الجزائر - A la une

الأدب المغاربي مجرد وهم.. وتحصيله مربوط بالعلاقات السياسية



الأدب المغاربي مجرد وهم.. وتحصيله مربوط بالعلاقات السياسية
الكاتب الجزائري لا وجود له في المكتبات التونسيةتذمر الشاعر التونسي سامي نصر من السياسة التي تسير بها المؤسسات الثقافية في شمال إفريقيا، نافيا أن يكون هنالك أدب مغاربي. وأوضح أن الأخير مجرد وهم يحاول البعض الترويج له زيفا.، مضيفا في الحوار الذي جمعه ب"البلاد"، أن كتاب المغرب العربي لا صوت لهم كنظائرهم المشارقة.كيف تقيم الساحة الثقافية العربية في ظل ما يحصل من ركود بسبب الأوضاع في المنطقة؟في الحقيقة ليس لنا ساحة ثقافية واحدة، بل ساحات. أوّلا الساحة الثقافية المغاربية وهي أيضا ساحات قطرية، والساحة المشرقية، وهي الأكثر تفاعلا، والساحة الخليجية وهي الساحة التّي بدأت تستأثر بحكم المال والأعمال بالمشهد العربي في سنواته الأخيرة.وطبعا هناك علائق كثيرة نشأت بين هذه الساحات وهي في اعتقادي فردية وليست جماعية، فلا يكاد العماني مثلا يعرف شيئا عن الأدب التونسي باستثناء الحراك الذّي يحدث حول الجوائز. ولا يكاد التونسي يعرف شيئا عدا الأسماء اليمنية أو السودانية أو الموريتانية.وحتّى حين نتحدث عن أسماء فإنّها تبقى أسماء أغلبها ممّن يتمّ تسويقه جيّدا، وهو ليس الأفضل أدبيا. لهذا فإنّ هذه الساحات منقطعة حقّا وشبه مغلقة، توجد مبادرات فردية لمثقيفين لكنّها تظلّ منقوصة، وتوجد معارض الكتب، لكنّ ذلك لا يحجب حقيقة أن الكاتب العربي والكتاب العربي الجيد يبقى محدود الانتشار باستثناء بعض شيوخ الأدب الذّين تصرّ المؤسسات على جعلهم الأفضل والأكثر توزيعا.في هذا الواقع المتشرذم توجد نصوص رائعة وكتّاب رائعون، تجهلهم المؤسّسات ولا ترغب في الاعتراف بهم. أما نحن فنعرفهم ونتواصل مع أكثرهم.هل يمكن الحديث عن أدب مغاربي في ظل مناداة عديد الأصوات للوحدة السياسية بينها؟هناك قطيعة، شخصيا لا أعرف شيئا عن موريتانيا أدبيّا، ولا أعرف الكثير عن الأدب السوداني، باستثناء اسمين أو ثلاثة، الكتاب الليبي لا وجود له في مكتباتنا التونسية والجزائرية والمغربية باستثناء اسم واحد تقريبا، ويبقى الكتاب التونسي أسير العاصمة التونسية ومكتبتيها المعروفتين برفع أسعار الكتاب بدرجة فاحشة.الكتاب الجزائري لا وجود له، على الأقل في دوليتين تونس وسلطنة عمان لأنني أعيش فيهما باستثناء كاتب أو كاتبين نشرت لهما مجلات أدبية.الكتاب المغربي وضعه أفضل نسبيا. من الواضح أن لا أحد يفكّر في حلول، ولهذا فإنّ الحديث عن أدب مغاربي لا يعني شيئا، هناك أدب قطري، يكتب في كلّ قطر على حدة، ولا أفهم القصد من وراء مصطلح أدب مغاربي، ما يسوّق باعتباره أدبا مغاربيا هو وهم أو لنقل بتفاؤل هو حلم، يبقى ممكنا إذا تحسّنت العلاقات السياسية وتغيّر المشهد الأدبي ونحو تكاملية اقتصادية يكون الإبداع جزءا منها، ففي غياب أي شكل من أشكال التكامل والتعاون يبقى أيّ حديث عن النوع المغاربي مجرّد حديث.لو توفّرت الإرادة لوجدنا الكتاب التونسي والمغربي والجزائري والليبي والموريتاني في كلّ مكتبة. ولكن ذلك أمر يبدو أنه في الواقع أمر شديد الصعوبة.هل ستسجل حضورك في المعرض الدولي للكتاب الذي ستحتضنه الجزائر بداية الشهر المقبل؟ستكون كتبي الأخيرة حاضرة، هذا يشعرني بسعادة. أنا شخصيا بعيد مكانيا عن الجزائر. ويصعب عليّ الحضور الآن، لكن تظلّ الرغبة معلقة في حضور إحدى دوراته القادمة.وفي الحقيقة ليس لديّ أيّ فكرة عن وقائع المعرض ولا عن حجمه ولا عن صداه في العالم العربي، ولا أقدر على إبداء رأيي فيه، على أنّني أعرف شغف الجزائريين بالكتاب وقدرتهم على التنظيم الجيد ولا أشكّ في أنه سيكون مفيدا جدا للقارئ والكاتب والناشر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)