الجزائر - A la une


الأفالان في البورصة
تحتفظ كتب التاريخ بجملة “روما للبيع” التي قالها يوغرطة، الملك النوميدي، للتأكيد على استشراء الفساد في الإمبراطورية الرومانية بعد أن استطاع شراء ذمم شيوخ مجلس السينا بالأموال. لم يكن يوغرطة يعلم أن التاريخ سيعيد نفسه في المملكة التي كافح وضحى من أجلها لينتهي به الأمر في زنزانة بروما الإيطالية. لكن الجملة أخذت محتوى آخر: “الأفالان للبيع”. اعتقاد يترسخ من خلال تتبع تصريحات قياديين من حزب جبهة التحرير الوطني على غرار بلعياط الذي أمر بتوقيف عملية تجديد لجان البرلمان بالانتخاب لوجود شبهات حول شراء الأصوات بالأموال، ثم تصريح محمد صغير قارة بخصوص عدم التسرع في عقد اجتماع اللجنة المركزية لاختيار الأمين العام الجديد بعد أن بلغت مسامعه أخبار حول رصد أحد رجال المال لمبلغ 20 مليار سنتيم لفرض مرشح معين على رأس حزب جبهة التحرير الوطني. الخطير في الأمر هوالشفافية التي تجري فيها هذه “التعاملات” دون أن يتحرك أحد في حزب يدّعي مرجعية نوفمبرية ورصيد نضالي ثوري. فالمعركة داخل الحزب ليست على الأفكار والتيارات والأكثر كفاءة لتسيير الحزب بل الأغنى والأوفر مالا، ولا يهم مصدر الثروة، بل من المستحسن أن يكون مصدرها مشبوه. فكواليس مؤتمرات الأفالان التي كانت من قبل حلبة لتصارع الأفكار لانتزاع التوافق بالتنازلات تحوّلت اليوم إلى ما يشبه “حلبة رقص” ملهى ليلي للتراشق بالأموال و«التبريحات”، ليس للترويح عن النفس بل لشراء الذمم والأصوات. فأين نحن ومقطع نشيد قسما الذي كتبه مفدي زكريا في ظلمة زنرانة بربروس “... جبهة التحرير أعطيناك عهدا....”؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)