الجزائر - A la une

الأوساخ والحفر تغيّب الملمح الحضري لمدينة المحمدية بمعسكر


الأوساخ والحفر تغيّب الملمح الحضري لمدينة المحمدية بمعسكر
أصبحت الأوساخ والغبار المنبعث من الحفر، المنظر العام المسيطر على ملامح كبرى مدن ولاية معسكر من حيث الكثافة السكانية والنسيج العمراني، إذ تتخبط مدينة المحمدية في فوضى تسيير المدينة والقاذورات المترامية على حواف الطرق الرئيسية، خاصة مخلفات الباعة المتجولين والتجار بشارع العربي بن مهيدي أو ما يتفق على تسميته بطريق «مارسيليا»، ذلك ما استطلعته «الشعب» في عين المكان.لم تفلت الحدائق العمومية بالمحمدية من شبح الأوساخ والقاذورات بحيث أصبحت حدائق المدينة، على غرار حديقة البخايتية المتربعة على مساحة 10 هكتارات من الغطاء الغابي الذي يستغل للتنزه وممارسة الأنشطة الرياضية، في مصفّ مفرغة عشوائية للقاذورات، والأسوأ أنها تقابل حيّا سكنيا ومتوسطة، حيث يشتكي سكان المنطقة من تكاثر الأوساخ، بالرغم من الحملات التي يقودها هؤلاء السكان لجمع القاذورات والأكياس البلاستيكية تطوعا.ويشتكي سكان المحمدية عموما من الظاهرة التي أصبحت تسيئ إلى سمعة المدينة والمواطنين على حد سواء، بسبب الانتشار المريع للأوساخ والقاذورات وعدم تنظيم عمل فرق النظافة، رغم وضع النظافة ضمن الأولويات التي تعطيها السلطات المحلية قسطها من الأهمية والتوصيات في اجتماعاتها الدورية، غير أن واقع الحال يفسر وجود تقاذف صريح للمسؤوليات بين جميع الجهات الوصية على ملف النظافة وحماية البيئة، كما يفرض الواقع تهرب جهات أخرى وصية على مشاريع في قطاع الطاقة والمياه، من مسؤولية ردم الحفر العميقة التي خلفتها مشاريع الربط بالغاز في عدة أحياء بالمحمدية والتصليحات المتكررة لإعطاب شبكة المياه في الأحياء الرئيسية.وفيما توجّه أصابع الاتهام نحو المجلس البلدي للمحمدية، قدم رئيسه درقاوي ابراهيم توضيحا شاملا لتساؤلات مواطنيه، مبديا تذمره من الأوضاع التي آلت إليها مدينة الحوامض والبرتقال، قائلا إن «البلدية تبذل جهودا في مجال النظافة لا تظهر للعيان» لعدة أسباب، منها سحب مصالح النظافة من تسيير البلدية ومنحها للمؤسسة الولائية العمومية لتسيير وجمع النفايات المنزلية، التي منحتها بلدية المحمدية أكثر من 100 مليون دينار، السنة الماضية. فيما وجهت هذه الأخيرة 4 فرق نظافة فقط لمشروع «الجزائر البيضاء» الموجه لمدينة المحمدية، مشيرا أن عدد الفرق قليل جدا بالنسبة لمدينة المحمدية التي تعتبر من كبرى مدن ولاية معسكر، وأن 25 فرقة «للجزائر البيضاء» كانت متواجدة قبل إنشاء المؤسسة العمومية لجمع وتسيير النفايات المنزلية، لكنها لم تفِ بالغرض، بسبب كثرة الحركة التجارية في المحمدية والكثافة السكانية أيضا.وكشف رئيس البلدية أيضا، أن المجلس البلدي بصدد المطالبة بكشف بياني للمؤسسة لتوضيح طريقة استهلاك المبلغ الضخم الذي رصد لها لضمان نظافة أحياء مدينة المحمدية. وإلى ذلك الحين، ينتظر سكان مدينة المحمدية تدخل السلطات الولائية من أجل استرجاع بهاء مدينتهم ونظافتها من خلال خروج المجلس التنفيذي الولائي بتوصياته عن نظافة المدن إلى الميدان وتخليصهم من ظاهرة انتشار الأوساخ والقاذورات. كما ينتظر هؤلاء السكان، بحسب استطلاع «الشعب» للوضع العام، أن يعاد الاعتبار للحدائق والمساحات الخضراء المهملة والتي تحوز المحمدية عليها، من خلال تهيئة بعضها وفتح الحدائق التي يصعب الدخول إليها بسبب وجودها مغلقة باستمرار، على غرار حديقة «فيكتور هيغو» المتواجدة في محيط مجمعين مدرسيين، أين طالب أولياء تلاميذ مدرسة الشهيد حفيز لخضر باستغلالها لفائدة أبنائهم، بعد أن فشلوا في الحصول على ترخيص من مصالح بلدية المحمدية لفتح الحديقة وإطلاق حملة تطوعية للعناية بها وتأهيلها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)