الجزائر - Revue de Presse

الأحزاب ''تتحاور'' نهارا و''تتحارب'' ليلا



الأحزاب ''تتحاور'' نهارا و''تتحارب'' ليلا
تحولت الحملة الانتخابية الخاصة بسباق الأحزاب نحو شارع زيغود يوسف، من التجمعات والمهرجانات الشعبية، نهارا، إلى فضاء ليلي ل ''عصابات حزبية'' تشن فيما بينها ''حربا أخرى'' ساحتها مساحات ممارسة الدعاية الانتخابية وأبرزها الملصقات.
تكاد الملصقات في فضاءات تعليق لافتات القوائم الانتخابية، لا تصمد في حيزها أكثر من يوم واحد، ليس بسبب ''الأمطار'' أو العوارض الطبيعية، ولكن بسبب أن ''يد البشر'' تطالها بالحذف والتمزيق والتلطيخ. بما لا يشتهي رجال ونساء بذلوا جهدا في ترتيب ''أناقة'' موسومة ببذلات رسمية مزدانة بربطات عنق جميلة بالنسبة للرجال وفساتين نسوية بدا وأن صاحباتها أرهقن أنفسهن في اختيار ما يلائمها من ''ماكياج''، يتساوى مع ما يريده الرئيس بوتفليقة من تمثيل نسوي''محترم'' في الغرفة السفلى، وهم يعلمون أنه عادة ما يكون مصير تلك الملصقات، رهين ''اليد'' التي تطالها وصاحب اليد وميوله الحزبية أو متطورة للأشياء.
وإذا كانت ظاهرة تمزيق ملصقات المترشحين ترتبط في ظاهرها ب ''جبهة رفض'' أو تتصل ب''يأس'' عام من الانتخابات، حيث تترجم المقاطعة في ''عنف'' يمارس ليلا وأحيانا نهارا جهارا ضد من يجاري ''الصندوق''، فإن باطن الأمور يتصل أيضا وبحدة، بحرب ''ليلية'' بين أحزاب تختلف في التوجهات وتبتعد عن بعضها البعض في الطروحات بعد السماء عن الأرض، في إسقاط واضح لأتباع أحزاب يمزقون ملصقات أحزاب أخرى''عدوة'' والعكس صحيح، وتتعرض الملصقات الانتخابية للإتلاف إما نتيجة خلافات سياسية أو إيديولوجية معروفة، أو تصريح ''مستفز'' لمسؤول حزب في تجمعه نهارا، ليدفع ثمن ذلك، مترشحيه على القوائم، ليلا، تماما كما لوحظ على قوائم بالعاصمة، حيث عمد فيها، مجهولون في شارع حسيبة بن بوعلي، إلى دهن ''لحية إسلامي'' متصدر القائمة بالأبيض حتى لا تظهر، وعكس ذلك رسمت لحية على ذقن مترشح آخر ينتمي إلى التيار الديمقراطي، معروف بعدائه للتيار الإسلامي، على نحو، يحمل إلى الأذهان أن ''لعبة القط والفأر'' تفعل فعلتها، بينما، فقأت عينا مترشح آخر، بشكل صار ''مخيفا'' بشارع العربي بن مهيدي، وألبست مترشحة ''تاجا'' بشكل ''أفعى''، مخيفة بنفس الشارع، إلا أن الغالب في هذه الظواهر تعرض الملصقات إلى التمزيق والحذف تماما من اللافتات الإشهارية.
الواقع يظهر أن إتلاف الملصقات وحتى اقتلاع اللافتات الانتخابية، لا يرتبط بمجرد شبان ''مخمورين أو متناولي المخدرات'' كما جرى تسويقه مرارا، بينما يترجم تدنيس الفضاء الخاص بالحملة الانتخابية، كذلك بين أحزاب وتصحيحياتها على خلفية إقصاء فلان أو علان من الترشح باسمها، فينتقم بتلطيخ اسم أو أسماء واردة في القوائم، أو القائمة كلها، وهو سلوك يعكس حربا كان لها مسار سنوات أو أشهر، داخل هذا الحزب أو ذاك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)