافة الجزائرية ومجهوداتها الكبيرة التي قامت بها أثناء الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام ,2009 ومبادرتها بإطلاق شعار ''القدس، العاصمة الأبدية للثقافة العربية''، وهو ما أشارت إليه السيدة سهام البرغوثي، وزيرة الثقافة الفلسطينية في تقديمها للكتاب، حيث قالت: ''جاء خيار أن تكون تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام ,2011 لما تشكّله هذه المدينة من رمز للحضارة العربية والإسلامية، والذي خصّص لها المؤرّخ نقولا زيادة مساحة في توثيقه للتاريخ تأثّراً برمزيتها، وقد تبنّت وزارة الثقافة مبادرة الكاتب جهاد صالح بإصدار كتابه الذي يحمل عنوان ''الجزائر وتلمسان في كتابات المؤرّخ نقولا زيادة''، لتقديمه لأشقائنا الجزائريين وهم يحتفون بتلمسان الحضارة، وتقديراً لوزارة الثقافة الجزائرية التي طبعت مائة عنوان حول القدس وفلسطين، بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية لعام ,2009 ومحبّة لكلّ الشعب الجزائري الذي كان المبادر في إعلان أنّ القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية''.
أمّا المؤلّف جهاد أحمد صالح، فبيّن في مقدّمته، المكانة المرموقة التي يحتلّها المؤرّخ الفلسطيني نقولا زيادة بين المؤرّخين العرب والمسلمين المعاصرين، معتبرا إياه ''شيخ مؤرّخي العروبة والإسلام''، كما أشار إلى الجذور العميقة التي دفعت شيخنا المؤرّخ للاهتمام المبكّر بالمغرب عموماً، تاريخه وحضارته وثقافته وأوضاعه السياسية، وخصوصية دوله وأنظمته ومدنه التاريخية، ومن بينها مدينة تلمسان الجزائرية، فذكر في مقدمته ''المؤرّخ الفلسطيني نقولا زيادة، تجاوز انتماؤه الحدود الإقليمية، وغطّت اهتماماته العلمية كلّ بقاع العالم العربي، وتجوّل في حضارات الشعوب على اختلاف مشاربها، فلم يترك حقبة تاريخية إلاّ ودخل إليها من الباب الواسع، ويؤكّد في كلّ دراساته وأبحاثه على انتمائه إلى الحضارة العربية الإسلامية، عربي في ثقافته، البسيط منها والمعقّد، الحديث منها والقديم، رأى الأمور من منظار عربي أداته وآلته اللغة العربية، ودعا إلى دراسة التاريخ العربي الإسلامي، وما في الحضارة العربية الإسلامية من أفكار وقيم روحيّة عظيمة، ونادى بتقديم ذخائر التراث العربي وكنوزه بشكلها الأصلي، الذي يقبل التجديد والتطوير''.
ويضيف: ''هكذا فعل نقولا زيادة، فقدّم لنا ذخائر تراثنا العربي الإسلامي، بثوب أنيق شيّق جذاب، بعد أن أخرج منها ما فيها من الغثّ، واحتفظ بما فيها من السمين، واضعاً نصب عينيه إعادة الثقة إلى القارئ العربي بماضيه، ودفعه إلى المستقبل بثقة عالية، وتتبّع زيادة الهجرات العربية منذ أقدم العصور من شبه جزيرة العرب إلى بلاد الرافدين والشام والشمال الافريقي، وبيّن دور ''العنصر العربي الأصيل'' في تعريب العناصر الأخرى التي تقطن هذه المناطق بالاختلاط والتزاوج والجوار، ونشر الإسلام واللغة العربية فيها، وأصبح تاريخ هذه البلاد تاريخا عربيا مشتركا من المسلمين والنصارى، مخلّفا ذكريات قومية، اختبارات وطنية، أدباً قوميا، قصصا شعبيا وشعرا حماسيا كتب بلغة عربية واحدة، أسست لحضارة عربية إسلامية شارك جميع أبناء الأرض التي نمت فيها في بناء صرحها''.
بهذا الثوب الشيّق الجذّاب، قدّم نقولا زيادة دراساته التاريخية العربية والإسلامية، فاستحق لقب ''شيخ مؤرخي العرب والإسلام'' المحدثين، ونظر نقولا زيادة إلى الشمال الإفريقي، منطلقاً من مفهومه القومي الثقافي الذي يتجلى في كتاباته عن المغرب العربي، فعندما انتقل بدراساته التاريخية إلى العصر الإسلامي، كان لا بدّ أن لا تقتصر هذه الدراسات على جوانب الحضارة الإسلامية في بلدان المشرق وحده، بل، تمتد إلى الجانب الغربي من العالم الإسلامي، المرتبطة عنده ''بالأمة الثقافية'' من الناحية القومية، القائمة على العنصر، الرقعة الجغرافية، اللغة والإرث الثقافي المشترك، فتجد لجناح العرب المغربي حضوراً واضحاً في مؤلّفاته الأولى، تزداد اتّساعاً واهتماماً مع التراكم المعرفي لديه عن هذا الجناح الغربي، ومع تنوّع موضوعات دراساته التاريخية والمعرفية، وضع فصولاً ومقالات تاريخية ومعرفية كتبها على مدى سنوات طويلة اِمتدّت من بداية الخمسينات وحتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، نشرها (وكرّر نشرها) في العديد من الصحف والمجلات والكتب، ودرّسها لطلابه في الجامعات والكليات التي علّم فيها، فكان من أوائل (بل ربما أوّل) المؤرخين المشارقة الذين اهتموا بالمغرب العربي معرفة وتاريخا، وأكثرهم كتابة وحديثاً عنه.
وحين يحدّثنا زيادة عن هذه الكتابات، يقول: ''بيني وبين المغرب العربي صلة قوية، فشعرت نحوهم بحبّ عميق، ولا غرابة في ذلك، فأنا عربي بين أهلي وعشيرتي؛ ولكلّ ربع من ربوع العرب حرمة وهوى تتغلغل مني في صميم الفؤاد''.
أحبّ نقولا زيادة الجزائر الوطن، والجزائر المدينة العاصمة، وأحبّ تلمسان المدينة، وتلمسان التاريخ الذي تمتدّ جذوره إلى بدايات الفتح العربي الإسلامي، زارها مرارا واطّلع على حياتها الثقافية، ومن خلال علاقاته وصداقاته الحميمة التي ربطته مع شيوخها وعلمائها ورجالاتها، تعرّف على جذور هذه الحياة الفكرية والعلمية التي ما زالت تنعم بها مشفوعة بمعرفة معمّقة حصل عليها من كتب المؤرّخين، الجغرافيين والرحّالة العرب الأوائل الذين كتبوا عن هذه المدينة، والأدوار التاريخية، العلمية والفكرية التي لعبتها في حقب زمنية متتابعة من تاريخها، فكانت منارة من منارات التاريخ العربي الإسلامي في الشمال الإفريقي...
وعلى طريقة نقولا زيادة وأسلوبه في دراساته وأبحاثه التاريخية التي تبدأ من العام إلى الخاص، وفهم الموضوع التاريخي الراهن من خلال جذوره التاريخية القديمة، قسّم الباحث جهاد أحمد صالح دراسته إلى ستة فصول رئيسية، يتفرع من كل فصل عدة عناوين لموضوعات ذات صلة، فالفصل الأول وعنوانه ''نقولا زيادة، حياة حافلة بالعطاء''، قدّم فيه المؤرّخ للقرّاء، مبينا موجزا لسيرة حياته، وآثاره القلمية المطبوعة، ودوره في الترجمة من الأجنبية إلى العربية، ومنهجيته في دراسته التاريخ خاصة في مجال ''الأدب الجغرافي''.
الفصل الثاني وعنوانه؛ ''المغرب العربي في كتابات نقولا زيادة''، وضّح فيه المؤلّف جهاد صالح، أسباب وحوافز اهتمام المؤرّخ زيادة بالمغرب العربي والكتابة عنه، مشيرا إلى الدراسات المتعدّدة التي نشرها في هذا المجال، والتي تناول فيها موضوعات تاريخ المغرب الذي يبدأ عنده منذ الفتح العربي الإسلامي لشمال إفريقيا، والأحوال الاجتماعية، والصراعات السياسية التي أعقبت ذلك الفتح حتى الاحتلال الأوروبي، وإلى تأثير الحضارة الإسلامية في مجالات العمران وإنشاء المدن، والمآثر العلمية والثقافية التي رسخها.
الفصل الثالث وعنوانه؛ ''الحياة الفكرية والأدبية الحديثة في المغرب العربي''، ملقيا الضوء على المغرب العربي منذ الاحتلال الأوروبي لبلدانه، وحتى استقلالها تباعاً، وما خلّفه هذا الاحتلال من تأثيرات على حياة الشعوب العربية المغربية في مناحي الحياة المختلفة، وبالأخص الناحية العلمية، الثقافية والأدبية.
الفصل الرابع، وعنوانه ''الجزائر، سحرها وتاريخها ونقولا زيادة''، وفيه يستعرض الباحث جهاد أحمد صالح، علاقة مؤرّخنا الكبير بالجزائر الدولة، وبالشعب الجزائري، وخاصة بعلمائه ورجال الفكر والسياسة فيه، فيصف بالتفصيل رحلته الأولى إلى الديار الجزائرية صيف عام ,1951 ورحلته الأخيرة عام ,1978 ويعرض ما طرأ على الجزائر من تطوّرات بين هذين التاريخين.
وفي عنوان منفصل، يعرض الباحث ما دوّنه المؤرّخ زيادة عن تاريخ الجزائر خلال الحقب ما قبل الفتح العربي، وما بعده حتى الاحتلال الفرنسي وما أعقبه من تطوّرات وثورات.
الفصل الخامس وعنوانه ''الحياة الفكرية والأدبية الحديثة في الجزائر''، تناول فيه تطوّر الحياة الثقافية التي سادت الجزائر خلال السيطرة الفرنسية عليها، وتأثيراتها السلبية والإيجابية على حياة الشعب الجزائري في مجالات التعليم في كافة مراحله، وسياسة فرنسا الثقافية التي فرضتها على الجزائر، والتحديات التي واجهتها هذه السياسة، ممثلة في عنوانين رئيسيين؛ الأول: ''جمعية العلماء المسلمين''، والثاني: ''دور الأدباء الجزائريين الذين كتبوا باللغة الفرنسية'' (محمد ديب، كاتب ياسين، رصيف الزهور، آسيا جبّار).
الفصل السادس، وعنوانه ''تلمسان في كتابات نقولا زيادة'' استعرض فيه جهاد صالح، ما كتبه المؤرّخ عن مدينة تلمسان، تاريخها القديم والحديث، آثارها العمرانية، والصراعات التي شهدتها، وما كتبه الجغرافيون والرحّالة العرب المسلمون عنها، ويفرد لها الحديث عندما كانت عاصمة للدولة الزيّانية، مستعرضاً حياتها الاقتصادية والاجتماعية في ذلك العهد.
وفي عنوان مستقل، ذكر الباحث أسباب اعتبار المؤرخ زيادة مدينة تلمسان عنوانا من عناوين الحضارة الإسلامية، وفي هذا الفصل أيضا، يفصّل الباحث فيما كتبه نقولا زيادة عن الحياة الثقافية والعلمية في تلمسان منذ أن كانت عاصمة للدولة الزيّانية وحتى آخر زيارة له لهذه المدينة التي عشقها.

تميز اليوم الثاني من فعاليات الأيام الثقافية الفلسطينية بعاصمة الثقافة الإسلامية، بعرض مآسي الشعب الفلسطيني الذي يعيش على هامش الخريطة الفلسطينية، يقتنص فرصة للعودة وأخرى لمقاومة المحو حتى تبقى فلسطين حقيبته التي تحمل كل أمتعته وبيوته المغلقة والتي جرى عليها جرح النسف والتدمير وبقيت تسأل زهرة داخل فنائها عنه عن طفل كان يلعب هناك أو عن طفل لم يولد هنا لكنه مازال يحتفظ بحجر من أحجارها، هكذا كانت  الأشرطة الوثائقية التي منحتنا في مشاهدتها مدى قساوة الجرح ومدى توحش آمان وأحلام العودة الى فلسطين.
بين المخيم والقلب وفلسطين، لا توجد مساحة للفصل، بل تبقى الخطوات المتواصلة التي تحمل كل الحنين وتسير رغم الأشواك في اتجاه فلسطين.
أطفال المخيمات والمراكز بين الأمنية والحلم الواقع، فلسطين عندما تتحول الى أمنية طفل سبقه أبوه إليها وحاول أن يكون هناك في رام الله أو الخليل أو القدس أو أي مكان في جرحه النازف يعانق بقايا بيت منسوف أو كرمة تقاوم الوحدة، أو حجر سقط من جدار لكنه بقي هناك لم يبتعد.
قصة طفلة فلسطينية مع بقية أطفال فلسطين في مخيم فقدت والدها يوم غادرها شهيدا وكانت تدري أنه السفر الذي لا ينتظر العودة.
أطفال فلسطين يصنعون من حروقهم اجنحة لعصافير الحنين ولأحلامهم وحبهم ويتبادلون الرسائل، لأن الرسائل وحدها التي تستطيع عبور الحواجز والجدران وتقوم بدلهم بفرحة الالتقاء والعناق.
يلتقون في الرسائل ثم يلتقون حقيقة في رحلة لم يفصلهم عن بعضهم إلا سلك شائك لكنهم يتسللون بأيديهم وهداياهم المتبادلة ما بينهم، يلتقون أيضا بالنظرات والعيون ويفحصون وجوه بعضهم البعض.
طفلة فلسطينية تحكي قصة المخيم واليتم حينما تصبح الدموع كتابة وكل أوجاع الحنين المحملة في حقيبتها الظهرية تسأل لماذا هي ولماذا أطفال فلسطين يتوغل فيهم الألم ويكبرون وتكبر في عيونهم الأحلام، أحلام العودة.
تنظم رحلة ويلتقي أطفال الداخل بأطفال الملاجئ وأطفال الشتات، من كندا، من أمريكا، من أوروبا من الدول العربية، يلتقون على وطن افتراضي ثم يلتقون حقيقة ثم يفترقون وتبقى رسائلهم وذكرياتهم تصنع الحب وتفتح أبواب الأمل والانتظار، انتظار الوطن الذي وعدتهم به  الأمم المتحدة بإعادته إليهم ليكتبوا عليه صفة دولة ذات علم ومدرسة ونقود.
علم يعطيهم وجودهم على الحياة ووطن يعطيهم هويتهم وعنوانهم في هذا الكون الذي أضحى قرية صغيرة.
فلسطين الدولة التي تنتظر الولادة رغم عسر المفاوضات ورغم الحقن المهدئة التي يستعملها كل رئيس يحاول دخول البيت الأبيض، إلا أنه يغلق الباب دونها ويفتح الباب الخلفي للصهاينة ليعطيهم ما يشاؤون، الأطفال يكبرون  مع الحلم وفلسطين التي صنعوا من حجارتها  الفصل الأول من الانتصار، هم يستطيعون ان يصنعوا انتصارا بالمقاومة لأن فلسطين لا يمكن ان تموت في قلوبهم أو تغادر أحلامهم.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)