الجزائر - A la une

الأزمة الليبية تطوِّق عامها الرابع


الأزمة الليبية تطوِّق عامها الرابع
تصنع الأزمة الليبية خصوصيتها من السرعة التي أطاح بها حلف شمال الأطلسي بنظام معمر القذافي بداية2011 وعدم مرافقة الليبيين في إقامة الدولة الحديثة الديمقراطية كما يزعم الغرب و ترك ليبيا لمصيرها بعد ذلك ما فتح الباب أمام تصاعد موجة العنف ة الذي زاد احتداما بفعل حالة الفوضى التي تطبع البلاد و دخول أطراف أجنبية على خط الأزمة تمثلها جهات إرهابية و نشأة أخرى داخل ليبيا تحت مسميات مختلفة و بدوافع متعددة أيضا و مدججة بالسلاح و كل أنواع الذخيرة الحيّة الأمر الذي جعل أمن ليبيا و جوارها على كف عفريت في ظل تسارع الأحداث و اتساع الهوة بين الإخوة الأعداء .و من هنا تتوالى الأسئلة التي يطرحها المتتبعون لملف الأزمة الليبية و تتمثل بشكل خاص في حالة الفوضى التي لا تزال مستمرة و تحوّلت إلى حرب ميلشيات و مصالح دون أن يكون ل "الناتو" اللمبادرة من أجل المشاركة في حل الأزمة التي تلقي بظلالها على دول الجوار و تهدد الاستقرار الاقليمي و تجهض محاولات الاتحاد قي مواجهة الارهاب .و قد أخذت الجزائر على عاتقها مبادرة تقريب وجهات النظر بين الفصائل السياسية المتنازعة من أجل حل سلمي تتوقف معه موجة العنف التي تغرِق ليبيا منذ حوالي أربع سنوات كاملة شُرد خلالها آلاف الليبيين و العمالة الأجنبية التي فاق عددها المليون أيام حكم معمّر القذافي.و لعل أخطر ما يميز الأزمة الليبية أن الميليشيات في ليبا صارت اليوم تتقاتل من ال بالغارات الجوية مثل ما حدث الأربعاء الماضي عندما أغارت قوات "فجر ليبيا " بمقاتلة دكّت مرفأ السدرة النفطي في شرق ليبيا حيث ألقت العديد من الصواريخ و هو ما يؤشر على تشابك خيوط الأزمة الليبية و يجعل التسريع في إيجاد الحلول لها أمرا لا ينتظر التأجيل يضاف إلى ذلك حادثة اختفاء 11 طائرة مدنية من مطار طرابلس الدولي الصائفة الماضية و الذي كان يتعرض لهجوم عنيف من قبل الميليشيات المسلحة ما شكل تحولاً كبيراً في حجم المخاطر التي تهدد المنطقة بأسرها. وبعد أن وردت تقارير مفادها أن الطائرات كانت في أيدي الارهابيين الذين يعتزمون استخدامها لأغراض إرهابية. ومع بروز ما يسمى ب "الدولة الإسلامية في العراق و الشام " هناك مخاوف من تحول ليبيا إلى بؤرة لهذا التنظيم الدموي ، الذي قد يحاول الاستيلاء على الحكم في ليبيا وإعلانها كمركز للخلافة الإسلامية التي أعلن عنها في العراق و عليه لابد من حل توافقي سريع يجمع كل الليبيين و قد أخذت الجزائر على عاتقها لعب الدور في تقريب وجهات نظر حل الأزمة الليبية من خلال استضافتها جلسات الحوار بين الليبيين مع احترام سيادة أولئك الليبيين و منعا لأي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي لهذا البلد الذي تمزقه الحرب و تفوت عليه بناء مؤسسات دولة قوية تستمد وجودها و استمراريتها من الإرادة الشعبية و لا تزال الجزائر تضع الأزمة الليبية و ضرورة حلها العاجل ضمن انشغالاتها .الاهتمام الذي توليه الجزائر لهذه الأزمة "يرجع إلى العلاقات التاريخية التي تربط الشعب الجزائري بالشعب الليبي كما اّنّ الاهتمام الذي توليه الجزائر لهذه الأزمة "يرجع إلى العلاقات التاريخية التي تربط الشعب الجزائري بالشعب الليبيأن الجزائر "تعتبر أمن ليبيا مرتبطا بالأمن الوطني و لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث في هذا البلد الذي يشهد تدمير قدراته و نسيجه الاجتماعي"
كما قال الوزير المنتدب للشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل في مناسبة سابقة مضيفا أن "الجزائر التي انضمت مبكرا للجهود الإقليمية و الدولية الرامية إلى ايجاد حل سياسي توافقي بين الأطراف الليبية تعمل جاهدة بطلب من الليبيين على تسهيل اجتماع كافة الأطراف الليبية في إطار حوار وطني شامل".
و أضاف أن هذا الحوار يجب أن يقوم على أجندة واحدة "تتمحور حول احترام السلامة الترابية و السيادة الوطنية و رفض التدخل الأجنبي و رفض الإرهاب و و اقامة دولة حديثة.
كما أنّ الاتصالات الجارية مع الليبيين قد أظهرت قناعة عميقة لدى الأطراف الليبية بان الحوار الشامل و الحل السياسي يظلان السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية للأزمة و التكفل بجميع أبعادها.كما أنّ الاتصالات الجارية مع الليبيين قد أظهرت قناعة عميقة لدى الأطراف الليبية بان الحوار الشامل و الحل السياسي يظلان السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية للأزمة و التكفل بجميع أبعادها. من جهتها قدّرت الحكومة الأمريكية تقدر كبيرا دور الوساطة الذي تقوم به الجزائر من أجل تسوية الأزمة في ليبيا و تدعم جهودها في هذا الاتجاه خاصة أنّ الجزائر شريك للولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الارهاب وفي تكريس الاستقرار على المستوى الإقليمي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)