الجزائر - Revue de Presse

اشتباكات ورصاص حي وقنابل مسيلة للدموع في ثورة مصر الجديدة ميدان التحرير يغرق في دماء 32 قتيلا


في الوقت الذي كان يستعد فيه المصريون للفصل في اختياراتهم حول من سيمثلهم في أول برلمان بعد الثورة، وجدوا أنفسهم يبحثون عن جثت ذويهم بعد المجزرة التي شهدها ميدان التحرير، والذي شهد سقوط أكثـر من 32 قتيلا
ومئات الجرحى بعد تدخل عنيف لقوات الجيش والشرطة ضد محتجين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
كان التوقيت مغرب يوم الأحد، وقف شباب يؤدون فريضة الصلاة بميدان التحرير في عز المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، وفي خضم هذا المشهد الذي ميزه حجارة تقذف من محتجين وقنابل مسيلة للدموع من قبل قوات الأمن، حيث قامت قوات خاصة من الداخلية ومعها الشرطة العسكرية  بالهجوم على المصلين من الخلف، وقاموا في البداية بحرق الدراجات النارية المركونة بجانب الميدان، الذي توليه قوات الأمن أهمية كبرى، وشرعوا في اقتلاع الخيام المنصوبة وأشعلوا فيها النار.

قوات على دراجات نارية
وما هي إلا ثوان معدودة حتى بدأت قوات الأمن تتدفق على ميدان التحرير قادمة من المتحف المصري، وشارع طلعت حرب وقصر النيل ممتطين درجات نارية، وهي وسيلة جديدة لنقل هذه القوات، وفجأة شرعت في فتح النيران في كل الاتجاهات، محاولة إخلاء الميدان وردا على المتظاهرين الذين كانوا يقومون بقذفهم بالحجارة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير بين قتيل وجريح، وأمام هذه الوضعية تفرق المتظاهرون بين شارع طلعت حرب والشارع المجاور له وكذلك كوبري قصر النيل ومحطات الميترو، إلا أن القنابل المسيلة للدموع ظلت تطارد المتظاهرين حتى داخل محطات الميترو. ولجأ البعض من المتظاهرين لنقل ضحايا المواجهة إلى المستشفيات الميدانية التي فتحت خصيصا لمعالجة المصابين ومن هم في حاجة إلى الإسعافات الأولية، والذي قدرت أعدادهم بالمئات. لكن قوات الأمن تعاملت مع بعض الجرحى والقتلى بقسوة على حد اتهام عدد المحتجين، وقدر عدد القتلى بحوالي 32 جثة بحسب شهود عيان. بينما أكد الدكتور إسلام حافظ استقبال المستشفى الميداني لـ18 جثة. وربما المشهد المفزع للجثث كان وراء الانسحاب المفاجئ لقوات الشرطة العسكرية وكذلك القوات الخاصة.

هرب من المدرسة ليشارك في الثورة فقتل
وأمام مسجد عمر مكرم وقع شاب لا يزال بزيه المدرسي، عمره لا يتجاوز 13 عاما. وقال كلمة واحدة قبل وفاته قولوا لأمي تسامحني لأني هربت من المدرسة، لكن كنت أريد أن أشارك في ثورة مصر . وفي الوقت الذي كان فيه شباب يهمون بحمل جثمانه، ارتفعت أصوات استغاثة قادمة من مستشفى ميداني خلف هارديز المحاذي لميدان التحرير، بعد أن قامت قوات الأمن باقتحامه وإلقاء القبض على عدد من المصابين، وحاول عدد من الجنود إحراق الأغطية الموجودة داخل العيادة، كما ألقوا عددا من القنابل المسيلة للدموع عند مدخل المستشفى، وأمام هذا الهجوم تقاطر المتظاهرون على المستشفى وشكلوا جدرانا بشرية لحماية المصابين.
وتواصلت الاشتباكات عند شارع محمد محمود، وحاولت سيارة إسعاف الدخول لنقل الجرحى إلى المستشفى، فقامت قوات الداخلية بفتح النيران، وظل السائق يستغيث ولكن استغاثته لم تلق صدى، فترك الساحة ورجع أدراجه.
ومع تمام التاسعة مساء شنت قوات الأمن بهجوم جديد على المستشفى الميداني، لكن المتظاهرين وضعوا سلاسل بشرية لحماية المستشفى، وتمكنوا من القبض على اثنين من الجنود، مما دفع باقي القوات للتراجع. وفي تمام الساعة العاشرة وصل الداعية حازم أبو إسماعيل مرفوقا بحوالي 3 آلاف شاب من السلفية، مرددين شعار المصريين يد واحدة وأكد أبو إسماعيل أنه كان يرفض الاعتصام ولكن تصرفات المجلس العسكرية وإراقة دماء الأبرياء الشرفاء تتطلب الاعتصام في الميدان .
وظل الحديث بين المتظاهرين في الميدان حول إمكانية أسر عدد من الضباط من أجل مقايضتهم بالمتظاهرين الذين تم القبض عليهم. ومع ساعات النهار الأولى ليوم أمس دعا عدد من المشايخ ورجال الأمن إلى هدنة بين الطرفين للتفاوض، وبالفعل بدأ سريان الاتفاق، لكن بعد وقت قصير تجددت الاشتباكات مرة أخرى لتتواصل طيلة النهار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)