الجزائر - A la une

الآخر.. مفارقات المكان والزمان



الآخر.. مفارقات المكان والزمان
يختتم اليوم، اللقاء السادس الأوروبي المغاربي للكتاب بعنوان: "الحياة في مكان آخر"، والذي انطلقت فعالياته أمس، بمكتبة الحامة بمشاركة كُّتّاب من الجزائر والبلدان المغاربية علاوة على دول أوروبية، وفيه يتم التطرق إلى عدة إشكاليات في مقدمتها: "ما هو المكان الآخر؟.وفي هذا السياق، قال ممثل وزارة الثقافة، السيد حاج ناصر، مدير دائرة الكتاب، إن الوزارة الوصية تدعم كل مبادرة تتم فيها عملية تبادل المعارف بين الكٌتّاب خاصة أنها تتزامن مع انطلاق الطبعة التاسعة عشر للصالون الدولي للكتاب، وكذا الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر.أما سفير ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بالجزائر، السيد ماراك سكوليل، فنوّه بدوره بتنظيم مثل هذا اللقاء الذي سيقوي العلاقات الجزائرية - الأوروبية، معتبرا أن تنظيم مثل هذه الفعاليات بمكتبة الحامة، غرضه التقرب من الجمهور الواسع، في حين طالب السيد عبروس اوتودرت، أحد منظميّ اللقاء المشاركين بالإفصاح عن تجربتهم الإبداعية لنظرائهم، فالإنسان -حسبه- لا يمكن له إلا أن يتجه نحو الآخر.وشهد اليوم الأول، تنظيم ندوتين الأولى بعنوان: "في مكان آخر: عبر الأمكنة والفضاء" والثانية بعنوان: "في مكان آخر: من الخيال إلى سموّ الروح"، وشارك في تنشيط الندوة الأولى كل من سمير تومي، وعبد الكريم تازروت من الجزائر، إسماعيل غزالي من المغرب، تاكيس ثيودوروبولوس من اليونان، ساندرا بيتريغني من إيطاليا، ومونيكا زاك من السويد.وفي هذا الصدد، قال سمير تومي صاحب كتاب "الجزائر، الصرخة"، إنه لا فصل بين الحديث عن المكان الآخر والمكان الحالي أو بين هناك وهنا، مضيفا أن موضوع "الآخر" استلهمه كثيرا حيث ربطه برغبة الكثيرين بالهجرة ولو غير شرعية توقا لحياة أخرى، كما أشار إلى أن "الآخر" قد يعني أيضا الاشتياق إلى عاصمة الجزائر بالأمس، بنظافتها وتقاليد سكانها، أو حتى التوق إلى عصر الإسلام الذهبي، ليختتم تدخله بأن المكان الآخر لا يمكن أن يوجد من دون المكان الأصلي.أما الكاتب الصحفي، عبد الكريم تازروت، فتحدث عن اضطراره للهجرة إلى الخارج في التسعينيات وعن صعوبة تكيّفه مع المحيط الجديد، حتى أنه لم يتوقف يوما عن سماع الموسيقى الجزائرية من دون أي نوع آخر من الموسيقى، ليؤكد أنه اكتشف الكثير عن هويته من خلال المهجر، أي من مكان وبلد آخر.من جهته، تناول الكاتب اليوناني تاكيس ثيودوروبولوس، قضية تعامل شعبه مع كل ما هو غير يوناني، واصفا إياه بالمجتمع المحافظ، وأن الآخر يعتبر بالنسبة إليه كل ما يتعلق بأوروبا رغم أنه ينتمي أيضا إلى هذه القارة، مذكرا بأن الأزمة الاقتصادية العميقة التي تتخبط فيها اليونان مكنت شعبها من التعرف على الآخر المتمثل في الأوروبي، هذا الأخير الذي أصبح يتحكم في حياتهم اليومية عبر تطبيقه لقوانين تمس الشعب الإغريقي في الصميم.بدورها، تناولت الكاتبة السويدية مونيكا زاك، قضية "الآخر" من خلال كتاباتها الكثيرة عن شخصيات غير سويدية، حيث ذكرت قصة كتبتها عن شاب باكستاني هرب من بلده بعد وفاة والدته، وقالت إنها التقته وقص عليها حياته التي قامت باقتباسها في عمل بسيط يعتبر من أكثر الأعمال المقروءة في المدارس السويدية. أما الكاتبة الايطالية ساندرا بيتريغني، فتطرقت إلى تعامل الكاتب مع الواقع في أعماله، معتبرة أن الكتابة الحقيقة هي التي تذهب بالقارئ إلى عالم الخيال ولو اقترن هذا الأخير بالواقع.بالمقابل، اختار الكاتب المغربي إسماعيل غزالي، البحر الأبيض المتوسط الذي يجمع بين الهويات المختلفة، كما أنه لا يتوقف عند رقعته الجغرافية وحسب، بل هو ملهم خيال الكُتّاب وغيرهم ويدخل بهم إلى عالم من الغرائبية والحلم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)