الجزائر

الأوركسترا الوطنية تمتع الجمهور بسيمفونية السمفونيات



الأوركسترا الوطنية تمتع الجمهور بسيمفونية السمفونيات
وجدت الأوركسترا السمفونية الوطنية مكانا لها وسط الزخم الموسيقي الجزائري الثري بتنوعه وأصالته، حيث تمكنت هه الفرقة ومنذ تأسيسيها في ظرف وجيز من اكتساب قاعدة جماهيرية كبيرة باتت تضعها في مأزق، بحكم أن المسرح الوطني الجزائري لم يعد يستوعب عدد القادمين للاستمتاع بما تقدمه أنامل العازفين الجزائريين في الأوركسترا وقائدهم المايسترو أمين قويدر.إضافة إلى قيادته الرائعة للجوق الموسيقي، قدم المايسترو أمين قويدر شروحات كثيرة حول الموسيقى السمفونية والآلات التي يستعملها الموسيقيون، حيث انتبه الجمهور بكل تركيز لما كان يقوله أمين قويدر خصوصا مع وقوفه مطولا مع أعرق القطع الموسيقية الكلاسيكية لعمالقة الموسيقى العالمية من أمثال موزارت وبيتهوفن وتشايكوفسكي.بدأت الأوركسترا السمفونية الوطنية حفلها بعزف أشهر سمفونيات موزارت السمفونية رقم 40، ثم تلتها السمفونية رقم 5 لبتهوفن التي تعد واحدة من أشهر المؤلفات في الموسيقى الكلاسيكية، ووصفها الكاتب والمؤلف الألماني أرنست هوفمان بأنها ”واحدة من أبرز المؤلفات الموسيقية المعاصرة” وتتكون من أربع حركات، ليتم إردافها بعزف سريع أكثر من رائع للحركة الرابعة من السمفونية رقم 9 لفورجاك أو كما تسمى سيمفونية العالم الجديد، ويعود الفضل لفورجاك في تعريف العالم بالموسيقى التشيكية، كما أن هذه السيمفونية أصبحت اليوم تعبّر عن الروح الأمريكية، وهي التي مهدّت الطريق أمام تصدير الثقافة الأمريكية إلى العالم، وألف فورجاك سيمفونية العالم الجديد عام 1893 أثناء زيارته للولايات المتحدة، وهي إحدى أشهر وأكثر السيمفونيات شعبية في الموسيقى الحديثة. من فورجاك وعلى أنغام الكلاسيكيات العالمية، بقيت الأوركسترا السمفونية الوطنية في نفس العائلة وعزفت للموسيقي الكبير كورساكوف الذي كتب العديد من القطع الموسيقية، منها ”شهرزاد”، وتعبر هذه السمفونية عن حكاية، حيث استمتع جمهور المسرح الوطني الجزائري بالحركة الثالثة من السمفونية، وتبدأ الحركة بعزف متدفق على الوتريات، يمثل السلطان، يقابله عزف ممتد على الكلارينت يصور الأميرة، ويلخص العزف قصص الحب بألحان خفيفة، وفي النهاية تعلو وترتفع وتيرة اللحن بحماس شديد معلنة قدوم مقطع النهاية خاتمة القصة.وعرجت بعدها الأوركسترا الوطنية على السمفونية الخيالية للموسيقي الفرنسي فيكتور بيرليوز، ويعتبر هذا العمل الأوركسترالي أهم ما كتبه بيرليوز، وهو من أوائل المقطوعات الموسيقية الحديثة التي تسمى بالموسيقى ذات البرنامج، أي التي تعبر عن قصة معينة، وقد قام بيرليوز بكتابتها عام 1830 لأوركسترا كبيرة الحجم، بعد أن استوحى فكرتها من أحداث حقيقية في حياته، حيث يصف فيها قصة حبه للممثلة الإيرلندية هارييت سميثسون، وعزفت الأوركسترا الوطنية الحركة الثانية من هذه السمفونية التي تتكون من خمس حركات، وتحكي الحركة الثانية عن ذهاب هذه الشخصية إلى أمسية راقصة، وعلى أنغام الفالس يبدأ خيال المؤلف بالتفكير بمحبوبته بعيداً عن كل الناس في الحفلة.واختار المايسترو أمين قويدر في ختام فقرة الكلاسيكيات العالمية السمفونية رقم 5 للموسيقي الروسي الكبير تشايكوفسكي، ليتبل الحفل بروائع الموسيقى الجزائرية بداية بأغنية دحمان الحراشي ”يا الرايح”، وبعدها الأغنية القبائلية ”اشطح اشطح الطاوس”، لتحضر كذلك الموسيقى الصحراوية برائعة ”ڤوماري” لعثمان بالي، ومسك الختام بعلامة موسيقية فارقة في تاريخ الموسيقى الجزائرية وهي أغنية ”يا الزينة” لفرقة راينا راي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)