الجزائر - A la une

الأديب عز الدين ميهوبي ل"المساء"


الأديب عز الدين ميهوبي ل
عبّر الأديب الجزائري والوزير السابق، السيد عز الدين ميهوبي، عن تفاؤله بمستقبل اللغة العربية في الجزائر، من خلال هذا الحوار الذي خص به”المساء”، حيث توقّف عند عدد من المسائل التي تهم لغة الضاد.كيف تنظرون إلى واقع اللغة العربية في الجزائر؟فيما يتعلّق باللغة العربية، لا يمكنني أن أكون متشائما كما يُظهر ذلك بعض الخائفين عليها، فمستقبلها سيكون أكثر إشراقا بالنظر إلى التفاعل الذي يشهده العالم فيما يتعلق باللغات، صحيح سيكون هناك تقلص كبير لعدد من اللغات في العالم بفعل العولمة وبفعل انتشار المعرفة بطريقة غير مسبوقة.ولأنّ للغة العربية كيانها المختلف عن اللغات الأخرى، فإنّ الخبراء بالنظر إلى التحوّلات التي يشهدها العالم اليوم على صعيد ثورة الاتصال والثورة الرقمية وانتشار المعرفة المجانية، يرون أنّه سيكون هناك مستقبلا 03 كيانات لغوية في العالم وهي كيان المنذران (اللغة الصينية) التي ستنتشر بفعل السلع الصينية أو بما يصطلح عليه بالبعد التجاري المخترق للحدود، ثم اللغة الإنجليزية التي تسمى بقاتلة اللغات، كونها ستقلص من حجم اللغات الأوروبية الأخرى من فرنسية، إيطالية، إسبانية وألمانية، وستتحوّل بفعل ذلك إلى لغات محلية، خاصة أنّ اللغة الإنجليزية تعرف نقلة نوعية من تحوّلها من لغة دولية إلى لغة كونية بحكم الاستعمال الواسع لها.وتأتي ضمن هذه الكيانات الثلاثة؛ اللغة العربية التي ليست مزاحمة لا للغة الإنجليزية ولا للصينية، ولا الصينية والإنجليزية مزاحمتين للغة العربية، فالكلّ يمشي في رواقه، وانطلاقا من هذا أقول بأنّ اللغة العربية في الجزائر العميقة بخير، لاسيما أنّ المدرسة الآن ستنتج جيلا لا يعرف إلاّ العربية، إذن فلا خوف على هذه اللغة التي يضم معجمها أكثر من 12 مليون كلمة. ألا ترون أنّ الإقدام على تعلّم اللغة العربية سيغلق باب التفتّح على اللغات الأخرى؟لا أبدا، فنحن من دعاة التفتّح على كلّ اللغات لأنّه لا يمكن أن نصنع التفاعل مع العالم بلغة واحدة، ثم لا يوجد بلد يتعامل بلغة واحدة، لهذا أقول بأنّ العربية بحاجة فقط إلى ثقة أبنائها في نفوسهم مهما يكن، فالجزائر بلد ناشئ وعلى الجميع من جامعة ومجتمع مدني وأحزاب سياسية، العمل من أجل ضمان الأمن اللغوي للجزائر من خلال سن قوانين حامية للغة، لكن دون أن تلغي حاجة المجتمع في التفاعل مع اللغات الأخرى. ما هو تقييمكم للحركة الإبداعية في الجزائر في ظلّ ظهور جيل جديد من المبدعين؟نعتزّ كلّ الاعتزاز بظهور أسماء جديدة في المشهد الثقافي الإبداعي الجزائري، تجاوزت حدود الوطن بعد أن تمكّنت من فرض نفسها على المستويين العربي والدولي، والدليل أنّه لا تخلو جائزة عربية واحدة دون أن يتحصّل عليها جزائري اليوم، بالتالي فالإبداع في الجزائر يتحسّن بشكل كبير سواء في الرواية أو في المقالة أو في الشعر أو في النقد أو في غيره من الأغراض الأدبية الأخرى، والمبدعون الجزائريون أصبحوا يبرزون بشكل لافت في المحافل الثقافية العربية، وانطلاقا من هذا أقول أن الواقع يدعو إلى الاعتزاز. هل هذا الفضل يعود إلى المدرسة الجزائرية؟أستطيع أن أقول بأنّ المدرسة الجزائرية استطاعت فعلا وبامتياز أن تنجب لنا جيلا مبدعا، لأنّ التفوّق الإبداعي الجزائري واضح تماما، فالمدرسة التي أنتجت جيلا أنتج 150 جريدة يومية، كيف لا نقول عنها بأنّها نجحت في رسالتها؟. ماذا تقولون عن جائزة ”نوبل”؟أقول؛ إنّ العديد من الأدباء الكبار المشهود لهم بالتفّوق على الصعيد العالمي لم ينالوا جائزة ”نوبل”، إذن أرى أن هناك معايير تتكئ على البعد السياسي في نيلها، صحيح أنّ الجانب الإبداعي والعبقرية يشكلان معيارا لنيلها، لكن هناك المعيار السياسي الذي يلعب دورا أساسيا في الحصول على هذه الجائزة.المهم أن يكون لدينا روائيون كبار أفضل من روائيين فازوا ب ”نوبل” ولم يقدموا أدبا رفيعا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)