اعتداءات على البيئة وسلوكات مخجلة

تتوفر ولاية الجزائر على مواقع طبيعية تمنح للسكان فضاءات للتنزه والترفيه، غير أن بعضها يتعرض لما يمكن وصفه بالإهمال ويزيد من حدته تدني سلوكات بعض المواطنين الذين لا يعيرون للبيئة والطبيعة اهتماما، كما هو الحال بغابة باينام غرب العاصمة، حيث يصطدم الزائر إليها بمشاهد ومناظر مخجلة لا تليق بالمكان وسمعته التي كانت في الماضي جد لائقة، ويحرص الكثيرون على التوجه إليه لممارسة الرياضة في الهواء الطلق.وعلاوة على اعتداءات في وضح النهار تلحق أضرارا بالغة بأطراف الغابة مثل كسر الأشجار وإلقاء قمامات وفضلات، يسمح بعض عديمي الضمير باقتحام هذا الموقع الخلاب بمركباتهم ومنهم من يقوم بأعمال التصليح والتنظيف غير مبالين بواجبات حماية الطبيعة. وأكثر من هذا هناك سلوكات منحرفة لا تجد من يردعها مما يثير انزعاج العائلات والأفراد المرافقين لأطفالهم. والمثير للانشغال تسلل آخرين ليلقوا بنفايات صلبة وبقايا مواد بناء وعجلات مطاطية مهترئة، الأمر الذي يحمل مخاطر على هذا الموقع الخلاب، وهو الشيء الذي لم يكن ليحدث لو توفّرت له الحماية والمراقبة المطلوبتين من الجهات المكلفة والمخوّلة.ولذلك لا يتوقف المواطن عن التساؤل متى تتحرك إدارة الغابات المعني الأول ومعها الجهات المختصة لإنهاء الوضع القائم وغير المقبول من خلال فرض إجراءات للمراقبة والحماية بدءا بمنع حركة المركبات داخل المساحة الغابية والقيام بدوريات راجلة أو على متن أحصنة مما يعيد للمكان الطمأنينة فيتم تنظيفه من المنحرفين فتتشجع العائلات على المجيء دون خشية إطلاقا. وحتى مصالح البيئة لا يبدو لهم أثر، والمكان يصنف في خانة المواقع البيئية الحساسة التي تتطلب تكفلا جواريا مما يضمن حماية كل شبر منه عن طريق التحسيس والردع.إن موقعا كهذا يتطلب عناية على مدار السنة حتى لا يضيع بالتدريج خاصة وان والي ولاية الجزائر أعلن في مناسبات عديدة عن إدراج الغابات بإقليم الولاية ضمن برامج التنمية الاجتماعية وبالتالي إحاطتها بما يلزم من حماية للطبيعة ومنع كل ما يعرقل مجيء العائلات إليها في كل وقت وليس في عطلة الأسبوع التي تعرف حقيقة تواجدا امنيا مكثفا يا حبذا لو يتضاعف طيلة الأيام.