الجزائر - A la une

الأفارقة يعزلون الجزائر في ملف ليبيا



الأفارقة يعزلون الجزائر في ملف ليبيا
الجزائر ترفع تمثيلها للدفاع عن موقفها خلال مشاركتها في مسار نواقشطبعثة الأمم المتحدة تدعو الجزائر للمساعدة على وقف التصعيد في ليبيادعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الحكومة الجزائرية إلى تقديم دعم عاجل لوقف التصعيد العسكري بين الجيش الليبي والمسلحين، في وقت يبدو الحل العسكري الذي ترفضه الجزائر أقرب ما يكون للتجسيد، مع ما يظهر من دعوات صريحة لقادة أفارقة تطالب حلف الناتو بإنهاء معسكرات الميليشيات المسلحة في ليبيا. أفادت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في بيان لها، أمس، بأنها “تجري حاليا اتصالات مع جانبي النزاع ودول الجوار، خاصة الجزائر التي ترأس اللجنة الأمنية للمبادرة وترعى جهود وساطة بين الفرقاء”، لافتة إلى “ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية، لإعطاء فرصة للحوار السياسي الليبي”.وذكرت البعثة الأممية أن “اللجنة الأمنية والعسكرية التي ترأسها الجزائر تتمثل مهمتها في إحكام التنسيق بين ليبيا ودول الجوار، قصد تعزيز الإجراءات الأمنية ومراقبة الحدود”. واعتبرت البعثة أن التصعيد العسكري الأخير “محاولة مباشرة لتقويض جهود الحوار السياسي، وأن أولئك الذين يقفون وراءه يهدفون بشكل أوضح إلى إفشال العمل الجاري للوصول إلى حل سياسي”.وفي غضون ذلك، طالب زعماء أفارقة، مجتمعون في منتدى داكار الدولي للأمن والسلام في إفريقيا، شارك فيه وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، الدول الغربية بالعمل على حل الأزمة الليبية عبر التدخل العسكري. وفي هذا الإطار، كشف الرئيس الموريتاني والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، محمد ولد عبد العزيز، أن الاتحاد بصدد تجهيز القوة الإفريقية للتدخل السريع لتكون جاهزة للقيام بالمهام المنوطة بها في أفق العام المقبل.من جهته، دعا الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتا، المجتمع الدولي إلى وضع حد لحالة الفوضى في الجنوب الليبي الذي تحول، حسب قوله، إلى “وكر للدبابير وسوق هائلة للسلاح الموجه إلى بلداننا”. واعتبر كيتا: “أصل العلة هناك في الجنوب الليبي”. وتساءل مغازلا حليفه الفرنسي، “كم من السلاح قد يكون عبر من دون علمنا، وكم كان سيمر لولا يقظة برخان؟”، يقصد القوة الفرنسية في منطقة الساحل. وتابع الرئيس المالي: “لا بد أن يقتنع المجتمع الدولي بأن هناك عملا لا بد من إنجازه، وسنبقى ضحايا ما لم يجر إيجاد الحل المناسب لوكر الدبابير هذا”، داعيا نظيره التشادي إلى عرض الوضع في جنوب ليبيا على الأمم المتحدة بما أن تشاد عضو في مجلس الأمن في الوقت الحاضر.بدوره، ذكر الرئيس التشادي، إدريس ديبي، أن “الإرهاب آفة لا وجه لها ولا تعفي أي بلد”. وقال ديبي للمنتدى: “الآن ليبيا أرض خصبة للإرهاب وجميع أنواع المجرمين”. وأضاف أن “حلف الأطلسي عليه الالتزام باستكمال ما بدأه في ليبيا”. وفي نفس السياق، اعتبر الرئيس السينغالي، ماكي صال، أن جيوش المنطقة سيئة التجهيز وبحاجة إلى المزيد من الدعم المادي من الغرب.أما وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان الذي شارك في المؤتمر رفقة عدد من وزراء الخارجية، فأوضح للقادة الأفارقة أن المشكلات في جنوب ليبيا لن تجري تسويتها إلا بحل الأزمة السياسية في البلاد.وأمام هذا الإجماع الإفريقي على توجيه ضربة عسكرية للجماعات المسلحة في ليبيا، تبدو الجزائر في وضعية صعبة للدفاع عن موقفها الذي تعتبره مبدئيا بعدم التدخل الأجنبي، خلال قمة الدول المشاركة في مسار نواقشط حول تفعيل الهندسة الإفريقية للسلم والأمن المقام، اليوم، بالعاصمة الموريتانية.واختارت الجزائر، في ظل هذه الضغوط الدولية المتسارعة، رفع مستوى تمثيلها خلال أشغال هذا المنتدى، بإيفاد وفد يترأسه الرجل الثاني في الدولة دستوريا، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، مرفوقا بوزير الخارجية، رمطان لعمامرة، الذي يمتلك خبرة واسعة في مثل هذه اللقاءات بحكم منصبه السابق كرئيس لمفوضية السلم والأمن في إفريقيا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)