الجزائر - A la une

الأفالان ولعبة السلطة!؟



الأفالان ولعبة السلطة!؟
مازالت أزمة الأفالان تتفاعل بتفاعل الأوضاع السياسية في البلاد، ومازال الدخان الأبيض لم يتصاعد بعد في سماء الجبهة في انتظار أن تقرر الإدارة بإيعاز ممن يحرك خيوط الأفالان أن تمنح ترخيص عقد الدورة غير العادية للجنة المركزية أم لا!؟الأفالان هو المطبخ الذي تجرب فيه السلطة كل ما تعده في مخبرها السياسي من خلطات، في هذا الظرف العصيب، الذي تمر به البلاد. فالكل صار يترقب ما يجري داخل بيت الأفالان، ليفهم أين تجري الرياح السياسية، والجناح الغالب والمغلوب في لعبة ليّ الذراع التي كشف عنها مؤخرا الأمين العام للجبهة الأسبوع الماضي.لسنا نذيع سرا مرة أخرى عندما نقول أن جبهة التحرير ما زالت ذلك الجهاز الذي تحدث عنه مرة الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين رحمه الله، عندما قال إننا لا نملك حزبا، وإنما جهازا، جهاز يعطي الصبغة السياسية لقرارات تؤخذ خارج إطار جبهة التحرير وهي أبعد ما تكون عن قرارات سياسية.ولسنا نذيع سرا أيضا عندما نقول إن الذي يسيطر على الجبهة، سيحدد مصير الرئاسيات المقبلة، ولذلك فالصراع على أمانتها العامة اليوم، مثلما كان الأمر منذ بضعة أشهر، سينتهي لمن سيقود مقاليد الانتخابات المقبلة ويفرض مرشحه الذي ستسارع الأمانة العامة للأفالان لتغطيه ببركاتها.مازال إذن الصراع على من يخلف الرئيس بوتفليقة قائما على أشده بين جناح الرئيس والأجنحة الأخرى، وسيستمر إلى غاية أن ينتصر أو ينهزم بلعياط الرجل الذي يؤرق هذه الأيام راحة عمار سعداني الأمين العام للجبهة بعد الجنرال توفيق، ومازالت الأمور لم تحسم لأحد. لكن الأكيد أن الطبيعة حسمت أمر العهدة الرابعة بعدما هزم المرض محيط الرئيس وحرمه وحرم دعاة العهدة الرابعة من تحقيق هذا الحلم المستحيل الذي كان يراودهم، طمعا في صيانة مصالحهم.وفي الوقت الذي يرغي بلعياط ويزبد ويهدد بإسقاط عمار سعداني من على رأس الجبهة، اختفى هذا الأخير نهائيا من الساحة، بعد القنبلة غير المسبوقة والتي فجرها وسط الساحة الإعلامية مستهدفا المؤسسة العسكرية.لا أدري إن كان هذا الاختفاء لمراقبة قوة رد الفعل التي خلفتها تصريحاته، أم حقا أن السعيد بوتفليقة، الذي يعتقد الجميع أنه هو من يحركه، اكتشف أنه راهن على حصان خاسر، بعد أن دلت تصريحاته على أنه بعيد كل البعد عن السياسة وقواعدها بعد قطع بضربة فأس الرابط الذي ربط دائما الحزب بالجيش والمخابرات، محاولا أن يخرجه من بيت الطاعة ليلحقه بصديقه السعيد ويضعه في خدمة أطماعه السياسية.فهل سكوت “رجل الدولة” كما يصف نفسه دليل على أنه انتهى وسيخرج من الباب الضيق، وأحرق معه أوراق السعيد في لعبة خلافة الرئيس؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)